ثم لخّصت برامون بأنه:" إذا كانت البقايا المعمارية قليلة بسبب استعمالها فيما بعد كمنشآت عسكرية و بصعوبة نعثر على حائط, خندق أو سور , و إذا كان التأثير الثقافي تمّ إخفاءه بسبب الخوف, فإن الأثر المعجمي (اللغوي) استمر في كلمات ك arroz الأرز, Taronja (naranja بالقطلانية) البرتقال و Garbino القربة (الوعاء الجلدي) و لم تستطع محاكم التفتيش منعه.
أما الهيكلة الإقليمية فلم ترث شيئا من الوجود الإسلامي, و حسب برامون ذلك راجع ل:"التحولات السياسية التي أحدثت قطيعة مع الهيكلة السابقة".
ميدان آخر تأثر بهذا الماضي هو ميدان الطبخ, فحسب المؤرخة , لم يسلم هو الآخر من ضغوطات محاكم التفتيش:"فالطبخ بشحم الخنزير ليس كالطبخ بالزيت, التي تعطي رائحة أخرى و يمكن أن تفضح مسلما متستّرا".
رغم ذلك فقد استمر هذا الوجود عبر مواد كالحلوى, و الكسكس الذي انشقت منه أكلة البايلا Paella, و استعمال التوابل.
بالتحديد في كتابي القرون الوسطى القطلونية, و هما أقدم كتب عن الطبخ في أوربا, كتاب Sent Sov? ' سنة 1324 و كتاب Llibre del Coch سنة 1490م, نجد أن استعمال التوابل كان منتشرا لكن محكمة Santo Oficio قضت على هذه المواد ربما لامتلاك محاكم التفتيش حاسة شم"
و فيما يخص إمكانية العثور على بعض بقايا الماضي الإسلامي بقطلونية, عبّرت برامون أنه:"يبدو صعبا لكن ليس مستحيلا, فكما رأينا مؤخرا لمّا تم اكتشاف معسكر روماني بألديا Aldea بطركونة , و هو اكتشاف لم يكن منتظرا".
بالنسبة لبرامون, إنّه لشيء رائع أن يتم العثور على أثر إسلامي, لأن حاليا الآثار القليلة الموجودة مشوّشة و مستغلّة كما في بلنسية, جنوب طرطوشة, جنوب لييدا و Castell Form?s de Balaguer'.
ممّا لا شك فيه أنه " لن نجد أبدا مثل الحمراء أو جامع قرطبة لأن السيطرة الإسلامية على برشلونة كانت جد قصيرة, لكن الاحتكاك اللغوي كان مهما لأكثر من 900 سنة و ترك آثارا في اللغة القطلانية."
. انتهى التعريب و لله الحمد.
فإذا كان مفتي سوريا اعتذر في ألمانيا عن احتلال المسلمين لإسبانيا معتبرا ذلك غزوا و احتلالا, و إذا كان أديب سعودي أصدر رواية تنتقد فتح المسلمين للأندلس و تعتبر خروج الإسلام منها مجرد استرجاع النصارى لحقهم و إذا كان شرذمة من البربر الممجدين لحضارة الفنيق تبرّؤا من أجدادهم الأشاوس الذين فتحوا الأندلس , فهاهي مؤرِخة إسبانية تلقم هؤلاء جميعا جمرا و تعلنها و هي المؤرخة الخبيرة التي طالعت و عايشت أنّ "المسلمين لم يدخلوا الأندلس كغزاة".
فإذا كان النصارى الأسبان لا يعتبرون دخول الإسلام غزوا, فلماذا بعض أبناء ديننا يتهافتون لتجريم الوجود الإسلامي بالأندلس؟
مصدر المقال: http://identidadandaluza.wordpress.com/2007/11/13/664/
عرّبه و كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد المغربي.
ـ[عدي الخطاب]ــــــــ[18 - 11 - 08, 08:08 ص]ـ
فإذا كان النصارى الأسبان لا يعتبرون دخول الإسلام غزوا, فلماذا بعض أبناء ديننا يتهافتون لتجريم الوجود الإسلامي بالأندلس؟
عجب والله ماذا عسانا نقول اخي ابو تاشفين, فعلاً المصيبه الكبرى لاتأتينا دائماً الا من بني ديننا.
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس هذا بغريب على الزميلة دولورس برامون، فهى باحثة معروفة بقراءتها النقدية للوثائق الاسبانية، وقد ترجمنا لها فى مصر كتابا بعنوان " المسلمون واليهود فى مملكة فالنسيا" (ترجمة رانيا محمد أحمد، مراجعة وتقديم جمال عبد الرحمن، المجلس الأعلى للثقافة)، كما أن لها عدة مقالات نشرت فى تونس ضمن إصداران مؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمى.
أضيف أيضا أنها لا تسير فى هذا الاتجاه بمفردها، فمنذ أيام استضافت القاهرة الدكتور لويس هاغيرتى الذى عرض كتابه عن نصارى الأندلس، ويثبت فيه أن نصارى الأندلس كانوا يتمتعون بحرية الاعتقاد، وأن من أسلم منهم أسلم طواعية، كتطور طبيعى لاتباع مذهب التوحيد الذى كان سائدا فى إسبانيا القوطية.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:17 ص]ـ
فإذا كان النصارى الأسبان لا يعتبرون دخول الإسلام غزوا, فلماذا بعض أبناء ديننا يتهافتون لتجريم الوجود الإسلامي بالأندلس؟
عجب والله ماذا عسانا نقول اخي ابو تاشفين, فعلاً المصيبه الكبرى لاتأتينا دائماً الا من بني ديننا.
صدقت أخي.