تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اختلف المالكية في المراد من عمل أهل المدينة , فمن قائل:إن المراد به المنقولات المستمرة , وقيل: إن روايتهم أولى من رواية غيرهم , وقيل إن إجماعهم أولى ولا تمتنع مخالفته , وقيل , إنما أراد ترجيح اجتهادهم على اجتهاد غيرهم , وقيل, أراد إجماع أهل المدينة من الصحابة , وقيل: بل أراد الصحابة والتابعين , وزاد بعضهم تابعي التابعين واختار بعضهم التعميم.

وحتى نجلي معنى العمل والمقصود منه نعرض أقوال محققي المالكية مثل القاضي عبدالوهاب والقاضي عياض وغيرهما , وذلك من خلال تقسيمهم للعمل وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في المطلب الثاني.

الفرع الثالث: تعريفات المعاصرين لعمل أهل المدينة:

تعريف الدكتور أحمد نور سيف:"ما نقله أهل المدينة من سنن نقلا مستمرا عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم, وهو ما كان رأيا و استدلالا." [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn18)

قال الدكتور الشعلان [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn19):

تعريف الاستاذ حسن فلمبان:"إن عمل أهل المدينة عبارة عن أقاويل أهل المدينة بعضه أجمع عليه عندهم وبعضه عمل به بعض الولاة والقضاة حتى اشتهر وكله سمي إجماع المدينة وأن منه ما كان أصله سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنه ما كان سنة خلفائه الراشدين-رضي الله عنهم- ,ومنه ما كان اجتهادا ممن بعدهم" [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn20)

تعريف عبد الرحمن شعلان:"عمل أهل المدينة هو ما اتفق عليه العلماء والفضلاء بالمدينة كلهم أو أكثرهم في زمن مخضوض سواء أكان سنده نقلا أو اجتهادا." [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn21)

قال الدكتور محمد المدني بوساف بعد نقله لهذه التعاريف:"وبعد تأمل هذه التعاريف والنظر في المسائل المدروسةمن عمل أهل المدينة , تبين أن التعريف الأخير هو الأصوب والأدق من الناحية الوصفية للعمل دون النظر إلى ما يكون منه حجة أو لا لكنه لم يبين في التعريف الزمن الذي ينتهي إليه العمل المعتبر و لعل الباحث فعل ذلك هروبا من التحديد بسبب الخلاف القائم بين من يلحق إجماع تابعي التابعين بعمل من قبله, ومن يجعل التابعين نهاية من يعتد بعملهم عند مالك ,وقد جزم الباحث فيما بعد باعتبارالتابعين خاتمة من يعتد بعملهم عند مالك, فكان الأولى أن يقول:"عمل أهل المدينة هو ما اتفق عليه العلماء والفضلاء بالمدينة كلهم أو أكثرهم في زمن الصحابة والتابعين سواء أكان سنده نقلا أو اجتهادا." [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn22)

المطلب الثاني: أقسامه

الفرع الأول: أقسام عمل أهل المدينة

قسم محققوا المالكية العمل إلى ضربين:

الضرب الأول: ما كان من طريق النقل والحكاية مما اتصل بنقل الكافة عن الكافة , وعملت به عملا لا يخفى ونقله الجمهور عن الجمهور عن زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم وهذا الضرب ينقسم إلى

أربعة أنواع وهي:

1) نقل شرع مبتدأ من قول النبي- صلى الله عليه وسلم – (عدد تكبيرات صلاة العيد, تثنية الأذان وإفراد الإقامة, خروج الإمام من الصلاة بتسليمة واحدة, حكم قراءة البسملة أول الفاتحة في الصلاة)

2) نقل شرع مبتدأ من فعله صلى الله عليه وسلم (عدم كراهة التطوع بالصلاة نصف النهار, اشتراط الصيام لصحة الاعتكاف, خيار المجلس)

3) نقل إقراره عليه الصلاة والسلام لما شاهده من أصحابه ولم ينقل عنه إنكار

4) نقل تركه لأمور و أحكام لم يلزمهم إياها مع شهرتها لديهم وظهورها فيهم, فهذا الضرب هو الذي عناه مالك بعمل أهل المدينة.

ومن الأمثلة على ما اختص أهل المدينة بنقله من حيث الشهرة والعمل الظاهر المستمر بها:

الصاع والمد اللذان كانت الزكاة تؤخذ بهما عرفا بالمدينة وخفي هذا النقل عن غيرهم, وحين اطلع عليه من خالفهم رجع إلى مالك.

وكذلك زكاة الخضروات والفواكه , فقد كانت تزرع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمرهم بإخراج زكاتها ولم يدفعوها إليه وهي أرض زراعة.وأمر مثل هذا لايخفى حكمه عنهم جميعا , فنقلهم لهذه الأمور نقل صاحبه العمل المستمر منه على ذلك , وشهرة مثل هذه الأشياء ونقلها متواتر منه هي حجتهم في هذا الاستدلال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير