تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

زكي المحاسني .. المربِّي الأديب والشَّاعر النَّاقد

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

زكي المحاسني .. المربِّي الأديب والشَّاعر النَّاقد

إعداد: أحمد بن محمود الداهن

لمحاتٌ من حياته:

مولده ونشأته:

ولد زكي المحاسني في دمشق سنة 1909م، وكان والدُه شكري المحاسني من كتَّاب المحكمة الشَّرعية بدمشق، وقد توفي وعُمْرُ ولدِه زكي سنتان، فأخذت الوالدة السَّيدة (سارة البحيري) ولدَها إلى دار أهلها، وبقي معها إلى أن بلغ الرَّابعة من عمره، فجيء به إلى دار عمِّه (رفيق المحاسني) الذي كفله وربَّاه، وكانت أمُّه تبكِّر إلى باب مدرسته لتراه وتطمئنَّ عليه بعد أن مُنعت من المجيء للقائه في دار عمِّه.

ولما سعت زوجةُ عمِّه في حرمانه من المدرسة ليعمل في دكَّان أحد التُّجار، لجأت أمُّه إلى عمِّه (محمد المحاسني) وكان يعمل قاضياً بدمشق، وشكت له أمر الفتى، فطيَّب خاطرها، وأمر بإدخاله مدرسة التَّجهيز التي كانت تسمى (مكتب عنبر).

انتظم الطَّالب زكي المحاسني في الدِّراسة في الصَّف السَّابع –أول الصُّفوف الثَّانوية في مكتب عنبر- ومضت سنوات الدِّراسة ولم يعرف فيها تقاعساً، فكان يرتقي من صفٍّ إلى صفٍّ أعلى بدرجاتٍ متفوِّقة، حتى اجتاز امتحان البكالورية سنة 1928م، وكان الأوَّلَ على البلاد السُّورية جمعاء، وتهيأ على إثرها لدخول المرحلة الجامعية.

اختار المحاسني كلِّية الحقوق، فقد كان الكثيرون من أسرته من القضاة والمحامين، وحصل على الإجازة الجامعية من كلِّية الحقوق بدمشق، وكان عمرُه اثنتين وعشرين سنة، وفوجئ بوفاة أمِّه ولم تتجاوز الخمسين إلا بقليل، وتأثَّر لذلك شديد التَّأثر، وظلَّ وفياً لذكراها، إذ يقول: "عشت بعدها باكياً عليها في شعري، وكانت حنوناً رؤوماً، ولن أستطيع أن أنساها حتى أموت، وإنِّي لأحيا كلَّ يومٍ ناظراً إلى محيَّاها الباسم من وراء الغروب".

حبُّه للمعرفة والثَّقافة:

أحبَّ المحاسني القراءة، وشغف بمطالعة الكتب، فكان في أثناء دراسته يبحث عن المعرفة، ويقرأ حتى يرتوي ويتبع هذا بكتابة بعض الخواطر.

وكان له اجتماع مع أقرانه من الطلاب النَّابهين في (مكتب عنبر) في منزل أحدهم -وهو مسلم بن العلامة الشيخ جمال القاسمي- إذ كان لدى والده مكتبة قيِّمة.

كما كان كثيرَ الذَّهاب إلى دار الكتب الظَّاهرية بدمشق لينهل مما تضمَّنته من كتب في الأدب والشِّعر.

شهاداته العلمية وعمله:

تخرَّج المحاسني في (مكتب عنبر) سنة 1927م، وكانت من أعظم المدارس في الشَّام، وقد تخرَّج فيها عددٌ من روَّاد الفكر العربي، ونوابغ العلم والأدب.

درس بعد ذلك في الجامعة السُّورية في كلِّيتي الآداب والحقوق، ونال شهادتي الإجازة منها في سنة 1936م، وتابع تحصيلَه العلمي، ففاز بشهادة الماجستير في الآداب من الجامعة المصرية.

وكان أوَّلَ سوريٍّ يحصل على دكتوراه الدَّولة في الآداب من جامعة القاهرة -فؤاد الأول في ذلك الوقت- وكانت أطروحته بعنوان (شعر الحرب في أدب العرب) سنة 1947م.

أما حياته العملية، فقد بدأها بالعمل في التَّدريس أستاذًا للُّغة العربية وأدبها في التَّجهيز بأنطاكية سنة 1932م، ثم في تجهيز البنين بدمشق سنة 1935، وظلَّ يعمل في التَّدريس الثانوي حتى أوفد إلى مصر لمتابعة دراسته العالية.

وفي عام 1947م، عُيِّن أستاذاً مساعداً في كلية الآداب في الجامعة السُّورية، وبقي فها حتى سنة 1952م، حين عُيِّن ملحقاً ثقافياً في السّفارة السُّورية في مصر، ومندوباً في الجامعة العربية للشُّؤون الثَّقافية.

عاد إلى دمشق سنة 1956م وشغل منصب مدير دارة التُّراث القديم والمخطوطات بوزارة الثَّقافة والإرشاد القومي حتى عام 1965م.

أُوفد بعد ذلك أستاذاً معاراً إلى الجامعة السُّعودية قسم اللُّغة العربية في مكَّة المكرَّمة وبقي حتى عام 1966م.

وبعد عودته عمل أستاذاً في الجامعة اللُّبنانية حتى سنة 1969م.

وقد كان المحاسني في مطلع حياته العملية يعمل في المحاماة بعد تخرُّجه في كلِّية الحقوق إلا أنَّ حبَّه للأدب دفعه إلى الانصراف إلى التَّدريس الجامعي والتَّأليف.

شخصيَّته:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير