زهير بن معاوية، و عبد الله بن إدريس، و بشر بن المفضل، و أبو الأحوص.
و رواه عنه بلفظ:" وضع " شعبة، و زائدة.
و أما سفيان فروي عنه اللفظان، و القبض أصح و لفظه:" ممسكًا يمينه على شماله ".
و الحقيقة أن اللفظين ليس بينهما - لمن تأمل - اختلاف و الجمع بينهما ممكن. ليس بجعلهما سنتين كما قال الشيخ رحمه الله، لأن وائلاً رضي الله عنه إما أن يكون رآه قابضًا، أو يكون رآه واضعًا، فذكر ذلك لكليب، و كليب ذكره لابنه عاصم، و عاصم ذكره لمن روى عنه ممن ذكرنا آنفًا.
و الجمع الذي يزول به الإشكال؛ أن يُحمَل الوضع على القبض، ذلك أن الوضع داخل في معنى القبض، فكل قابض واضع، و ليس كل واضع بقابض.
و لذلك فإن سنة الوضع لا تُنتَزَع من حديث وائل، و لا حتى من حديث آخر، لأنه ما من حديث ورد فيه الوضع إلا جاء - في الغالب - من وجه آخر بلفظ القبض. فانظر مثلاً حديث: " إنا معشر الأنبياء "، فقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله بلفظ:" ... و أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة "، و عزاه لابن حبان و الضياء. و لفظ ابن حبان: " ... و أن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا "
و حديث (هلب) رواه عن (سماك):
(سفيان) باللفظين " القبض " و الوضع "،
و رواه (أبو الأحوص) بلفظ " القبض " قولاً واحدًا لم يختلف عليه فيه،
و رواه (حفص بن جميع) و (أسباط بن نصر) – و هما ضعيفان – بلفظ الوضع.
و يبيّن معنى ما قلته مرسل طاوس: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره وهو في الصلاة ". أخرجه أبوداود (759).
قال النووي في (المجموع): السنة أن يحط يديه بعد التكبير , ويضع اليمنى على اليسرى , ويقبض بكف اليمنى كوع اليسرى وبعض رسغها وساعدها.اهـ
ثالثًا: قول الشيخ رحمه الله في التعليق رقم (3): و أما الجمع بين الوضع و القبض الذي استحسنه بعض المتأخرين من الحنفية فبدعة ... اهقلت: هذه مجازفة، لأن الصورة التي ذكرها عن الحنفية، و هي أخذ الرسغ بالخنصر و الإبهام تدخل في معنى القبض الذي ورد في السنة. و السنة لم تبيّن كيفية القبض فكيفما وقع فقد حصل المراد. لكن لا ينبغي أن يحدد طريقة معينة، قال النووي في (المجموع 3/ 310): قال القفال: يتخير بين بسط أصابع اليمنى في عرض المفصل، وبين نشرها في صوب الساعد.اهـ
و قال في (الإنصاف 2/ 381) - من كتب الحنابلة -: و يقبض بأصابعه على الرسغ، و فعله الإمام أحمد.اهـ
قلت: كل ما حصل به القبض فقد حصل به المقصود، و الله تعالى أعلم.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[13 - 05 - 07, 03:07 م]ـ
و من (وضعهما على الصدر)
• قوله رحمه الله (ص: 88): و " كان يضعهما على الصدر ".اهـ
ثم قال في التعليق (4) بعد تخريج الحديث: وضعهما على الصدر هو الذي ثبت في السنة، و خلافه إما ضعيف أو لا أصل له.اهـ
قلت: بل لم يثبت شيء في هذا الباب، حتى الوضع على الصدر. و الحديث الذي عزاه الشيخ رحمه الله لأحمد و أبي داود و ابن خزيمة، هو حديث وائل بن حجر رضي الله عنه، و مداره على عاصم بن كليب عن أبيه، رواه عنه جماعة و فيهم حفاظ و هم: زائدة بن قدامة، و زهير بن معاوية، و شعبة، و عبد الله بن إدريس، و أبو الأحوص، و هؤلاء جميعًا ذكروا " أخذ الشمال باليمين " و لم يذكر أحد منهم " على صدره "، إلا سفيان من رواية (مؤمل بن إسماعيل) عنه، و قد رواه عنه (عبد الله بن الوليد) و (محمد بن يوسف) و لم يذكراها.
و (مؤمل) هذا " قال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فعظمه ورفع من شأنه إلا أنه يهم في الشيء ... وقال يعقوب بن سفيان: مؤمل أبو عبد الرحمن، شيخ جليل سنيّ سمعت سليمان بن حرب يحسن الثناء. كان مشيختنا يوصون به إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه وهذا أشد فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذرا.
و قال الساجي: صدوق كثير الخطأ وله أوهام يطول ذكرها.
و قال ابن سعد: ثقة كثير الغلط.
و قال ابن قانع: صالح يخطئ.
و قال الدارقطني: ثقة كثير الخطأ ...
¥