الغامضة عن طريق الحواشي الضخمة ذات اللغة الصعبة (الركيكة أحياناً).
وذلك ذكر العلامة ابن خلدون في المقدمة (ص330 ط. دار الهلال) فصلاً في أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل. قال فيه: «ويمثل ذلك من شأن الفقه في المذهب المالكي بالكتب المدونة مثلا، وما كتب عليها من الشروحات الفقهية مثل كتاب ابن يونس واللخمي وابن بشير والتنبيهات والمقدمات والبيان والتحصيل على العتبية وكذلك كتاب ابن الحاجب وما كتب عليه. ثم إنه يحتاج إلى تمييز الطريقة القيروانية من القرطبية والبغدادية والمصرية وطرق المتأخرين عنهم والإحاطة بذلك كله. وحينئذ يسلم له منصب الفتيا. وهي كلها متكررة، والمعنى واحد! والمتعلم مطالب باستحضار جميعها وتمييز ما بينها. والعمر ينقضي في واحد منها. ولو اقتصر المعلمون بالمتعلمين على المسائل المذهبية فقط، لكان الأمر دون ذلك بكثير، وكان التعليم سهلاً».
ومن هنا ابتعد المالكية كثيراً عن مذهب مالك، وصاروا اليوم أتباع شُرّاح مختصر خليل. قال الإمام ابن معمر في الدرر السنية (4
57): «متأخروا المالكية هم في الحقيقة أتباع خليل. فلا يعبئون بما خالف مختصر خليل شيئاً. ولو وجدوا حديثاً ثابتاً في الصحيحين، لم يعملوا به إذا خالف المذهب ... وكل أهل مذهب اعتمدوا على كتب متأخريهم لا يرجعون إلا إليها، ولا يعتمدون إلا عليها. وأما كتب الحديث كالأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وشروحها وكتب الفقه الكبار التي يذكر فيها خلاف الأئمة وأقوال الصحابة والتابعين، فهي عندهم مهجورة، بل هي في الخزانة مسطورة، للتبرك بها لا للعمل». وهذا حق يقر به الكثير من المالكية اليوم. قال الشمس اللقاني: «نحن خليليون، إن ضلّ خليل ضللنا». ويعقب أحمد بابا التبكتي على ذلك فيقول: «وذلك دليل دروس الفقه وذهابه، فقد صار الناس من مصر إلى المحيط خليليون، لا مالكية». وتم تقسيم مختصر خليل إلى أربعين ''حزبا''، وكان المغاربة إلى عهد قريب يسردون هذه الأحزاب في المساجد والزوايا كما يسرد القرآن. وقال العمري في "إيقاظ الهمم" (ص26) عن المالكية في زمانه: «جعلوا دينهم الحمية والعصبية، وانحصروا على طوائف. فطائفة منهم: خليليون ادعوا أن جميع ما أنزل على محمد r محصور في مختصر خليل!! (فأنزلوه) منزلة كتاب الله العزيز الجليل». ولكن الله يهدي من يشاء.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 06 - 08, 11:00 م]ـ
انت ىتريد ان تجعل المالكية حنابلة او ظاهرية
يا اخ الم اقل لك ليس لك في الامر شيء فلا تقحم نفسك في ما للمالكية
وازيدك واحدة كل المالكية هنا او في غير هذا المنتدي يعلمون ما في هذا التقرير الذي وضعت من التخليط وعدم فهم مصطلحات القوم
اللهم اجعلنا نعقل
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[17 - 06 - 08, 11:11 م]ـ
قد كان غالب فقه الأندلس يدور على العتبية والواضحة زمناً ما , ثم هجروا الواضحة وغيرها , واكتفوا بالعتبية , وكتب أهل العلم من الشروح والإيضاحات ماشاء الله أن يكتبوا , وقد قال ابن عبد البر:" وحسب أحدهم أن يقول: فيها رواية لفلان , ورواية لفلان , ومن خالف عندهم الرواية التي لا يقف على معناها وأصلها وصحة وجهها , فكأنه قد خالف نص الكتاب والسنة ".
كما عكف أهل القيروان على المدونة , ثم اختصرها ابن أبي زيد في كتابه المسمى بالمختصر , كما ألف كتابه النوادر الذي جمع فيه ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال , وبعد ذلك اعتمد المدرسون كتاب التهذيب الذي هو ملخص لمختصر ابن أبي زيد , ألفه أبو سعيد البراذعي , وقد استغتى به عما عداه حينا من الدهر , حتى كان بعضهم ربما ظنه المدونة , أو عزا إليها منه , ثم جاء عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (ت: 646) فلخص طرق أهل المذهب في كل باب , وعدد الأقوال في كل مسألة , فكان كتابه (جامع الأمهات) تقنيناً كاملاً للمذهب في أقواله ومسائله وأصوله , وقد عكف طلبة العلم على هذا الكتاب الذي وفد من مصر على يد ناصر الدين أبي علي الزواوي آخر القرن السابع وانتشر في أرجاء المغرب , واستمر مرجعاً معتمداً عليه إلى عهد ابن خلدون (ت: 808) , ولأهميته ,شرحه علماء كبار , منهم ابن دقيق العيد , وابن عبد السلام , وخليل صاحب المختصر.
ثم آل الأمر إلى مختصر خليل بن إسحاق - رحمه الله- الذي كان قد اشتغل بكتاب ابن الحاجب المتقدم الذكر المتقدم الذكر , وكتب عليه شرحاص سماه التوضيح , وقد بين في مختصره ما يفتى به معتمداً على المدونة , وشرحوها وتأويل العلماء لما فيها , وما اختاروه من الأقوال المختلفة , أو من عند أنفسهم , وما رجحوه , وقد كتب العلماء على هذا المصنف من الشروح والحواشي عدداً كبيراً , وظل هذا الكتاب مرجعاً رئيساً للفقه المالكي هو ورسالة ابن أبي زيد مع شروحهما إلى اليوم , وإن أخذت العناية به تضعف - كما هي سنة الله - فاختصر هذا المختصر ونظم , بل نزل الفقه إلى درجة أدنى وهي الاختصار الشديد , وسرد الأقوال مجردة لا من الدليل فحسب , بل من أي إشارة إلى القائل كيفما كان , كما تراه في الخلاصة الفقهية , ومتن ابن عاشر , وغيرهما.
(كيف نخدم الفقه المالكي للشيخ عابدين)
¥