تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المختصر في أحكام السواك]

ـ[محمد بن علي البيشي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 08:59 م]ـ

السِّواك

السنةُ المهجورة

أحببتُ أن اختصر الموضوع بهذا العنوان؛ لِطُولِه وكثرةِ مسائلِ الخلاف فيه، تقريباً لفَهْم العامَّةِ من الناس، ونشراً لسُنَّة المصطفى r ، وتكسُّباً لأجرِها، مُشرِكاً بها والدي العزيز و والدتي الفاضلة، أسأل الله القبول ..

· تعريف السواك لغة واصطلاحاً:

السِواك: بكسر السين يُطلق على الفعل وهو الاستياك، وعلى الآلة التي يُستاك بها، ويقال: في الآلة أيضا: مسواك.

وهو مُذكّرٌ: قاله الأزهري، ويُجمع بصيغة (سُوُك) بضم الواو، وربما قيل (سُؤاك) بالمهموز.

وعرَّفه الشافعية والحنابلة: أنه استعمالُ عودٍ ونحوِه في الأسنان؛ لإذهابِ التغيُّر ونحوِه.

· مشروعيته و فضله:

1. حديث أبي هريرة أن النبي r قال: لولا أن أشق على أمتي أو الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة (وفي رواية) عند كل وضوء.متفق عليه

2. حديث عائشة أن النبي r كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك. متفق عليه

3. حديث عائشة قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي r وأنا مسندُتُه إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبدَّهُ رسول الله بصرَه، فأخذتُ السواك فقضَمتُه وطيَّبته ُثم دفعتُه على النبي r فاستن به فما رأيت رسول الله استن استنانا أحسن منه قط. متفق عليه

4. حديث عمار بن ياسر أن رسول الله r قال خمس من الفطرة: وذكر منها السواك. حسَّنه الألباني.

قال الإمام أحمد بن حجر: المراد أن هذه الأشياء إذا فُعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها، وحثَّهم عليها، واستحبها لهم ليكونوا على أكملِ الصفات، وأشرفِها صورة ..

· حكم السواك:

ذهب أكثر أهل العلم إلى أن السواك (سُنَّة) وليس بواجب.

قالوا ولنا على ذلك أدلة:

1. حديث (لولا أن أشق على ... ) أنه لو كان واجباً لأمرهم به؛ شقَّ ذلك عليهم أم لم يشق، وقوله (لأمرتهم) دليل على عدم الأمر به، أورده الشافعي.

2. وُصِف السواك بأنه من الفطرة، والفطرة من معانيها السُنَّة، وأيضاً النظافة وهي مندوب إليها ..

· أوقات يتأكد فيها:

عند الوضوء، عند القيام للصلاة، عند دخول المنزل، عند الاستيقاظ من النوم، عند تغيُّر الفم، اصفرار الأسنان.

· حكمُهُ للصائم قبل وبعد الزوال:

اتفق العلماء من الفقهاء على جوازِه قبل الزوال للصائم، وأما بعد الزوال فالراجح الصحيح جوازه أيضاً.

واختار ذلك وأفتى به: أحمد بن تيمية، يحيى النووي، ابن القيم، عبد العزيز بن باز، محمد بن عثيمين ــ رحم الله الجميع ــ وذكروا أن الأحاديث الواردةَ في السواك ليس فيها ذِكرٌ لوقتٍ دونَ آخر، فحُمل على الإطلاق.

· ما أفضل أنواع السواك:

الأول:

أفضلُها سواك (شجرة الأراك) لحديث ابن مسعود كنت مع النبي r أجتني لرسول الله سِواكاً من أراك ــ حسنه الألباني ــ وثبت من خِلال الأبحاث المخبرية أن سِواكها:

1. يحتوي على (حمض التينيك) المضاد للتعفنات، والمطهر للثة، والمُوقِف لنزيف الدم منها ومن الأسنان.

2. بها مادة (الجيلوكوز) التي لها رائحة حادَّة، وطعمٌ حرَّاق، تساعد على الفتك بالجراثيم.

3. احتوائها على (قاتل للميكروبات) المسببة للتسوس.

4. تكوُّنها من أليافِ (السيليوز) و (الزيوت الطيَّارة) و (الراتنج العطري) و (أملاح معدنية) أهمها: كلوريد الصوديوم، والبوتاسيوم، وإكسالات الجير. إذن هي فرشاةٌ إلهيةٌ رخيصةُ الثمن.

الثاني:

(الزيتون) وذلك لكونها شجرة مباركة.

· ما الأنواع التي لا تستعمل للتسوك:

ما لا يزيل الرائحة، بعودٍ يابس يؤذي اللثة، أعواد الريحان والقصب؛ لأنهما يسبِّبان الأمراض، وكلُّ ما جُهِل أصلُهُ؛ قال ابن القيِّم: فرُبما كانت سُمَّاً.

· حكم التسوك بالأصبع:

اتفق الفقهاء على أن الإصبع اللينة لا يحصل بها السواك.

واختلفوا في الخَشِنَة؛ والراجح أنه عند عدم وجود غيرها يحصل بها السواك، بدليل قول النبي r لرجلٍ من الأنصار إصبعاك سواك عند وضوءك، تُمِرّها على أسنانك ــ أخرجه البيهقي وقال العراقي في الطَّرح: رجالُهُ ثقات ــ واختاره وأفتى به: يحيى النووي، محمد بن قدامة، الحافظ العراقي، محمد بن عثيمين.

· صفة التسوك:

المستحب البداءة باليمين لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت (كان النبي r يعجبه التيامن في تنعُّلِه وترجُّله وطهوره وفي شأنه كُلِّه) قياساً على الوضوء.

وكيفيته: يستاك عرضاً في ظاهر الأسنان وباطنِها، ويُمِرُ السواك على أطرافِ أسنانه وكراسي أضراسِه، ويمرُّه على سقف حلقِه إمرارا خفيفا ً.

ويستحب تنظيفُ لسانِه به بالامرار عليه، لحديث أبي بردة (أتيت النبي r فوجدته يستن بسواك .. وطرف السواك في لسانه يستن إلى فوق) رواه مسلم.

· اليد المستعملة في التسوك:

قال ابن عابدين: (إن كان من باب التطهر: استُحب باليمين، وإن كان من باب إزالة الأذى: فباليسرى، والظاهر الثاني)، واختار أحمد وابن تيمية: كونها باليسرى؛ للتعليل السابق، ومن المعاصرين محمد ابن عثيمين قال: والأمر في هذا واسع لعدم ثبوت نص واضح.

· فوائده:

له فوائد عظيمة منها:

يرضي الرب، يعجب الملائكة، يكثر الحسنات، يطيب الفم، يشد اللثة، يقطع البلغم، يجلو البصر،يصح المعدة، يصفي الصوت، يعين على هضم الطعام، يسكن عروق الرأس ... يُراجع في ذلك (زاد المعاد، وحاشية ابن عابدين)

كتبه أخوكم / محمد بن علي البيشي ـ عضو الجمعية الفقهية السعودية بالرياض

كتبته في (1423 هـ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير