تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المحدث الفقيه الشاعر الرحلة بكر بن حماد التيهرتي]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 05:28 م]ـ

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 05:30 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[المحدث الفقيه الشاعر الرحلة بكر بن حماد التيهرتي]

هذه ترجمة للعالم المحدث الفقيه الأديب الشاعر الرحلة بكر بن حماد التيهرتي الذي لا يعرف في بلادنا إلا بأنه " صاحب شعر كثير أجلى من الصبح و ألفاظه أحلى من الظفر بالنجح " على حد وصف محمد مخلوف صاحب الشجرة، بينما هو عالم بالحديث الشريف و من الحفاظ الثقاة المأمونين الذين رحلوا في طلبه و سماعه من شيوخه و أعلامه، فقد لقي في رحلاته و أخذ عن أئمة أعلام منهم شيوخ البخاري و مسلم و أحمد بن حنبل، كان يحفظ مسند مسدد بن مسرهد و غيره من متون الحديث الشريف، و قد أملى كل ذلك على تلامذته و طلاب العلم بالقيروان و تيهرت، كما كان من أوائل من نقلوا الكثير من أقوال و أخبار أعلام السنة الشريفة من المشرق إلى المغرب العربي، فهو بالتالي يعتبر أقدم عالم جزائري في علم الحديث الشريف رواية ودراية، كما كان له فضل السبق في نقله لدواوين فطاحل الشعراء وأعلام اللغة العربية إلى بلاد المغرب.

اسمه و نسبه و كنيته:

بكر بن حماد بن سمك و قيل " سهر" و " سهل" بن إسماعيل، أبو عبد الرحمن الزناتي، التاهرتي، نسبة الى زناتة القبيلة البربرية الشهيرة، و التاهرتي نسبة الى مدينة تيهرت أو " تاهرت" و تسمى اليوم تيارت و هي إحدى ولايات الغرب الجزائري.

مولده و نشأته:

ولد سنة 200 هـ بمدينة تيهرت في بيت شرف و علم، وكانت مدينة تيهرت في ذلك الوقت هي عاصمة الدولة الرستمية و التي تعتبر أول دولة للخوارج في العالم الإسلامي، وقد تأسست على جزء من المغرب الأوسط على يد عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل (ت سنة 171هـ، 788م) الإمام الأول لهم، و قد عرفت تيهرت إزدهارا ثقافيا و أدبيا كبيرا، فقصدها العلماء و الأدباء و ظهرت فيها حركة علمية، وازدهرت الحركة الصناعية والتجارية حتى نافست حواضر العالم الإسلامي آنذاك في المشرق و الأندلس.

وقد كان والده رحمه الله شديد الحرص على توجيهه الوجهة الصالحة الصحيحة على هدى أهل السنة و الجماعة في بيئة يغلب عليها مذهب الخوارج، إذ كان يحفظه القرآن الكريم، ويستصحبه إلى دور العلم و مجالس القضاء و دروس الفقهاء و سماع الحديث الشريف، كما أهتم بإرساله إلى أعلام العربية و الأدب فأخذ العربية و النحو و البيان و العروض.

رحلته في طلب العلم:

حين بلغ سن السابعة عشرة من عمره غادر تيهرت لطلب العلم و ملاقاة الشيوخ فالتحق بالقيروان سنة 217 هـ فأخذ بها عن علمائها كالإمام سحنون صاحب المدونة الشهيرة في الفقه المالكي، وعون بن يوسف، و غيرهما، ثمَّ انتقل إلى مصر التي لم يطل مقامه بها، حيث نجده في بغداد سنة 218 أو 219 هـ، إذ ترتبط أخباره بالخليفة المعتصم ـ الذي تولى الخلافة سنة 218هـ.

ورحلته الى المشرق لم تقتصر على مدينة بغداد فقط بل انتقل وجاب معظم المدن و الحواضر العلمية كالكوفة و البصرة و غيرهما، ولقي علماء الحديث الشريف فسمع منهم، وتزود بعلوم الدين واللغة والأدب، على يد الأئمة الأعلام كالإمام الحافظ مسدد بن مسرهد الذي سمع منه المسند، و حاتم السجستاني وابن الأعرابي ـ تلميذ الأصمعي ـ، ومن أعلام الشعراء مثل أبي تمام ودعبل الخزاعي، وعلي بن الجهم وغيرهم.

العودة إلى القيروان ثم الهروب منها:

بعد هذه الرحلة العلمية، و ملاقاة علماء الحديث و أعلام الأدب و الشعر، عاد بكر بن حماد إلى المغرب العربي ليستقر في أول أمره بمدينة القيروان التي كانت تحت حكم الأغالبة، فاشتغل بالتدريس في مسجدها الجامع و قصده طلاب العلم و محبي الحديث الشريف للسماع منه، كما سمعوا منه دواوين شعراء المشرق، و من تلاميذه فيها أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم صاحب "كتاب المحن"، و محمد بن صالح المعافري و غيرهم، لكن مقامه بالقيروان لم يدم طويلا، فقد تركها هاربا إلى بلاده تيهرت بعد أن كثرت ضده الوشايات إلى الأمير إبراهيم بن أحمد الأغلبي حاكم إفريقيا بأنه يذكره في مجالسه و بصفه بالظالم و الفاسق، فتوعده خاصة بعد رفضه و تشنيعه على الأمير و من يرى رأيه في مسألة خلق القرآن الكريم بعد اعتناقهم لآراء و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير