تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسجد باب المردوم (كنيسة كريستو دو لالوث اليوم) بطليطلة ذو أصول إسلامية و إسلامية فقط]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[02 - 11 - 08, 10:05 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

رغم مرور 923 سنة كاملة على سقوط طليطلة لازالت هذه المدينة, العزيز اسمها على القلب, تحفظ آثارا تشي أنها كانت لفترة طويلة حصنا من حصون الإسلام و رافعة للواء التوحيد في وجه الشرك النصراني و ثغرا كان سقوطه فاتحة انهيار دولة الإسلام بالأندلس.

و رغم محاولات النصارى الدءوبة لإبادة المعالم الإسلامية لطليطلة و تشويهها فقد أبت بضع معلمات إلا التذكير بأسياد طليطلة القدامى. و من هذه الشواهد العمرانية: مسجد "باب المردوم" أو ما يسمى اليوم كنيسة " Ermita de San Cristo de la Luz " . هذا المسجد رغم ما قام به الأسبان ليخفوا جذوره الإسلامية فقد أبى إلا أن يُظهر لهم أنه مسلم و إن اخترعوا الأساطير و وضعوا الصلبان و رسموا الصور بين أحشائه ربما كأولئك الأندلسيين الذين بقوا هناك بعد زوال دولة الإسلام.

لكن هاهم الأسبان اليوم يعيدون له هويته الإسلامية و يلقبونه ب Mezquita أي مسجد رغم قرون طويلة من تحويله إلى كنيسة بل و حفظوا له حتى اسمه العربي حيث يسمونه بالإسباني Valmard?n.

يقول الأستاذ محمد عبد الله عنان رحمه الله عن محاولات التمسيح هذه التي تعرّض لها هذا المسجد: " و لا توجد في طليطلة آثار أندلسية محضة, سوى بقايا المسجد الصغير, التي حولت إلى كنيسة تسمى اليوم " Cristo de la luz". و يقع هذا الأثر في داخل المدينة, تفضي إليه دروب ضيقة منحدرة, و يبدو لأول وهلة أنه بقية مسجد إسلامي تتألف من ثلاث عقود في مثلها بأعمدتها و زخارفها العربية. و الظاهر أن المسجد كان صغيرا و قد محيت نقوش القبة الإسلامية و رسمت مكانها صورة شخص أو قديس. و رسمت في حنايا النوافذ القديمة, بعد أن سدت, صور العذراء, و لا يوجد بالمكان هيكل, و لكن يوجد صليبان متقابلان, و هو خال, و إلى جواره حديقة مهملة و مساكن متواضعة". (1)

بل قام النصارى بتغطية الشواهد الإسلامية بالبناء عليها لطمسها لكن شاء الله عز وجل أن تفتضح هذه المؤامرة في بداية القرن العشرين عن طريق أسبان أنفسهم حاولوا ترميم الكنيسة. و أخيرا سنة 2006 أكدت أبحاث أثرية أن موقع المسجد لم تكن به أي كنيسة قبل قيام المسجد.

و هذا المسجد الصغير من المساجد الأندلسية التي لم تسعد طويلا بذكر الله و إقام الصلاة فيها حيث تأسس سنة 390هجرية (999 ميلادي) و تحول إلى كنيسة بعد سقوط طليطلة بقليل سنة 1085م. و نسبته إلى "باب المردوم" يرجع لمجاورته لباب مازال قائما بهذا الاسم.

1 - الهندسة المعمارية للمسجد

يقول الدكتور سيد عبد العزيز سالم أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الإسكندرية:"و يتألف المسجد من تسع أساطين تقسمها أربعة أعمدة تيجانها قوطية قديمة, و تقوم عليها اثنا عشر عقدا متجاوزة. و تتفتح في الشمال الشرقي للمسجد ثلاثة عقود متجاوزة تفضي إلى البهو تعلوها سته عقود متجاوزة يتناوب في سنجاتها اللونان الأبيض و الأحمر نتيجة لتعاقب قوالب الحجر و الآجر على نفس نظام عقود المسجد الجامع بقرطبة. و يحيط بكل عقد منها عقد زخرفي مثلث الفصوص. و قد تعرضت هذه الواجهة لإصلاحات كثيرة, أما الواجهة الجنوبية الغربية و هي الرئيسية فتطل على الطريق المؤدي إلى الباب المردوم بثلاثة عقود أخرى في أعلاها النقش الذي أشرنا إليه و يتفق أسلوبه و التقاليد العراقية الفارسية. و العقد الأوسط مجدد أما العقدان الجانبيان له فأحدهما و هو الأيمن متجاوز على نظام عقود المسجد الجامع بقرطبة و الأيسر مفصص. و يعلو العقود الثلاثة عقود متجاوزة و تتقاطع هذه العقود فيما بينها مرتكزة على سبعة مساند بارزة. و يعلو هذا الصف من العقود افريز تشغله شبكة مخرمة من المعينات تتألف من قطع الآجر الموضوعة جانبيا. و نظام التقبيب به قائم على تقاطع الضلوع المتجاوزة في صور مختلفة, منها ما يمثل شكلا رباعيا منحرفا ذا أقطار بحيث يبدو كأنه قبوتان من الطراز القوطي , إحداهما داخل الأخرى, ومنها ما يبدو على شكل مثمن, و منها ما يقلد تقاطع القبة المخرمة الكبرى بجامع قرطبة." (2)

2 - المسجد ذو أصول إسلامية و ليست قوطية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير