تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ترك المبارك قدراً كبيراً من المؤلفات العلمية (). وقد صنّف معظم كتبه في مدة مرضه، وكان عنده جماعة من الطلبة، يُعينونه عليها في الاختيار والكتابة (). منها:

"منال الطالب في شرح طوال الغرائب"وهو مطبوع. والكتاب في شرح ما اختاره من الأحاديث المطوَّلة الغريبة.

"البديع في علم العربية". وهو مطبوع.

3 ـ"جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم"جمع فيه بين الكتب الستة، ورتّبه على حروف المعجم. وهو مطبوع.

4 ـ"المرصَّع في البنين والبنات والآباء والأمهات". وهو مطبوع.

5 ـ"الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف"وهو في التفسير أخذه من تَفسيري الثعلبي والزمخشري.

6 ـ"رسائل في الحساب".

7 ـ"المصطفى المختار في الأدعية والأذكار".

8 ـ"المختار من مناقب الأخيار".

9 ـ"الشافي في شرح مسند الشافعي".

10 ـ"بغية الراغب في تهذيب الفصول النحوية".

11 ـ"الباهر في الفروق في النحو".

12 ـ"صفة الكتابة" ().

13ـ"النهاية في غريب الحديث والأثر"وهو الكتاب الذي ندرسه، وقد وصفه أهل الفنِّ بأنّه"لم يُعهد نظيره في بابه" ().

وقد قال فيه السيوطي: () "وهو أحسن كتب الغريب، وأجمعها، وأشهرها، وأكثرها تداولاً". وقد كان له قَبولٌ وسيرورة، ونظمه شعراً () إسماعيل بن محمد بن بردس البعلي المتوفى سنة 785ه، وسمَّاه"الكفاية في نظم النهاية"، كما كتب صفي الدين محمود الأرموي () المتوفى سنة 723ه عليه ذيلاً. كما أنَّ للسيوطي ذيلاً عليه بعنوان"التذييل والتذنيب على نهاية الغريب"وهو مطبوع.

ومن أمثلة تذييله قوله ():"أَبَد: في حديث ابن مسعود:"فهو يهوي على أثرها أبَدَ الآبدين". قال في الصحاح: يقال:"لا أفعله أبد الآبدين، كما يقال: دهر الداهرين، وعوض العائضين". قال ابن الجوزي:"أبَده بصره، أي: أتبعه إياه".

كما اختصر"النهاية"عيسى بن محمد الصفوي، المتوفى سنة 953ه في قريب من نصف حجمه ()، كما اختصره علي بن حسام الدين المتقي () المتوفى سنة 975ه، هذا بالإضافة إلى اختصار السيوطي له بعنوان"الدر النثير"وقد أضاف إليه بعض الزيادات، وهو مطبوع.

ويُعَدّ"النهاية"لدى أهل العلم من المعاصرين عمدة في بابه ()، وقد ألَّف عبدالسلام بن محمد علوش"الذيل على النهاية في غريب الحديث والأثر"وهو باحث معاصر، وممّا استدركه على ابن الأثير:"في الحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا قوماً لبيت عائشة، فقال:"ياعائشة أطعمينا"قال:"فجاءت بدشيشة". قال في"الفائق":"الدشيشة حَسْوٌ، يتخذ من بُرٍّ مَرْضوض () ".

ومما استدركه حديث ():"إنَّ كلبة كانت في بني إسرائيل مُجِحًّا". المجح: الحامل التي دنا ولادها".

****************

"وفاته"

توفي أبو السعادات في مدينة الموصل يوم الخميس في ذي الحجة سنة ست وستمئة، ودفن برباطه في درب دَرَّاج ().

****************

المبحث الثالث:"منهج ابن الأثير في النهاية"

أ - مقدمته

كتب الإمام ابن الأثير مقدمة لكتابه"النهاية"تحدَّث فيها عن أهمية علم الحديث والأثر، وذهب إلى أنه لا خلاف بين أولي الألباب والعقول، ولا ارتيابَ عند ذوي المعارف والمحصول أنَّ علم الحديث والآثار () من أشرف العلوم الإسلامية قَدْراً، وأحسنِها ذكراً، وأكملها نفعاً، وأعظمها أجراً، وأنه أحد أقطاب الإسلام التي يدور عليها، ومعاقده التي أُضيف إليها، وأنه فرضٌ من فروض الكفايات يجب التزامه، وحقٌّ من حقوق الدين، يتعيَّن إحكامه واعتزامه.

وكان ابن الأثير يرى أنَّ علم الحديث والآثار ينقسم إلى قسمين، أحدهما: معرفة ألفاظه، والثاني: معرفة معانيه.

ويرى أنَّ معرفة ألفاظه مقدمة في الرتبة؛ لأنها الأصل في الخطاب، وبها يَحْصُل التفاهمُ، فإذا عُرِفَتْ تَرَتَّبَتْ المعاني عليها، فكان الاهتمام ببيانها أولى. ويقسم بعد ذلك الألفاظ إلى: مفردة ومركبة، ويرى أنَّ معرفة المفردة مقدمة على معرفة المركبة؛ لأنَّ التركيب فرعٌ عن الإفراد ()، ثم يقسم الألفاظ المفردة إلى قسمين: أحدهما خاص، والآخر عام.

أمَّا العامُّ فهو: ما يشترك في معرفته جمهور أهل اللسان العربي، ممَّا يدور بينهم في الخطاب، وتناقلوه.

وأمَّا الخاصُّ فهو: ما ورد فيه من الألفاظ اللغوية والكلمات الغريبة التي لا يعرفها إلا من عُني بها، فكان الاهتمام بمعرفة هذا النوع الخاص من الألفاظ أهمَّ ممَّا سواه، إذ الحاجة إليه ضروريةٌ في البيان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير