وبمكتبة القرويين بفاس ـ إلى الآن ـ نسخته [ابن خير] من صحيح مسلم التي قابلها مراراً، وسمع فيها، وأسمع بحيث يعد أعظم أصل موجود من صحيح مسلم في أفريقية، وهو بخط الشيخ الأديب الكاتب أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر الأموي الإشبيلي المالكي فرغ منه سنة 573 هـ، وعلق عليه بخط المترجم أنه عارضه بأصول ثلاثة معارضة بنسخة الحافظ أبي علي الجياني شيخ عياض، وغيره من الأعلام، وكتب المترجم بهامشه كثيراً من الطرر، والفوائد، والشرح لغريب ألفاظه، وشروح بعض معانيه وفرغ من ذلك سنة 573 هـ أيضا.
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيق اسمي الصحيحين ص44 ـ معلقاً على كلام الكتاني ـ:
قد تحفظ، وتطلق شيخنا ـ عبد الحي رحمه الله ـ في قوله عن نسخة ابن خير من صحيح مسلم إنها (أعظم أصل موجود في أفريقية) بل أظن أنها أعظمُ أصلٍ مطلقاً الآن لكتاب مسلم. اهـ.
قلتُ: قد رأيتُ صورة لهذه النسخة مع الشيخ علي العمران، لكن فيها مواضع تصويرها غير واضح.
المبحث الرابع والعشرون:
طبعات كتاب صحيح مسلم:
المطلب الأول الطبعات القديمة: طبع صحيح مسلم طبعات كثيرة جدا قديمة، وحديثة فمن الطبعات القديمة:
فقد طبع بكلكته عام 1265هـ ثم في بولاق عام 1290هـ ثم في دهلي 1319هـ.
والآستانة 1320هـ. ثم في المطبعة الميمنية عام 1327هـ ثم في القاهرة 1329هـ. ثم مرة أخرى في بولاق 1329هـ ثم في الآستانة في المطبعة العامرة عام 1334هـ ثم في بولاق مرة ثالثة 1344هـ ثم في القاهرة مطبعة البابي الحلبي عام 1348هـ ثم طبع بتحقيق محمد فواد عبد الباقي عام 1374هـ في دار إحياء الكتب العربية، ثم في القاهرة في مطبعة محمد علي صبيح عام 1380هـ وغيرها.
المطلب الثاني:
الطبعات الحديثة:
طبع صحيح مسلم طبعات حديثة كثيرة مفردة، ومع الشروح: منها:
طبعة دار المعرفة مع شرح النووي بتحقيق خليل مأمون شيحا، وطبعة بيت الأفكار الدولية بعناية أبي صهيب الكرمي في مجلد، وطبعة دار السلام في مجلد، ودار المغني في مجلد، وغيرها مما يصعب الإحاطة به.
وطبعات كثيرة غيرها مع الشروح، فمعظم الشروح طبع معها المتن، وهذه الشروح بعضها قد طبع عدة طبعات.
وهذه الطبعات القديمة معظمها لا وجود له الآن إلا في بعض المكتبات العامة، أو عند بعض المشايخ الكبار، وهواة جمع الكتب، وقد يكون بعضها فَنِي.
ولعلي أشير إلى أهم هذه الطبعات ـ حسب علمي ـ، وأكثرها انتشارا بين العلماء، وطلبة العلم، والتي كتب لها الانتشار والقبول، والتي عليها العزو في المعجم المفهرس، ومفتاح كنوز السنة، وتحفة الأشراف، والمسند الجامع، وموسوعة أطراف الحديث لزغلول، ولها يعزوا أكثر، وأشهر المحققين.
المطلب الثالث:
أفضل طبعة مفردة لصحيح مسلم ـ مما هو متوفر موجود الآن ـ الطبعة التركية في المطبعة العامرة في أربعة مجلدات كبار وهي مقسمة إلى ثمانية أجزاء، وكان طبعها في تركيا عام 1334هـ جاء في آخرها: مصححا، ومحشى بقلم: محمد شكري الأنقروي، بعد تصحيح مصححي المطبعة العامرة بمقابلات مكررة على عدة نسخ معتمدة معتبرة، وهما: أحمد رفعت بن عثمان حلمي، والحاج محمد عزت بن محمد عثمان.
جاء على طرتها: مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة.
وهي مضبوطة بالشكل، وفي نهاية كل جزء تصحيح للأخطاء إن وجدت، ولو بالحركات، وفي جوانب النسخة نقلوا تبويبات النووي، ولهم حواشي، وتعليقات، وإشارات إلى فروق النسخ ويعقبونها بـ" نخـ" يعني في نسخة، وضبط لبعض الألفاظ بالحروف .. وهذه النسخة قد نالت إعجاب العلماء، وبلغت عندهم مبلغا عظيما.
وهي التي يعزوا إليها الألباني في كتبه، وبشار عواد وأصحابه في المسند الجامع، وبقية أعماله، وغيرهم.
تنبيه: هذه الطبعة قد صورت عدة مرات في دار المعرفة، و الجيل، والفكر .. وغيرها فلا تغتر بالمكتوب على التجليد.
المطلب الرابع: ومن الطبعات المتقنة للصحيح الطبعة التي جاءت هي، وشرح النووي في حاشية إرشاد الساري المطبوعة في المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر، فهذه الطبعة نفيسة مصححة اعتنى بها الشيخ المحقق محمد الحسيني إلا أن القراءة فيها عسرة، ومتعبة، فمن تشق عليه القراءة فيها، يمكنه الاستفادة منها عند الشك، والاشتباه.
¥