[هل يجوز نفل المقيد ومقيد في نية واحدة؟]
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 11 - 07, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
ما الفرق بين النفل المطلق والمقيد وهل يجوز الجمع بين نفل مقيد ومقيد في نية واحدة ...
ومقولة (أن الصحابة تجار نيات) هل تصح؟
بالقول أنهم يجمعون بين أكثر من نية في عمل واحد كصيام الخميس ويوافق الأيام البيض وشوال وغيرها ...
ـ[د بندر الدعجاني]ــــــــ[13 - 11 - 07, 12:33 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد:
فالتطوع يقسمها الفقهاء - رحمهم الله تعالى- إلى قسمين:
القسم الأول: التطوع المطلق , وهو الذي لم يحد بوقت محدد ولا سبب معين في الشريعة؛ فمثلاً: لك أن تتطوع بالصدقة في سبيل الله بما شئت متى شئت , ولو بشق تمرة، ولك أن تتطوع بالصلاة في الليل والنهار مثنى مثنى مالم يكن الوقت وقت نهي.
القسم الثاني: فهو التطوع المقيد , وهو المقيد بوقت معين؛ كالسنن الرواتب وصلاة الوتر وصلاة الضحى ونحوها , أو مقيدة بسبب محدد؛ كتحية المسجد, وركعتي الطواف وصلاة الجنازة , وسنة الوضوء ونحو ذلك مما يشرع عند وجود سبب.
والتطوع أو النفل المقيد يقسمه بعض الفقهاء إلى قسمين أيضاً:
الأول: التطوع المقصود لذاته , كالسنن الرواتب.
والثاني: التطوع الذي لا يقصد لذاته , كتحية المسجد وركعتي الطواف والوضؤ.
المسألة الثانية: هل يجوز الجمع بين نفل مقيد ومقيد في نية واحدة؟
هذه المسألة تُعرف عند الفقهاء بمسألة التداخل بين العبادات , ومن صورها التداخل بين بين الصلوات المسنونة أو الصيام المسنون ونحوه من التطوعات , والجواب نعم يمكن الجمع بين السنن , كمن دخل المسجد في صلاة الفجر ولم يصل راتبة الفجر في بيته فيصلي بنية راتبة الفجر وتدخل فيها تحية المسجد , ومثله من توضأ ودخل المسجد أو طاف وجمع في صلاته بين نية ركعتي الوضؤ والطواف وتحية المسجد وفضل الله واسع , وأنصح الجميع باقتناء كتاب التداخل بين العبادات في الفقه الإسلامي , لفضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن سعد الخشلان , فهو بحق بحث مفيد في بابه.
والنية لها منزلة عظيمة في الإسلام فهي أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بُنِيَ؛ لأنها روح العمل، وقائده، وسائقه، والعمل تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها، وبها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ) , وهذا وغيره يدل على أهمية ومكانة النية، فإذا صلحت نية العبد أُعطاه الله الأجر الكبير والثواب العظيم، ولو لم يعمل لكن بمجرد النية الصالحة الصادقة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كُتِب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كُتبَ له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة) , وقال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) , وهذا يدل على فضل الله سبحانه وتعالى وإحسانه إلى عباده؛ ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: (لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه، قالوا: يا رسول الله كيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: حَبَسهُمُ العذر) , وبالنية الصالحة يضاعف الله الأعمال اليسيرة، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في الإسلام، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه الإسلام وهو في مسيره فدخل خف بعيره في جحر يربوع فوقصه بعيره فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمل قليلاً وأجر كثيرًا قالها حماد ثلاثًا) متفق عليه