تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب الحج-بلوغ المرام- شرح العلامة العثيمين رحمه الله]

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:37 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أتأسف كثيرا عن عدم إكمال إنزال شرح كتاب الصيام والتأخر في إنزال شرح كتاب الحج، و\لك لأني مشغووول جدا فاعذروني ..

كِتَابُ اَلْحَجِّ

الحج في اللغة: القصد، يقال: حج كذا. بمعنى قصد.

وأما في الشرع: فهو التعبّد لله عز وجل بأداء المناسك على صفة مخصوصة، في وقت مخصوص.

والحج أحد أركان الإسلام، هـ?ذه منزلته من الدين أنه أحد أركانه، وهو فريضة بإجماع المسلمين، وفرْضُه معلوم بالضرورة من الإسلام، ولهذا من أنكر فرْضيّته وهو مسلم عائش بين المسلمين فهو كافر؛ لأنّه مكذّب لله ورسوله وإجماع المسلمين.

أما فرْض الحج ففي قوله تَعَالى?: ?وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً? [آل عمران:97]، وهـ?ذه الآية في سورة آل عمران، وقد نزلت في عام الوفود في السّنة التاسعة من الهجرة.

ويؤيِّد ذلك من حيث المعنى أنّ مكة قبل السنة الثامنة كانت تحت قبضة المشركين الذين يتحكمون فيها، ولهذا منعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الوصول إليها في السنة السادسة من الهجرة، ومن رحمة الله عزّ وجل وحكمته أيضا أن لا يفرض على عباده الوصول إلى شيء يشق عليهم الوصول إليه أو لا يمكنهم الوصول إليه، فكان من الحكمة والرحمة تأخير فرْضها إلى السنة التاسعة أو العاشرة، على خلاف بين العلماء.

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:39 ص]ـ

[الحديث الأول] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اَلْعُمْرَةُ إِلَى اَلْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا, وَالْحَجُّ اَلْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ اَلْجَنَّةَ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

[الشرح]

قوله: ((اَلْعُمْرَةُ إِلَى اَلْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا)) يعني أن الإنسان إذا اعتمر ثم اعتمر ثانية فإن ما بين العمرتين يقع مكفرا ((كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا))، و ((مَا)) اسم موصول تفيد العموم، فظاهره يشمل الصغائر والكبائر؛ ولكن قد سبق لنا قريبا أنّ جمهور أهل العلم يرون أنّ مثل هـ?ذه الأحاديث المطلقة مقيّدة باجتناب الكبائر، قياسا على الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، قالوا: فإذا كانت هـ?ذه الفرائض التي هي أصول الإسلام لا يكفَّر بها إلا الصغائر فما دونها من باب أولى.

وقوله: ((وَالْحَجُّ اَلْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ اَلْجَنَّةَ)) الفرق بين العمرة والحج هنا ظاهر جدا؛ لأنّ أقصى ما تفيده العمرة أن تكفِّر السيئة التي بين العمرة والعمرة الأخرى، أما هـ?ذا فيحصل به المطلوب؛ يعني من العمرة إلى العمرة نجاة من المرهوب وهو السَّيئات وآثارها، أما هـ?ذا ففيه حصول المطلوب وهو الجنة؛ ولكنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترط في الحج أن يكون مبرورا؛ أي حج بر، وهو الذي جمع أوصافا نذكرها الآن:

أولا: أن يكن خالصا لله عز وجل؛ بأن لا يحمل الإنسان على الحج طلب مال أو جاه أو فرجة أو لقب .. أو ما أشبه ذلك، فتكون نيته التقرّب إلى الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته، وهـ?ذا شرط في كل عبادة كما هو معروف.

الثاني: أن يكون بمال حلال، فإن كان بمال حرام فإنه ليس بمبرور، حتى إن بعض العلماء يقول: إذا حج بمال حرام فإنه لا حجّ له؛ لأنه كالذي يصلي في أرض مغصوبة، وأنشدوا على ذلك:

فما حججت ولكن حجت العير

إذا حججت بمال أصله صفر

الشرط الثالث: أن يقوم الإنسان فيه بفعل ما يجب ليكون عبادة، فأمّا من لم يقم فيه بفعل ما يجب فليس بمبرور، كما يفعل بعض الناس اليوم يذهب ليحج فيوكِّل من يرمي عنه، ويبيت في مكة ويذبح هديا عن المبيت في مكة، ويخرج من مزدلفة من منتصف الليل أو من صلاة المغرب والعشاء، يتتبع الرخص، ثم يقول: إنني حججت.

والذي يظهر -والعلم عند الله- أن حال مثل ه?ؤلاء أن يقول: لعبت لا حججت، أين الحج من رجل لا يبيت إلا في مكة، ويوكل من يرمي عنه الجمار، ويقول: أذبح هديا لترك المبيت، ويتقدم من مزدلفة مبكرا؟ إذا كان لا يمكنك أن تحج إلا على هـ?ذا الوجه، فخير لك أن لا تحج.

المهم من شرط كون الحج مبرورا أن يأتي فيه بما يجب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير