تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى بتوفيقه وعونه.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 10:45 م]ـ

الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..

فلا يذهبنَّ عنك ما قررته آنفاَ أنَّ: حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ المعافري صدوق لا بأس به، من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وأن روايات عبد الله بن وهب عنه عامتها مستقيمة ليس فيها ما ينكر، وقد صحَّح أبو حاتم بن حبان منها سبعة أحاديث، وأودعها ((صحيحه)). وإنما تقع النكارة فى حديثه من بعض الرواة عنه: كابن لهيعة، ورشدين بن سعد المهرى، سيما إذا تفردا عنه، ولم يتابعا. ولعبد الله بن لهيعة عنه نسخة كبيرة، أخرج أكثرها الإمام أحمد فى ((المسند)) (2/ 178:171)، وأحاديث هذه النسخة تعرف وتنكر.

فمن مناكير ابن لهيعة عنه:

[1] ما أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 14) وابن عدى ((الكامل)) (2/ 450) قالا: حدثنا أبو يعلى ثنا كامل بن طلحة ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في مرضه: ادعُو لي أخي، فدُعِي له أبو بكر، فأعرض عنه، ثم قال: ادعوا لي أخي، فدعي له عثمان، فأعرض عنه، ثم دعي له علي، فستره بثوبه، وأكبَّ عليه، فلما خرج من عنده، قيل له: ما قال؟، قال: عَلَّمَني ألفَ بابٍ، كلُّ بابٍ يفتحُ ألفَ بابٍ.

قال أبو أحمد بن عدى: ((هذا حديث منكر، ولعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه شديد الإفراط في التشيع، وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف)).

وقال الحافظ الذهبى: ((هذا حديث منكر، كأنه موضوع)).

قلت: وإنما أوتى ابن لهيعة من قِبَل اختلاطه لما احترقت أصوله، فساء حفظه، وأما التشيع والغلو فيه، فلا!!.

[2] ما أخرجه الإمام أحمد (2/ 173) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خِصَاءُ أُمَّتِي الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ)).

[3] وبهذا الإسناد (2/ 175) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلا اللَّبَنَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالصَّرِيحِ)).

وأما صحاح أحاديث حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فهذه عشارية من صحاح أحاديث ابن وهب عنه عن الْحُبُلِيِّ عن ابْنِ عَمْرٍو:

[الحديث الأول]

قال أبو داود (524): حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حُيَيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا!، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُلْ كَمَا يَقُولُونَ فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ)).

وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (6/ 16/9872) و ((عمل اليوم والليلة)) (44)، وأبو العباس السرَّاج ((مسنده)) (65)، وابن حبان (1695)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 410) من طرق عن ابن وهبٍ به مثله.

وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 172) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به نحوه.

[الحديث الثانى]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير