تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القاضي الطبيب العالم الأديب اللغوي أحمد التيفاشي]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:14 م]ـ

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:24 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[القاضي الطبيب العالم الأديب اللغوي أحمد التيفاشي]

نترجم لأبي العباس التيفاشي أحد العلماء الموسوعيين الجزائريين في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي –وأنا أعرف أن الكثيرين من أبناء وطني يجهلونه - فهو يعتبر موسوعة معارف كاملة في الطب وعلم الاجتماع والجغرافية والفلك والكلام والقانون، والأدب وقد اشتهر خاصة كعالم معادن من الطراز الرفيع، كان يجري التجارب العلمية والمشاهدات الشخصية لتأكيد معلوماته مزيلا بذلك عنها ما علق بها من خرافات وأساطير اليونان والإغريق والرومان،

يعد أول من ألف من المسلمين في علم الأرصاد الجوي، كتب في تفسير القرآن الكريم ونقل الكثير من الأحاديث الشريفة بإسناده، أشتهر بأنه أديب متمكن له شعر حسن، ونثر جيد، ملما بكثير من علوم عصره، رحالة كبير جاب كثيرا من أقطار العالم للحصول على المعلومات العلمية الدقيقة من مصادرها تدل على ذلك آثاره التي تعتبر حجة بمقاييس عصره، وهي حبيسة المكتبات تنتظر من يزيح عنها غبار السنين لتعود إلى الواجهة.

وقد تعرضت بعض كتبه إلى التشويه والتحريف، فزيد فيها مما جعل الناس تنفر منها وتتجنب قراءتها، وهذا عمل الزنادقة والشواذ كما سنرى في توثيق نسبتها إليه إن شاء الله.

اسمه ونسبه و كنيته:

التيفاشي (580 - 651هـ / 1184 - 1253م)

احمد بن يوسف بن احمد بن أبي بكر بن حمدون بن حجاج بن ميمون بن سليمان ابن سعد القيسي، لقب بشرف الدين و شهاب الدين و صباح الدين، ويكنى بأبي العباس و بأبي الفضل.

ولد في تيفاش وهي قرية صغيرة تابعة لولاية سوق أهراس بأقصى الشرق الجزائري على الحدود التونسية، وفي عصر مترجمنا كانت تيفاش تتبع لمدينة قفصة التونسية ولذلك يكنى في بعض المراجع بالقفصي، أما القيسي فنسبة إلى قبيلة بنو قيس بن ثعلبة الذي ترجع أصول أسرته اليها.

نشأته و طلبه العلم و شيوخه و رحلاته:

نشأ التيفاشي في أسرة ذات جاه وحسب، حيث أن والده كان يشغل منصب القضاء في مدينة قفصة، وعمه يحي بن أحمد أديب و شاعر مقرب من الحكام و السلاطين، أُدخِل إلى كُتَابِ قريته، حيث حفظ القرآن الكريم و تعلم مبادئ اللغة العربية، لينتقل بعدها مع أسرته إلى مدينة قفصة.

وفي قفصة درس على والده، وتقيل كثيراً من خطواته؛ ولعل شغفه بعلوم الأوائل إنما كان تأثراً به، واعتماداً على الكتب التي جمعها أبوه في تلك العلوم، ومنها انتقل إلى تونس فسمع فيها على أساتذة منهم أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي، ثم غادرها إلى مصر وهو لم يبلغ الرابعة عشر من العمر كما حدث ذلك بنفسه، و لعل السبب في ذلك هو قلة العلماء و المراجع العلمية المتعلقة بعلم المعادن و الطب في قفصة وتونس، و هناك في مصر اظهر رغبة كبيرة في طلب العلم فكان ينتقل بين مجالس العلماء و مقابلة الشيوخ، فقرأ و تفنن و استفاد كثيرا، بعدها انتقل إلى دمشق وبغداد واشتغل بهما على علمائها و أدبائها وبعد هذه الرحلة العلمية عاد مترجمنا إلى مدينة قفصة و استقر بها و عين في وظيفة القضاء الذي لم يستمر فيها طويلا، ليستأنف رحلاته العلمية، خاصة ما يتعلق بعلم المعادن و الحجارة حيث عرف عنه خرجاته و جولاته الميدانية لاستخراجها البحث عنها، و إجراء التجارب التطبيقية عليها، و البحث عن المتخصصين و المهتمين بهذا العلم، فكان يدرس معهم و يناقشهم و يقوم بالرحلات الميدانية معهم، ولم يكتف بما عرفه من معادن وحجارة في هذه البلدان، بل زار أرمينية و فارس و تركستان و بلاد ما وراء النهرين وفي جولاته هذه كان يدون كل ما يسمعه من العلماء من أوصاف للأحجار وأماكن تواجدها، كما كان يقف على امتحان الجواهر و الحجارة بنفسه مما عرفه من المتخصصين، كما كان ينتقل للجلوس مع التجار ليتعرف على أثمان هذه المعادن وقيمتها، وهي إفادات شفوية جمعها من أعيان تجار الهند وسرنديب [تعرف اليوم باسم (سيرلانكا)] واليمن وبلاد الشام ومصر، والمغرب والأندلس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير