تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب المناسك من زاد المستقنع للشيخ العلامة محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي]

ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 05:08 ص]ـ

قال المصنف-رحمه الله-: [كتاب المناسك]:

يقول-رحمة الله عليه-: [كتاب المناسك]: هذا الكتاب المراد به بيان أحكام الحج والعمرة وما يتصل بهما من بيان أحكام الهدي والأضاحي، وما أوجب الله- U- في هذه الفريضة العظيمة الجليلة الكريمة التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام.

يقول-رحمة الله-[كتاب المناسك]: ذكر كتاب المناسك عقب كتاب الصيام؛ لأنها الركن الخامس من أركان الإسلام مراعاة للترتيب في حديث ابن عمر: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا)) فلما رتب النبي- r- هذه الأركان بهذا الترتيب اعتنى الفقهاء-رحمة الله عليهم- بذكرها مرتبة على هذا الوجه.

[كتاب المناسك]: المناسك: جمع منسك، والنسك يطلق ويراد به العبادة ويكون بالمعنى العام وبالمعنى الخاص فيراد به مطلق العبادة وحملوا عليه قوله-سبحانه-: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn1) ، قيل النسك كل ما يتقرب به إلى الله- I- فيكون قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} من عطف العام على الخاص، وقيل - أيضاً -: يطلق النسك ويراد به العبادة الخاصة، كالذبح ومنه قوله-عليه الصلاة والسلام-: ((انسك نسيكة)) كما في حديث كعب ابن عجرة في الصحيحين أي اذبح ذبيحة فالنسك يطلق بمعنى الذبح وهو الوجه الثاني في تفسير قوله-تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} أي ذبحي كما قال-تعالى-: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر} (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2) والقرآن يفسر بعضه بعضاً.

والمناسك المراد بها هنا: أفعال الحج والعمرة يشمل ذلك الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي الجمار والمبيت بمنى وبقية الطواف فهذه مناسك في الحج، كذلك - أيضاً - مناسك العمرة من الإحرام والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير، أي في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل الشرعية المتعلقة بعبادة الحج وعبادة العمرة.

[كتاب المناسك]: فرض الله- U- الحج على عباده بقوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn3) وكذلك العمرة على أصح قولي العلماء، فرضها الله- I- على عباده كما في الحديث الصحيح عند الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه أن عائشة-رضي الله عنها- لما سألت النبي- r- هل على النساء جهاد؟ فقال-عليه الصلاة والسلام-: ((عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)) فقال: ((عليهن)) وعليهن يعني أنهن ملزمات وهي صيغة الإلزام {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn4) أي ألزموها، فدل هذا الحديث على أن العمرة واجبة، ولذلك قال: ((عليهن)) أي فريضة واجبة فدل على أن الحج والعمرة كل منهما واجب على الذكر ولأنثى بقيود وشروط سيأتي بيانها - إن شاء الله تعالى -.

فضل الله البيت الحرام {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاس} (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn5) يقيمون فيها طاعته ويتقربون إليه -سبحانه- بأفضل وأحب وأجل ما يتقرب إليه وهو التوحيد، والله جعل هذا البيت لشيء واحد وهو توحيده - I- فتكون العبادة خالصة لوجهه فالمسلم يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة وكذلك يقف بعرفة ويبيت بمزدلفة ويفعل سائل أفعال الحج توحيداً لله- I- ، إنما جعل الطواف بالبيت وبقية المناسك من أجل توحيد الله - I- ، ولذلك ما من منسك من هذه المناسك إلا وفيه معلم من معالم عديدة من معالم التوحيد قصد منها أن يخرج الإنسان من هذه العبادة وهو أخلص ما يكون لله- U- في قوله وفعله وظاهره وباطنه، وعبادة الحج والعمرة فيها خير كثير من منافع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير