تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوقفة المضيئة الثانية مع شيوخه]

ـ[الدكتور طه عفان الحمداني]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

إليكم الوقفة المضيئة الثانية من حياة الإمام النووي (رحمه الله) والتي تتعلق بشيوخة من الذين تتلمذ على أيديهم وكان لهم الدور التربوي والتعليمي في حياته.

تتلمذ الإمام النووي علومه على عدد من رجال العلم وأعلام الهدى، فبعد قدومه إلى دمشق عام (649هـ) سكن المدرسة الرواحية، وأشتغل بتحصيل العلم على يد مشايخه شرحاً، وتصحيحاً في مختلف العلوم، من الفقه وأصوله والحديث وعلومه، واللغة وآدابها، وغيرها من أنواع العلوم التي أنار الله بها فكره وأظهر مكانته، وكانت له اهتمامات بسلسلة شيوخه إذ قال: "ينبغي للمتفقه والفقيه معرفة سلسلة التفقه، وتقبح به جهالتها، فأن شيوخه في العلم أباء له في الدين، وصلة بينه وبين رب العالمين"،ومن أبرز شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم، وأخذ منهم، وقد رتبتهم بحسب سني وفاتهم وهم:

شيوخه في الحديث:

1. لشيخ الإمام العالم عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن جمال الدين عبدالصمد ابن محمد الأنصاري الخزرجي الدمشقي ابن الحرستاني (ت 662هـ)،قال الذهبي: وكان من جُلّة العلماء له سمت ووقار وتواضع.

2. شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الأوسي الدمشقي، الحموي،الشافعي (ت 662هـ)، كان ذكياً، وكان أحد الفضلاء المعروفين، توفي بحماة ودفن فيها.

3. الشيخ أبو البقاء النابلسي: الإمام المحدث الحافظ خالد بن يوسف بن أسعد بن حسن بن مفرج (ت 663هـ)، نشأ بدمشق ودرس فيها، قرأ عليه الإمام النووي"الكمال في أسماء الرجال" لعبد الغني المقدسي (ت 600هـ)، وعلق عليه حواشي، وضبط عنه أشياء حسنة.

4. ابن البرهان العدل الصدر رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مضر ابن فارس الواسطي (ت 664هـ)، سمع صحيح مسلم بنيسابور وحدث به، روى عنه الإمام النووي صحيح مسلم وأثنى عليه ثناءً حسناً يذكره في مقدمة كتابه بقوله: " كان من أهل الصلاح والمنسوبين إلى الخير والفلاح، معروفاً بكثرة الصدقات وإنفاق المال في وجوه المكرمات، ذا عفاف وعبادة ووقار وسكينة وصيانة بلا استكبار".

5. الإمام الحافظ ضياء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي المصري الدمشقي (ت 668هـ)،كان بارعاً في الحديث، صحبه النووي وأخذ عنه صحيح مسلم شرحاً، ومعظم البخاري، وقطعة من الجمع بين الصحيحين للحميدي (ت 488هـ).

6. الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة (ت 668هـ)، مُسْنِد الشام وفقيهها ومحدثها الحنبلي،خرّج لنفسه مشيخةً وانفرد بالرواية عن بعض مشايخه، وإليه انتهى علو الإسناد.

7. الإمام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر ابن عبد الله التُّنوخي (ت 672هـ) مُسْنِد الشام الكاتب المنشئ، حدَّث مدةً بدمشق ومصر وغيرهما.

8. الإمام جمال الدين أبو زكريا يحيى أبو منصور بن أبي الفتح بن رافع الحرَّاني الحنبلي المعروف بابن الحبيشي (ت 678هـ)،كان إماماً عالماً متفنناً صاحب عبادةٍ وتهجدٍ وصفاتٍ حميدةٍ.

9. الشيخ الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الصالحي الحنبلي (ت 682هـ)،عنى بالحديث، ودرَّس وأفتى وأقرأ العلم زمانا طويلا، وانتهت إليه رياسة المذهب في عصره.

شيوخه في الفقه:

1. الإمام العلامة الفقيه المفتي كمال الدين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد ابن عثمان المغربي (ت 650هـ)،كان إماماً عالماً فاضلاً مقيماً بالرواحية أعاد بها عند ابن الصلاح عشرين سنة، وقد أثنى عليه الإمام النووي في أحد كتبه إذ قال: " أول شيوخي الإمام المتفق على علمه وزهده وكثرة عبادته وعظيم فضله، وتميزه في ذلك على أشكاله"، وقال السخاوي: "كان معظم انتفاعه على هذا الشيخ، لأنه أول من لازمه وكانت ملازمته له شديدة، وأعجب به الشيخ… وجعله معيد الدرس لحلقته ".

2. ومنهم الشيخ الإمام العلاّمة كمال الدين أبو الفضائل سلار بن الحسن بن عمر ابن سعيد بن كمال الأربلي الحلبي الدمشقي (ت 670هـ)، المُجْمع على إمامته، وتقدمه في علم المذهب على أهل عصره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير