تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وقال مسلمة في الصله: وسمعت بعض أصحابنا يقول سمعت العقيلي لما ألف البخاري كتابه الصحيح عرضه على ابن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري وهي صحيحه.

قال مسلمة: "وألف علي بن المديني كتاب العلل وكان ضنيناً به فغاب يوماً في بعض ضياعه فجاء البخاري إلى بعض بنيه ورغبه بالمال على أن يرى الكتاب يوماً واحداً فأعطاه له فدفعه إلى النساخ فكتبوه له ورده إليه، فلما حضر علي تكلم بشيء فأجابه البخاري بنص كلامه مراراً ففهم القضيه واغتنم لذلك فلم يزل مغموماً حتى مات بعد يسير واستغنى البخاري عنه بذلك الكتاب، وخرج إلى خراسان ووضع كتابه الصحيح فعظم شأنه وعلا ذكره، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً صحيح. فصار الناس له تبعاً بعد ذلك".

قلت: -أي ابن حجر- إنما أوردت كلام مسلمة هذا لأبين فساده ... وأما القصه التي حكاها فيما يتعلق بالعلل لابن المديني فإنها غنية عن الرد لظهور فسادها وحسبك أنها بلا إسناد وأن البخاري لما مات علي كان مقيماً ببلاده، وأن العلل لابن المديني قد سمعها منه غير واحد غير البخاري، فلو كان ضنيناً بها لم يخرجها، إلى غير ذلك من وجوه البطلان لهذه الأخلوقة، والله الموفق".

قلت: ظاهر كلام ابن حجر أنه يضعف كل ما قاله مسلمة سواء قصة عرض الصحيح على ابن المديني وغيره أم هذه القصة فيما يتعلق بعلل ابن المديني، وإن كان رحمه الله قد ردّ الثانية ولم يتكلم على الأولى.

والعجب أنه ساق الأولى في ((تغليق التعليق)) (5/ 423) جازماً بها، فقال: "وقال العقيلي: لما ألف البخاري كتاب الصحيح عرضه على علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة".

وجزم بها أيضاً في ((هدي الساري)) (ص7) و (ص489)!!

وعموماً فهذه القصة باطلة لا تصح للجهالة التي أشار إليها الأخ عبدالرحمن. ثم إن ابن خير ذكر هذه القصة دون إسناد، فقال: "وقال مسلمة بن قاسم ... " وبين ابن خير ومسلمة مفاوز، فلا أظن أن مسلمة قال ذلك! ومسلمة -رحمه الله- من تلاميذ العقيلي، فكيف يفوته هذا عن الإمام العقيلي ويسمعها من بعض الناس أو بعض أصحابه كما جاء في بعض النقول!! فالله أعلم.

ثالثاً: نقل الذهبي في ((السير)) (12/ 438) عن أبي الخطاب بن دحية قوله: "وأما كتابه فقد عرضه على حافظ زمانه أبي زرعة، فقال: كتابك كلّه صحيح إلا ثلاثة أحاديث".

ونقل محقق الكتاب أنه جاء في الحاشية تعقيباً على هذا الكلام: "هذه من غلطات ابن دحية ووهمه، فإن الذي عرض كتابه على أبي زرعة مسلم لا البخاري، ثم إن البخاري أحفظ من أبي زرعة بكثير وأعلم، فهو أولى منه بأن يكون حافظ زمانه".

ولم ينبه الذهبي رحمه الله على هذا الوهم.

رابعاً: قصة أخرى حول سنن أبي داود:

قال الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/ 56): " وكان أبو داود قد سكن البصرة وقدم بغداد غير مرة وروى كتابه المصنف في السنن بها ونقله عنه أهلها، ويقال: إنه صنفه قديماً وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه".

قلت: وهذه القصة ظاهرة الضعف.

والله أعلم.

د. خالد الحايك

www.Addyaiya.com (http://www.Addyaiya.com)

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 07 - 10, 06:23 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي خالد على هذه الفوائد والتنبيهات النافعة

ومما يضاف ما جاء في " طبقات الحنابلة " 1/ 274، 275: أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت المحدث، قال: كتب إلي علي بن أبي حامد محمد الاصفهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن أحمد بن مكي الجرجاني حدثهم، قال: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول: قال محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب - يعني: " الصحيح " - من زهاء ست مئة ألف حديث. وكذا هو في " تاريخ بغداد " 2/ 8، و" تهذيب الكمال ": 1169.

فهذه الحكاية كذلك تحتاج إلى دعامة.

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 05:35 م]ـ

1 - عرض البخاري صحيحه على أحمد وابن المديني وابن معين والعقيلي

جاء في فهرست ابن خير ص 95

(قال مسلمة بن قاسم سمعت من يقول عن أبي جعفر العقيلي قال لما ألف البخاري كتابه في صحيح الحديث عرضه على علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيره فامتحنوه فكلهم قال كتابك صحيح إلا أربعة احاديث

قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة).

قال الشيخ الحويني: وقد صح عن البخاري رحمه الله أنه قال عرضت كتابي على علي بن المديني ... الخ!

أنقل هذا استغرابا، وقد يكون عند الشيخ ما يفيد.

المصدر: [9:40]

http://www.archive.org/download/xboxgamer-417/fadfada28-07-2010.rm

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 07 - 10, 06:31 م]ـ

الشيخ الحويني حفظه الله من أهل العلم الأجلاء ومن أهل الدعوة والإفادة للناس، فلعله ذكر هذا الكلام في معرض الكلام واعتمد على تتابع العلماء على ذكرها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير