تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشافعي –رحمه الله -: " فإذا أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم بيع الطعام بصفة إلى أجل، كان بيع الطعام بصفة حالاً أجوز، لأنه ليس في البيع معنى إلا أن يكون بصفة مضموناً على صاحبه، فإذا ضمن مؤخراً ضمن معجلا، وكان معجلاً أضمن منه مؤخراً، والأعجل أخرج من معنى الغرر، وهو مجامع له في أنه مضمون له على بائعه بصفة " ().

والراجح والله تعالى أعلم هو ما ذهب إليه الشافعية من جواز السلم الحال لقوة دليلهم ووجاهته فإذا علم ذلك فما هو الفرق بين السلم الحال وبيع ما ليس عند البائع؟

يمكن التفريق بين السلم الحال وبيع ما ليس عند البائع بما يلي:-

1 - أن السلم الحال عقد على ما في الذمة فهو بيع صفات، وبيع ماليس عند البائع عقد على أعيان يمكن حصولها ويمكن عدم حصولها، فهو من الضرر بخلاف بيع الصفات فهي إن لم تتيسر من شخص بعينه فالسوق ملئ بغيره 0

2 - أن السلم الحال إذا لم يكن عند البائع ما يوفيه به فهو من قبيل بيع ما ليس عند البائع فلا يجوز، وأما إن كان عنده ما يوفيه به فهو السلم الحال الذي أجازه الشافعية وغيرهم وهو الراجح.


- التوضيح، (1/ 119)
- بدائع الصنائع، (6/ 568).، بداية المجتهد، ج2، ص (129 – 130) الحاوي، ج6، ص 404 ابن قدامة، ج2، ص 14، تحفة الأحوذي، (4/ 349).
- حاشية السندي على النسائي، (7/ 333)
- شرح السنة (4/ 304)
- المصدر السابق، (5/ 719)
- المصدر السابق، (5/ 720)
- البدائع 5/ 212، المقدمات الممهدات ص 515، المغني 4/ 321، شرح منتهى الإرادات 2/ 218.
- اخرجه البخاري (2240) كتاب السلم، باب السلم في وزن المعلوم، ومسلم (1610) كتاب المساقاة، باب السلم.
- المغني 4/ 321
- هو شيخ المالكية عبدالوهاب بن علي العراقي، صنف كتاباً عظيمة في الفقه على المذهب المالكي وفي الخلاف، وله شعر جميل توفي سنة (422هـ) (انظر سير أعلام النبلاء 17/ 429 شجرة النور 1/ 103)
-نقلا عن بداية المجتهد 2/ 228.
- بدائع الصنائع 5/ 212
- معنى قياس الأولى: أن يكون المعنى الجامع فيه باقتضاء الحكم في الفرع الأولى منه في الأصل، كتخريج ضرب الوالدين بالنسبة إلى تحريم التافيف لهما (الإحكام للأمدي (4/ 5).
- نهاية المحتاج 4/ 185، أسنى المطالب 2/ 124، روضة الطالبين 4/ 7
- المهذب 1/ 304
- الأم 3/ 95

ـ[ماجد بن حسن]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:28 ص]ـ
مفهوم الحديث وفقهه:

بيع ما لا يملك الإنسان محرم استناداً إلى حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه حيث قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يأتيني الرجل يسألني من البيع ما ليس عندي، ابتاع له من السوق ثم أبيعه، قال: (لا تبع ما ليس عندك) رواه الخمسة وابن حبان، واللفظ للترمذي، وقال: حديث حسن. انظر: سنن الترمذي- باب ماجاء في كراهية بيع ما ليس عنده، رقم (1232)، ج3، ص 534. نيل الأوطار، ج5، ص 175.
.
وعبارة (ما ليس عندك) تعني ما ليس مملوكاً للبائع، ومعنى الحديث أن حكيم بن حزام رضي الله عنه كان يبيع الناس أشياء لا يملكها، ويأخذ الثمن منهم، ثم يدخل السوق فيشتري الأشياء ويسلمها لهم، ولذلك نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

مسألة مهمة: صور بيع ماليس عند البائع وحكمه
المسألة الأولى: صور بيع ماليس عند البائع
إن معاني هذه القاعدة وأحكامها مستنبطة من الحديث المروي عن حكيم بن حزام: "لا تبع ما ليس عندك ".
فمجال نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البيع هو " ما ليس عند الإنسان " وهذه العبارة تحتمل عدة معان منها:
أولاً:- ما ليس في حفظه، لأن " عند " ظرف مكان تعني الحضرة، والحضرة إما حسية وإما معنوية، والمعنوية قد تكون وديعة أو ديناً، والعندية " أعم من الدين والوديعة، والحضرة تدل على الحفظ كما لو قال: وضعت الشئ عندك يفهم منه الاستحفاظ ()
والحضرة الحسية كان تقول: عندي إبريق شاي، فهو يدرك بالحواس، كأن تراه العين قريباً منه، وتلمسه اليد، ونحوهما.
والحضرة المعنوية كأن تقول: لمحمد عندي مائة ريال سعودي، فقد تكون وديعة أو ديناً في ذمتك.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير