تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المحدث الحافظ الرحلة الفقيه، إمام اللغة الأديب الشاعر أبو مروان الطبني]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 03:27 م]ـ

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 03:44 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[المحدث الحافظ الرحلة الفقيه، إمام اللغة الأديب الشاعر أبو مروان الطبني]

نترجم لواحد من أعلام الحديث الشريف أصيل الجزائر، ولد في بيت شرف وعلم ورياسة، ينتمي إلى عائلة هاجرت من مدينة طبنة (بريكة)، مدينة الكرم والجود والشجاعة والفروسية والرجولة، مدينة الجهاد والشهداء في سبيل الله، لعلمائها باع كبير في نشر الدين والعلم والإصلاح، استقرت هذه العائلات المهاجرة بمدينة قرطبة، وفيها نشأ مترجمنا وتربى على الفضيلة وطلب العلم فبرع ونبغ في فنون متعددة فعرف بالإمام اللغوي الفقيه الشاعر المؤرخ، المحدث الحافظ، جاب مدن الأندلس، ورحل رحلات عديدة الى المغرب والمشرق لملاقاة الشيوخ والمحدثين، اكتسب علما جما ومعارف غزيرة، أشتهر خاصة في علوم الحديث الشريف الذي جاب في تحصيله الفلوات، ونسى في خدمته اللذات والشهوات، ومارس الدفاتر وسامر المحابر، وانفق في جمعه ونشره سنين عمره، واوقف لتقييده وتسميعه ليله ونهاره، فأخذ وبلغ، وأصل وفصل، شهدت مساجد وداره بقرطبة مجالس إملائه التي غصت بها جموع طلاب الحديث الشريف، شهد له كل من عرفه أو ترجم له بأنه من كبار المحدثين الثقات الأثبات، نقل عنه الحفاظ وكتاب التراجم والمؤرخين، مما يدل على نفاسة مصنفاته – التي هي في حكم المفقود مع الأسف - و علو قدر مؤلفها ورسوخ قدمه.

اسمه ونسبه وكنيته:

عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين ابن محمد بن أسد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن كعب بن مالك التميمي ثم الحمانى، أبو مروان الطبني، والحِّماني نسبة إلى حِمّان وهو حيّ من تميم، وبنو حِمّان بن عبد العُزَّى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم كما يؤكد ذلك ابن حزم في جمهرة نسبه [1].

أما الطُّبْني فنسبة إلى مدينة طُبْنَه (بضم الطاء المهملة وسكون الباء المعجمة بواحدة ثم نون مفتوحة ثم هاء) [2] وهي مدينة بريكة التابعة لولاية باتنة عاصمة الأوراس حاليا.

مولده ونشأته:

ولد كما ذكر ذلك بنفسه للقاضي أبو علي الصدفي ونقله عنه ابن بشكوال في الصلة (1/ 115):" ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة" (396 هـ / 1006 م)، في مدينة قرطبة التي هاجرت إليها الكثير من الأسر الطبنية، وقد نشأ مترجمنا في بيت علم ودين وأدب وشرف ونسب، نبغ من أسرته وأقاربه عدد غير قليل من المحدثين والأدباء و البلغاء والشعراء ورجال الدولة، أذكر منهم:

- والده زيادة الله (ت 415 هـ): يكنى أبو مضر، من أهل العلم بالآداب، واللغات، والأشعار، رفيع الطبقة في صنعة الشعر قربه إليه حاكم قرطبة في وقته المنصور محمد بن أبي عامر وجعله من جلسائه [3].

- عمه أحمد (ت 390 هـ): يكنى أبا عمر وصل إلى الأندلس حدثا سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم ونظرائهما، ورحل إلى المشرق حاجا سنة اثنتي وأربعين وسمع في رحلته سماعا يسيرا، وكان رجلا صالحا فاضلا، حدث وكتب الناس عنه أحاديث [4]

- عمه محمد (ت 394 هـ): يكنى أبا عبد الله، وكان حافظا للأخبار عالما بالأنساب شاعرا محسنا، لم يصل إلى الأندلس أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، ولى الشرطة وعاش إلى أن علت سنه، وقد كتب عنه الناس، وربطته علاقة صداقة بأبي محمد بن حزم الذي أورد بعضا من أخباره في كتابه (طوق الحمامة في الألفة والألاف). [5].

- ابن عمه إبراهيم بن يحيى (ت 461 هـ): يكنى أبا بكر، أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه، وشاركه فيمن لقيه منهم، أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وجلالة، تولى الوزارة بحزم وفطنة [6]

- أخوه عبد الرحمن (ت 401): يكنى أبا الحسن، كان له فضل وأدب وزهد ونسك. وروى الحديث قال ذلك: أخوه أبو مروان. [7]

- أخوه عبد العزيز (ت 436 هـ) يكنى أبا الأصبغ سمع من القاضي يونس بن عبد الله كثيراً ومن غيره، وكان له فضل وسخاء. [8].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير