الأمالي المستظرفة طبع بتحقيق بدر العمراني كما ذكر، وقد رأيته ورأيت أن كثيرا من مسائله مذكورة في المداوي أثناء تعقباته على المناوي فلو أن الشيخ جمع فوائد المداوي لكان أحرى والله أعلم.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و أما عن فوائد الشيخ أحمد ابن الصديق فكثيرة و قد رأيت في ورقة أفردها الأخ بدر العمراني في ترجمة نفسه، ذكر فيها أنه جمع كتابا سماه "الكشف الحقيق عن الفوائد الحديثية المتناثرة في كتب ابن الصديق" استقرأ فوائده من مختلف كتبه الواقعة في يده المطبوع منها و المخطوط، و يا ليته يتحفنا بالعمل قريبا.
و من المعلوم أن الشيخ أحمد رجل ملآ الدنيا و شغل الناس بإنتاجه الفكري، و هو مشتمل على أخلاط حوت طيبا و خبيثا، و من النصح في الدين ضرورة التنبيه على فواقر تناثرت في كتبه و تأثر بها بعض تلامذته منها:
1 - قوله بوحدة الوجود و الدفاع عن ابن العربي الحاتمي في هذا الشأن.
2 - إشادته بالتصوف الفلسفي، و لمزه لمتصوفة أهل الظاهر كابن القيم و ابن حجر على حد زعمه.
3 - اعتقاده بأن النبوة مكتسبة و قد صرح بهذه شقيقه الشيخ عبد العزيز في كتابه السوانح و هو مخطوط.
3 - تصرف الأولياء في الكون و الاعتقاد بأنهم يحيون و يميتون، و قد قرر هذا في كتابه الخبيث البرهان الجلي في انتساب الصوفية إلى علي.
4 - العبث بالقرآن و تفسيره بالرأي المجرد و قد أوغل في هذا الوحل و خاض فيه بإقدام عبر كتابيه الإقليد في تنزيل كتاب الله عز و جل على أهل التقليد مخطوط، و طباق الحال الحاضرة لما أخبر به سيد الدنيا و الآخرة و هو المطبوع تحت اسم مطابقة الاختراعات العصرية.
5 - احتجاجه بالأحاديث الموضوعة و الواهية و استنباط الأحكام منها رغم معرفة درجتها و مرتبتها، و له من هذا القبيل نماذج في كتابه جؤنة العطار، و تشنيف الآذان و إحياء المقبور.
6 - جواز الاستغاثة بغير الله فيما كالأموات، و له نماذج من ذلك في كتابه المؤذن بأخبار الشيخ أحمد ابن عبد المومن.
7 - قوله بالبدعة الحسنة مع الغلو في تطبيقها، كقوله بوجوب السيادة في الآذان و الإقامة، و عقد لهذا الأمر فصلا في كتابه تشنيف الآذان.
8 - غلوه في اتخاذ القبور مساجذد كما في كتابه إحياء المقبور و قد أجاد في الرد عليه الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد.
9 - ادعاؤه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم الغيب كله حتى الخمس التي لا يعلمهن إلا الله. و قد قرر هذا الأمر شقيقه عبد العزيز في كتابه الأربعين العزيزية.
10 - تلونه و تلبسه بالعديد من الاعتقادات و المذاهب، فتراه مرة أشعري كما في رده على الهلالي المنشور في جريدة الأخبار التطوانية، و حنبلي يثني على اعتقاد ابن تيمية و ابن القيم في كتابه جؤنة العطار، و تقريظه لكتاب مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم. و شيعي جلد يسب مجموعة من الصحابة المناوئين لعلي رضي الله عنه و عن الصحب أجمعين و من أراد التأكد من هذا الأمر فلينظر الجواب المفيد المنشور باعتناء الأخ بدر العمراني. و لله در القائل الذي جمع كل هذه التلونات في بيت واحد:
أشعري رافضي حنبلي ** أحمد الصديق رب النحل
هذا ما حضرني الآن و من ارتاب في شيء فليعلن ارتيابه، و أنا مستعد للإدلاء بالأدلة و الشواهد على ذلك، و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 11 - 05, 02:39 م]ـ
بارك الله فيك
ولعلك تبدأ بما عندك ثم تكون تتمة الموضوع بعد ذلك.
لو بحثت في الموضوع فسأتهم بعدم الإنصاف، لأنني حفيد صاحب "الرسالة"، ولكن ألخص في العموم بعض النقاط:
1 - صاحب "الرسالة المستطرفة" ليس معصوما، فهو كباقي الناس من علماء وأئمة فمن دونهم يصيب ويخطيء، ولكن لا يتوقع منه الخطأ في مسائل بسيطة من مصطلح الحديث وعلومه.
2 - السيد أحمد الغماري اعتمد في نقده للكتب الواردة في "الرسالة" على معلومات أوردها المباركفوري في مقدمة شرحه للترمذي، وتلك معلومات ثبت عدم صحة كثير منها لاعتماده على أحد المستشرقين غير المتثبتين، وكلما وقف على كتاب غريب "كمسند بقي مثلا" ذكر أنه في مكتبة ألمانيا .. انظر مثالا صحيح ابن خزيمة، فما زال غير تام إلى الآن، والغماري يذكر بأن نسخته الكاملة في ألمانيا.
3 - انتقاده المؤلف في أمور تقبل الاختلاف، كقول المؤلف الكتاب الفلاني في مجلد، فيقول هو: بل في ثلاثة أجزاء، أو العكس، ولا شك أن النسخ تختلف بحسب الحجم والورق.
4 - انتقاده على المؤلف أمورا بدهية عند المحدثين، كتعريف المسند مثلا، وعدم تتبعه لكلام المؤلف بتمامه، أو التمييز بين التعريف النظري والتطبيق العملي، فقد يفرد كتاب في الصحيح ويكون فيه غير ذلك. فهل نقول خرج المؤلف عن الشرط، أم نغير تعريف الصحيح؟. الاحتمال الأول طبعا.
5 - تخطئته للمؤلف في أمور اجتهادية أو سبق إليها، أو بناؤه على افتراض ظني لا يقطع به ولا دليل للقطع به، كالحال في التفريق بين توثيق البيهقي والحاكم .. إلخ.
وعلى كل؛ فمازال العلماء رضي الله عنهم يكتبون وينتقد بعضهم البعض، ويستدرك البعض على البعض، ويتطاول التلاميذ للتعقيب على المشايخ، فيصيبون تارة ويخطئون أخرى، والأساس هو البحث العلمي وخدمة الشريعة ..
¥