ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 10 - 06, 05:35 ص]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية
((والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم، ولهذا روى في شرح معاني الآثار والأحاديث المختلفة، وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رأه حجة، ويكون أكثرها مجروحا من جهة الإسناد، لا يثبت، ولا يتعرض لذلك، فإنه لم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به، وإن كان كثير الحديث، فقيها، عالما))
(منهاج السنة 4/ 194)
ذكر ابن تيمية هذا بمناسبة مناقشته للرافضي عند ذكره لحديث رد الشمس لعلي- رضي الله عنه – الذي أثبته الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 8 - 12)،
وقد بين شيخ الإسلام أنه حديث موضوع وتكلم على طرقه بكلام طويل.
(أفدته من رسالة الشيخ عبدالرحمن المحمود "موقف ابن تيمية من الاشاعرة")
ـ[أبوصالح]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غفر الله لكم وأحسن إليكم .. مذاكرةٌ ماتعة.
من الأمثلة التي قد يُفهم منها منهج الطحاوي – رحمه الله – هذا المثال وقد استوقفني طويلاً إذ أن فرض الاحتمالات ليست من مناهج المحدثين النقاد كأحمد وأبي حاتم وابن المديني ..
فيها موازنة بين كلام الامام البيهقي والشيخ القرشي خصوصاً تعلقها بصناعة الحديث، ماذكره الطحاوي في معاني الآثار (وأنقل من الشاملة لعدم توفر الكتاب لدي، فليحرر):
وَلَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٌ، قَالَ: قُلْت لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (مِنْ أَيْنَ جَاءَ اخْتِلَافُهُمْ فِي زَيْنَبَ؟).
فَقَالَ: بَعْضُهُمْ رَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَدَّهَا بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ أَتَرَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَمْ يَجِئْ اخْتِلَافُهُمْ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَإِنَّمَا جَاءَ اخْتِلَافُهُمْ أَنَّ اللَّهَ إنَّمَا حَرَّمَ أَنْ تَرْجِعَ الْمُؤْمِنَاتُ إلَى الْكُفَّارِ فِي سُورَةِ الْمُمْتَحَنَةِ، بَعْدَمَا كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا حَلَالًا -، فَعَلِمَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، ثُمَّ رَأَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَدَّ زَيْنَبَ، عَلَى أَبِي الْعَاصِ، بَعْدَمَا كَانَ عَلِمَ حُرْمَتَهَا عَلَيْهِ، بِتَحْرِيمِ اللَّهِ الْمُؤْمِنَاتِ عَلَى الْكُفَّارِ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ إلَّا بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ، فَقَالَ: رَدَّهَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ.
وَلَمْ يَعْلَمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، بِتَحْرِيمِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الْمُؤْمِنَاتِ عَلَى الْكُفَّارِ، حَتَّى عَلِمَ بِرَدِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ، عَلَى أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: رَدَّهَا عَلَيْهِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، بَيْنَ إسْلَامِهِ وَإِسْلَامِهَا، فَسْخٌ لِلنِّكَاحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَمِنْ هَاهُنَا جَاءَ اخْتِلَافُهُمْ، لَا مِنْ اخْتِلَافٍ سَمِعُوهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِكْرِهِ، مَا رَدَّ زَيْنَبَ بِهِ عَلَى أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ النِّكَاحُ الْأَوَّلُ، أَوْ النِّكَاحُ الْجَدِيدُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَقَدْ أَحْسَنَ مُحَمَّدٌ فِي هَذَا، وَصَحِيحُ الْآثَارِ فِي هَذَا الْبَابِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الصَّحِيحِ، يُوجِبُ صِحَّةَ مَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.ا. هـ
فانظر هنا وتأمل نقد محمد بن الحسن وموافقة الطحاوي له، وأنعم النظر في نقد الأئمة محمد بن إسماعيل والدارقطني وأحمد أن حديث (بنكاح جديد) ليس له أصل ..
وقد ناقش البيهقي هذا المثال في معرفة السنن والآثار، لكن الشاهد من الموضوع: هو منهج النقد من جهة التجويزات التي لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباء علله. وهذا مما يؤكد كلام الامام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في وصف نقد الامام الطحاوي لبعض الأخبار.
رحمهم الله أجمعين وجمعنا بهم في فردوسه الأعلى.
قلته مذاكرة فليصحح لي وينصح وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وربما من الفوائد التي تُظهر جانب من صناعة الحديث عند الامام الطحاوي – رحمه الله – .. ولا أدري إن كان ذكرها صاحب الرسالة لأنها ليست عندي ..
ضبط سعيد بن منصور لألفاظ هشيم:
ولم أقف عليها في غير كتابه النفيس (شرح معاني الآثار) - بحثاً على الوسع- (1/ 386) باب الامام يفوته صلاة العيد هل يصليها من الغد أم لا:
(وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهُوَ أَضْبَطُ النَّاسِ لِأَلْفَاظِ هُشَيْمٍ، وَهُوَ الَّذِي مَيَّزَ لِلنَّاسِ مَا كَانَ هُشَيْمٌ يُدَلِّسُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ).
ولا أدري أيعني بالألفاظ صيغ السماع أم يعني ألفاظ المتون وسياقاتها؟
والدارقطني وأحمد أن حديث (بنكاح جديد) ليس له أصل
هذا الامام أحمد البيهقي وهو نفسه المصنف، أفدتها من الأخ الفاضل ابن السائح – جزاه الله خيراً-، وهو كذلك إذ لو كان منصوص أحمد بن حنبل لأسنده إليه البيهقي أو لذكر أياً من تلاميذ أحمد نقلها عنه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=565918&postcount=2
.
¥