تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:40 ص]ـ

ياأخ محمد

جزاك الله وحيَّاك. وحفظ دينك ودنياك.

هاك تفصيل الجواب عما أوردتَه بنداً بنداً:

[البند الأول] أما قولك ((تعتمد على قول ابن معين وحده))، فقد بينت لك آنفاً، أنه أحد من تُعتمد أقوالهم فى قبول تزكية الإمام مالك للرواة والرجال، وهم كثير منهم: شعبة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، وعلى بن المدينى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبشر بن عمر الزهرانى، وعبد الله بن وهب المصرى، ومعن بن عيسى القزاز، وخلق كثيرون. ولو ذهبنا نستقصى سؤالات هؤلاء لمالك وأجوبته لهم لطال المقام، وهذا يحيى بن سعيد القطان يقول: سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقه؟، قال: لا ولا ثقه في دينه. وأظنك لم تطالع مثل هذه السؤالات، فلذا قلتَ ما قلتَه.

[البند الثانى] أما قول إمام التعديل والتزكية مالك بن أنس ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي))، فقد وقع جواباً لسؤال بشر بن عمر الزهرانى إيَّاه عن رجلٍ ممن يروى الحديث؟، لا أدرى من هو تعييناً!!، ودلالته ظاهرة غير خفية: أن إمام التعديل والتزكية مالك بن أنس لم يدخل فى ((موطئه)) غير الثقات من الرواة، وهذا على مذهبه فى التوثيق، وربما خولف على بعض الرواة، أوليس قد خولف البخارى ومسلم على جماعة ممن خرَّجا لهم فى ((الصحيحين))!!، ولا يُنكر على ثلاثتهم اعتمادهم لجماعة من الرواة هم ثقات عندهم، ضعفاء عند غيرهم. وممن هو على هذه الشاكلة عند الإمام مالك فى ((موطئه)): عبد الكريم بن أبى المخارق أبى أمية المعلم البصرى، فقد ضعفوه جداً، بل ورماه أيوب السختياني بالكذب. وقال سفيان بن عيينة: قلت لأيوب بن أبى تميمة: يا أبا بكر مالك لم تكثر عن طاوس؟، قال: أتيته لأسمع منه، فرأيته بين ثقيلين: عبد الكريم أبى أمية، وليث بن أبي سليم فتركته. وقال أحمد بن حنبل: ليس هو بشيء قد ضربت على حديثه وهو شبيه المتروك. وقال ابن حبان: هو كثير الوهم فاحش الخطأ فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما إمام الأئمة مالك بن أنس، فقد اعتمد عبد الكريم فى موضعين من ((موطئه)):

(الأول) مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري عن سعيد بن جبير: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ لِخَادِمِهِ: انْظُرْ مَا صَنَعَ النَّاسُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَذَهَبَ الْخَادِمُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: قَدِ انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الصُّبْحِ، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَأَوْتَرَ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ.

(الثانى) مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري أنه قال: مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ، وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فِي الصَّلاةِ، يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَتَعْجِيلُ الْفِطْرِ، وَالاسْتِينَاءُ بِالسَّحُورِ.

قال أبو عمر بن عبد البر ـ ناصر مذهب مالك ورافع لوائه بالمغرب ـ فى كتابه ((التمهيد)): ((كان عبد الكريم بن أبى المخارق مؤدبَ كتَّابِ، وكان حسنَ السمت، غرَّ مالكاً منه سمتُه، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، كما غرَّ الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقُه ونباهتُه، فروى عنه، وهو أيضا مجتمع على تجريحه وضعفه)).

ثم قال: ((ولم يخرِّج مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكماً في ((موطئه))، وإنما ذكر فيه عنه ترغيبا وفضلا، وكذلك الشافعي لم يحتج بابن أبي يحيى في حكم أفرده به)).

قلت: وهذا كلام بيِّنٌ فى الاعتذار عن مالكٍ فى احتجاجه بعبد الكريم بن أبى المخارق، ونظرائه ممن احتج بهم مالك فى ((الموطأ))، وضعفهم غيرُه من أئمة الجرح والتزكية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير