وددت لو أنك تريثت قليلاً، ولم تبادر بالاعتراض، فإن المقال المذكور واحد من جملة مقالات تالية، فيها البيان لما اعترضته وفهمته من بين السطور. وأنا لم اعتمد فقط، كما قلت، على قول أبى سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقول الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه. وإن كان معنى قول الإمامين: أحمد ويحيى، على خلاف ما فهمته أنت، فلعلك فهمت منه: توثيق من حدَّث عنه مالك من شيوخه. فإن يكنه، فهذا بعض معناه وتأويله، وليس كل المراد من قولهما. فهل تفهم من قول أهل الحديث: روى الإمام أحمد عن أبى هريرة، وروى الإمام البخارى عن أنس، أن أنساً وأبا هريرة ممن حدَّث عنهما أحمد والبخارى، وأنهما من شيوخهما!!.
بل من تمام معنى قول أبى زكريا يحيى بن معين: روى عنه مالك؛ أى وضعه فى كتابه وأخرج حديثه. فإن قلت ـ وحقك عندى أن أبين لك وأجيبك ـ: ما الدليل على إرادة هذا المعنى؟، قلنا: قول بشر بن عمر الزهرانى: سألت مالك بن أنس عن رجل؟، فقال: هل رأيته في كتبي؟، قلت: لا، قال: ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي)). وقول على بن المدينى: لا أعلم مالكاً ترك إنساناً إلا إنساناً فى حديثه شئ. وإليك بياناً أنطق وأبين لمراد أبى زكريا من قوله: روى عنه مالك، فقد قال يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة: من نحن عند مالك، إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر إلى الشيخ، إن كان مالك كتب عنه وإلا تركناه.
وأظنك يا أخى طالب علم، وحقك علىَّ أن أعرفك بما بين السطور، فأقول: هل تأملت جيداً قول أبى بسطام شعبة بن الحجاج: كان مالك بن أنس أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يُكتب عنهم، وإن كان لهم فضل فى أنفسهم، إنما هى أخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تؤخذ إلا من أهلها. ولماذا لم تجعل هذا المقال لإمام التعديل والتزكية أبى بسطام حجة قائمة بذاتها، وماذا أفادك قوله ((يكتب عنه))؟!، هل أراد يحدِّث عنه أو أنه من شيوخه؟!.
شكر الله لك. وبارك فيك. وأسأل الله أن يسع صدرك جوابى.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:11 ص]ـ
حياك الله ابو محمد لم نراك منذ دهر وسمعنا انك تدرس في مسجد الامام البخاري بسيد بشر فبلي هل اوضحت لنا العنوان جيدا وجزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:29 ص]ـ
الأخ الطيب ابن عبد الوهاب السالمى
أظننى وإيَّاك لم نكمل من أعمارنا دهراً، وإن كنتً قد جاوزتً شطرَه، ولست ممن يطمعون فى إتمامه، وأسأله سبحانه أن يبارك لى ولك فيما بقى من عمرنا، أطال الله عمرك، وبارك لك.
وأما الدرس ففى ((جامع الترمذى)) لأبى عيسى، فى مسجد الإمام البخارى خلف مدينة فيصل. سيدى بشر قبلى. تسعدنى رؤيتك ومعرفة أخبارك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 03 - 04, 12:43 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه.
أخي الفاضل
يكفي أن يحيى بن معين (الذي تعتمد عليه) قد قال عن عمرو: ضعيف.
وكثير من شيوخ مالك فيهم ضعف، فما بالك بمن ذكرهم في كتابه من غير شيوخه وهم مجاهيل؟
ولعلمك فالإمام مالك يحتج بالمرسل المشهور في المدينة. فمن باب الأولى أن يحتج بمن في إسناده مجاهيل إن كان الرواة عنهم ثقات.
أما قول مالك "لو كان ثقة لرأيته في كتبي" فلم يلتفت إليه أحد. قال الساجي: ويُقال إن سعداً (يقصد قاضي المدينة الثقة الثبت الإمام سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) وعَظَ مالكاً فوجد عليه، فلم يروِ عنه. حدثني أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟!! سعد ثقة، رجل صالح». حدثنا أحمد بن محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين: «كان مالك يتكلم في سعد سيّد من سادات قريش، و يروي عن ثور و داود بن الحصين خارجيين خبيثين!»
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:58 ص]ـ
أخى الحبيب الشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه
حياك الله ورقاك فى مراتب الرفعة.
أنت كما قال الأول، ولله دره:
صافى الطويَّة من غلٍّ يكدرها ..... وأولُ المجد أن تصفو الطوياتُ
وبديهتك تنبئ عن فراسة الأتقياء. وإنى والله لأحبك وأصطفيك لمودتى وألمح فيك النجابة.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:05 ص]ـ
أخى الحبيب الشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه
حياك الله ورقاك فى مراتب الرفعة.
أنت كما قال الأول، ولله دره:
صافى الطويَّة من غلٍّ يكدرها ..... وأولُ المجد أن تصفو الطوياتُ
وبديهتك تنبئ عن فراسة الأتقياء. وإنى والله لأحبك وأصطفيك لمودتى وألمح فيك النجابة.
¥