تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عدد الخسوفات في العهد المدني.]

ـ[صالح العقل]ــــــــ[17 - 08 - 08, 01:19 ص]ـ

@ هل يمكن حساب الكسوف والخسوف قبل 1400سنة؟

- بالتأكيد يمكن وليس ذلك غريباً أو مستحيلاً قال شيخ الإسلام رحمه الله (ولهذا يمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل؛ إذ كل ذلك بحسبان، كما قال تعالى: (جعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً) وقال تعالى: (والشمس والقمر بحسبان) أ. ه. وحيث إن الفترة الزمنية المطلوب الكشف عنها قديمة جداً فقد تم الاعتماد على أكثر من برنامج فلكي متطور ومقارنة النتائج للوصول لأعلى دقة مستهدفة وجاءت النتائج .... باستنتاج الملاحظات الآتية:

1 أن عدد الكسوفات التي وقعت في العهد المدني (9) كسوفات، بينما بلغ عدد الخسوفات (14) خسوفاً ومجموع الحوادث 23حادثاً.

2 - أن جميع الكسوفات التسعة جزئية وليست كلية، بينما الخسوفات منها الكلي ومنها الجزئي.

3 - نتائج الحساب الفلكي كدليل علمي تتفق مع نتائج النقل كدليل شرعي وذلك في شأن الكسوف الأخير الذي وقع يوم وفاة إبراهيم رضي الله عنه (632/ 1/27م)، وهذا مؤشر صريح ومطمئن لدقة وصحة الحسابات الفلكية المتعلقة بحوادث الكسوف والخسوف، ومؤشر أيضاً إلى سلامة مذهب علماء الهيئة في شأن نظام جريان الأجرام الثلاث (الأرض، القمر، الشمس).

4 - الكسوفات التسعة الواقعة في العهد المدني لا يعني بالضرورة أنه قد تمت مشاهدتها كلها في المدينة المنورة بل بعضها وقع بعد غروب الشمس على المدينة أو قبل شروقها وبالتالي لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم الحدث، وهذه الملاحظة تنسحب أيضاً على حوادث الخسوفات فليس كل خسوف ورد في الجدول ممكن مشاهدته في المدينة، ولأهمية هذه النقطة سوف نحلل فقط الحوادث الواردة في الجدول السابق والتي ربما تشاهد في أفق المدينة ولنفصل القول فيها على النحو التالي: في سنة 622م حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر في 20سبتمبر 622م فإنه في شهر سبتمبر وما بعده (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر) لم يقع أي حدث.

وفي سنة 623م في 17يوليو من العام نفسه وقع خسوف جزئي للقمر من الساعة 5.23عصراً حتى الساعة 7.48ليلاً، علماً أن الشمس غربت يومها في تمام الساعة 7.09بينما يشرق القمر في تمام الساعة 7.08بمعنى أن القمر يشرق والخسوف الجزئي في مراحله الأخيرة، وأشك في احتمال رؤية ذلك الخسوف الجزئي وهو في مراحله الأخيرة وذلك لأسباب: منها وجود الشفق الأحمر في الجو بُعيد الغروب، ومنها كون الجزء المنخسف وقت غروب الشمس ضئيلاً جداً، ومنها أن أي جرم سماوي يعلو الأفق الشرقي أو الغربي مباشرة يتعرض إلى تشويه في الصورة وذلك لاختلاف كثافة الهواء وتلوثه بالغبار خاصة في فصل الصيف لذا يشاهد القمر فوق الأفق باللون الأحمر غالباً، ومن الأسباب أن فترة الخسوف القصيرة ربما لم تمكن الصحابة رضوان الله عليهم في المدينة من رصد الظاهرة، وربما وُجد سحاب صيفي متقطع حال دون رؤية القمر وخسوفه، ومن المحتمل أيضاً وجود حزام من السحب العالية جداً والموجودة في طبقات الجو العليا وهي سحب تعرف عند علماء المناخ بالسحب الفضية المتخلفة عن احتراق الشهب على ارتفاع يصل إلى 80كم من سطح الأرض ويحصل أحياناً عند شروق النيرين أو غروبهما مباشرة رؤية تلك السحب غير الممطرة تحجب قرص الشمس أو القمر كلياً أو جزئياً، فربما تصدق بعض تلك الاحتمالات وبالتالي يُفوت على الصحابة الرؤية والله أعلم.

وسنة 624م في 30نوفمبر من العام نفسه وقع خسوف جزئي للقمر من الساعة 10.14ليلاً حتى الساعة 12.16ليلاً، وعن مدى احتمال رؤية الحدث من قِبل الصحابة في المدينة فالذي اعتقده والله أعلم أن الاحتمال ضعيف لأسباب:

منها أن الخسوف وقع في النصف الأول من الليل وهو وقت ينام فيه الصحابة بعد عناء نهار شاق وطويل، ومنها أن الخسوف جزئي ولم يختفِ من القمر إلا 25% تقريباً وهذا ربما لا يلفت الانتباه إلى حد ما، ومنها أن الخسوف وقع في شهر نوفمبر وهو من أشهر فصل الخريف وفيه تبدأ السحب في الظهور وبالتالي يُحتمل أن يكون القمر قد اختفى خلف ستار من السحب والله أعلم.

وفي سنة 625م (أ):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير