تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المعارضة نوعان:

معارضة في الحكم، ومعارضة في الدليل؛ فالمعارضة في الحكم: نفي قول المستدل أو إثبات نقيضه بدليل آخر، والمعارضة في الدليل بيان انتقاضه أو انتقاض مقدمة من مقدماته، ويقال هذا معارضة في مقدمة الدليل: نقض التأسيس 439 رقم 5.

الحجة المستقلة بنفسها في المطلوب لا تصلح أن تجعل دليل بعض مقدمات دليل المطلوب؛ لأن هذا تطويل وعدول عن سواء السبيل. نقض التأسيس مطبوع ج، ص 193.

المعارضة بالمثل أن يأتي بحجة مثل حجته.

الدليل الدال على المدلول عليه، ليس من شرط دلالته استدلال أحد به، بل ما كان النظر الصحيح فيه موصولا إلى علم فهو دليل، وإن لم يستدل به أحد.

قياس الأولى في حق الله -تعالى- في خمسة أمور:

1 - الإثبات.

2 - النفي.

3 - الخبر.

4 - الأمر.

5 - النهي.

وهو من معنى قوله تعالى: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=30&nAya=27) في سورتي النحل والروم، أي: الوصف الكامل.

والأمثلة في بيان تلبيس الجهمية آخر القسم الأول من أقسام تأسيس الرازي وهو الكلام في الجسم في الوجه الأخير من الوجوه التي رد بها شيخ الإسلام على الرازي في المقارنة بين مثبتة الجسم ونُفاته من واحد وعشرين وجهًا، وأن مثبتة الجسم أقرب إلى الصواب من نُفاته. يُراجع

الحقيقة العرفية مقدمة على الحقيقة اللغوية عند جمهور الأصوليين، إلا إذا دل دليل خارجي على إرادة الحقيقة اللغوية واعتبارها، فإنها تقدم على الحقيقة العرفية.

وقال أبو حنيفة رحمه الله: تُقدّم الحقيقة اللغوية على الحقيقة العرفية.

ومن أمثلة ذلك: التوفي في قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=37) الآية، فالتوفي معناه اللغوي: أخذ الشيء وافيًا، ومنه استوفيتُ الطعامَ، أي: أخذته وقبضته وافيًا.

ومعناه العرفي: قبْضُ الروح من الجسد، والمراد بالتوفي في الآية معناه العرفي، وهو قبض أرواحهم عند الموت عند الجمهور وعند المحققين من العلماء، والذي رجح الحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية الاستعمال، فإن التوفي إنما يستعمل في العرف في قبض الروح، وهذا هو الصواب.

وقيل: المراد بالتوفي في الآية: "يتوفونهم" يأخذون عددهم وافيًا يوم القيامة، أي: الملائكة تأخذ عددهم وافيًا، ثم تلقيهم في النار؛ لأن مع الملائكة سجلات فيها أسماؤهم وأسماء آبائهم، ولكن هذا قول ضعيف، والصواب: القول الأول.

وهنا مسألة هي مزلة أقدام، فلا بد من تحقيق القول فيها، ومن الله نستمد العون والتسديد.

وهي مسألة التوفي في حق عيسى عليه السلام في قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=3&nAya=55).

فاستدل النصارى بهذه الآية على أن عيسى قُتل وصُلب، ثم بعد ثلاثة أيام قام ورُفع إلى السماء، قالوا: فالآية فيها الوفاة أولا وهو الموت، ثم الرفع بعد ذلك.

والمراد بالتوفي في الآية معناه العرفي أو معناه اللغوي.

فالصواب الذي لا مِرية فيه: أن المراد بالتوفي قبْضُه وأخْذُه بروحه وجسده ورفعه إلى السماء، وهذا هو المعنى اللغوي للتوفي، وليس المراد بالتوفي معناه العرفي، وهو قبض الروح من الجسد، وإنما قدّم المعنى اللغوي على المعنى العرفي هنا على خلاف الأصل عند جمهور الأصوليين؛ لأنه دلت عليه السنة المتواترة.

وظاهر القرآن على أن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء وهو حي؛ فإن الله -تعالى- قال: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4&nAya=157) إلى قوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4&nAya=157).

أما عطف الرفع على التوفي في الآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=3&nAya=55) فيجاب عنه بأجوبة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير