و قال الدارقطني في " سؤالات حمزة " (1/ 111): كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.اهـ
و قال ابن حبان في " المتروكين " (2/ 313): وكان يضع على الثقات الحديث وضعاً، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث.اهـ
و قال ابن عدي في " الكامل " (6/ 292): اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون و ترك عامة مشايخنا الرواية عنه.اهـ
فالحديث واهٍ متروك، لا يستحق أن يذكر إلا على وجه التنبيه. فالعجب من الشيخ الألباني رحمه الله كيف سكت عنه بل و استشهد به، مع أنه قد حكم على أحاديث بالوضع، فيها الكديمي هذا.
و قد أشار الأئمة إلى علة تلك الروايات و نبهوا عليها لئلا يُغتَر بظاهرها، فقال النسائي رحمه الله في " السنن الكبرى " (1/ 448): " و قد روى هذا الحديث غير واحد عن زبيد فلم يذكر أحد منهم فيه أنه قنت قبل الركوع ".اهـ
و قال أبو داود رحمه الله (1/ 452): و حديث زبيد رواه سليمان الأعمش و شعبة و عبد الملك بن أبي سليمان و جرير بن حازم، كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت.اهـ
قلت: حديث الأعمش عن زبيد و طلحة عن سعيد بن عبد الرحمن:
رواه محمد بن أنس في " سنن " أبي داود (1423) و " المستدرك " (3016) و قال صحيح الإسناد. و قال الذهبي في " تعليقه ": محمد رازي تفرد بأحاديث.اهـ قلت: قال الحافظ في " التقريب (1/ 469): صدوق يغرب.اهـ
و خالفه أبو جعفر الرازي فرواه عن الأعمش عن زبيد و طلحة عن ذر عن سعيد، أخرجه النسائي (1730) و الدارقطني (3) و الطبراني في " الأوسط " (1666) و البيهقي (4634) و عبد بن حميد في " مسنده " (176).
و تابعه أبو حفص الأبار عند ابن ماجة (1171).
وأما أبو عبيدة بن معن فرواه عن الأعمش عن طلحة وحده عن ذر به. أخرجه أبو داود (1430) و النسائي (1729) و ابن حبان (2450) و غيرهم.
حديث جرير بن حازم عن زبيد عن ذر به. رواه أبو عمر الضرير، أخرجه أحمد (21181) و النسائي (1753)
و حديث شعبة عن زبيد و سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (546) و عفان عند أحمد (15395) و بهز عند النسائي (1732)
و ممن رواه عن زبيد:
عبد الملك بن أبي سليمان: أخرج حديثه النسائي (1735).
و محمد بن جحادة: أخرجه النسائي أيضاً (1736)
و مالك بن مغول: أخرجه النسائي (1737)
و محمد بن طلحة: أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1605).
و رواه حصين عن ذر عن سعيد به. أخرجه النسائي (1731) و البيهقي (4633)
و رواه عطاء بن السائب عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. أخرجه النسائي (1739) من طريق (روح) و ابن أبي شيبة (36467) من طريق ابن فضيل. و أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " (730) و " الكبرى " (10566) من طريق حماد بزيادة (ذر) بين عطاء و سعيد.
و رواه عن ذر ابنه عمرو بن ذر، أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " (4697).
فكل هؤلاء لم يذكر أحد منهم أنه قنت في الوتر.
الطريق الرابعة التي فيه ذكر القنوت:
قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " (2/ 167):
وله إسناد آخر عن سعيد بن عبد الرحمن فقال ابن نصر (131): حدثنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس ثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى به. وأخرجه الدارقطني وعنه البيهقي (2/ 39) من طريق المسيب بن واضح ثنا عيسى بن يونس به. وهذا إسناد صحيح أيضا.اهـ
قلت: رواية ابن نصر في كتاب " الوتر " شاذة، رواها النسائي في " سننه " (1700) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب، و ذكر الحديث و ليس فيه القنوت، و هذا أصح لسببين:
الأول: اضطراب رواية ابن نصر؛ فمرة يرويها عن ابن أبزى و بلفظ " و يقنت ". و مرة عن أبيّ و بلفظ " و يقنت قبل الركوع ".
و السبب الثاني: متابعة موسى بن هارون المعروف بالحمال للنسائي، و هو حافظ متقن حجة، كما في " تاريخ بغداد " للخطيب (13/ 50) و " تذكرة الحفاظ " للذهبي (2/ 669)، أخرج حديثه الطبراني في " الأوسط " (8115).
¥