تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات مضيئة من حياة الإمام النووي (رحمه الله)]

ـ[الدكتور طه عفان الحمداني]ــــــــ[09 - 10 - 08, 12:51 ص]ـ

[وقفات مضيئة من حياة الإمام النووي (رحمه الله)]

.

أضع بين أيديكم بحث تفصيلي عن حياة الإمام النووي (رحمه الله) مرتباً على عدد من الوقفات المضيئة من حياته.

وإليكم الوقفة الأولى والتي تتعلق بـ (اسمه ونشأته الأولى) أما بقية الوقفات فستأتي تباعاً في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى راجياً المولى عزَّ وجل تمامها حتى ينتفع بها الأخوة الكرام وتكون بين أيديهم، وتقبلوا خالص التحية مع التقدير.

بيان اسمه ونسبه وكنيته ولقبه.

اسمه ونسبه:

هو يحيى بن شرف بن مُرِي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزام الحزامي النَّووي الحوراني، الدمشقي، الشافعي.

كنيته ولقبه:

كنيته:

أبو زكريا، كانت العرب تكني الرجل بأحد أولاده، وجاءت كنية إمامنا على غير القياس، وقد يكنى الصبي في الصغر تفاؤلاً بأن يعيش ويصير له ولد يسمى بذلك الاسم، كما ورد في الأثر عن أنس ٍرضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا،وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ((يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ)). الحديث أخرجه البخاري، في صحيحه 5/ 2291 (5850)؛ و مسلم 3/ 1692 (2150).

وكنية الإمام النووي (رحمه الله) بأبي زكريا ليست من هذين النوعين، بل هي من نوع آخر وهو تكنية أُولي الفضل، وإن لم يولد له تأدباً، وهي سنة محمودة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمعروف عن الإمام النووي أنه كان لا يكني نفسه كما ورد في رسائله، لكنَّه كان يحثُ على ذلك، فقال في المجموع: " ويستحب تكنية أهل الفضل من الرجال والنساء سواء أكان له ولد أم لا، وسواء كُني بولده أو بغيره، وسواء كُني الرجل بأبي فلان أو بأبي فلانة، وسواء كُنيت المرأة بأم فلان أو أم فلانة"، واشتهرت كنيته ممن تحدث عنه، وإنما لم يفعل ذلك لِما جُبل عليه من الفضل والتواضع وإنما كُنْيَّ بأبي زكريا لأنَّ اسمه يحيى، والعرب تكني من كان كذلك بأبي زكريا،ويوسف بأبي يعقوب، وإسماعيل بأبي إبراهيم، وغيره.

لقبه:

وأمَّا لقبه فقد لقب بمحيي الدين، وقد اشتهر تلقيبه بذلك في حياته، فلا يكاد يذكر اسمه إلا مقروناً بلقبه، مع أنه كان يكره أن يلّقب به، وصح عنه أنه قال: (لا أجعل في حلٍّ من لقبني محيي الدين) وهذا دليل على تواضعه.

نسبته:

أما نسبته فقد تعددت، فمن حيث عمود النسب، ينتهي إلى جده حِزام المذكور، وكان بعض أجداده يزعم أنها نسبة إلى والد الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه، وأما نسبته إلى البلد، فهو ينسب إلى حوران، لأن (نوى) بلدة من أعمال حوران وينسب إلى (نوى) لأنها بلدته التي ولد فيها ونشأ، وفيها مات ودفن. وينسب إلى دمشق مدينة العلم التي رحل إليها عام (649هـ) لطلب العلم، وبقي فيها إلى قبيل وفاته بقليل، ويُنسبُ إلى الشافعيّ نسبةً إلى مذهبه، وأصبح محرراً للمذهب ومهذبه ومحققه ومرتبه.

ثانياً: ولادته:

ولد الإمام النووي في العشر الأوسط من المحرم سنة (631هـ) بمدينة (نوى) على الصحيح المشهور ولا خلاف في ذلك.

ثالثاً: أسرته:

لم تسعفنا المصادر التي ترجمت له بمعلومات تاريخية عن أسرته و مكانتها العلمية سوى ما نقل عن تلميذه ابن العطار الذي قال: حِزام جده نزل في الجولان بقرية (نوى) على عادة العرب، فأقام فيها ورزقه الله ذرية إلى أن صار منهم خلق كثير، كما نقل الإمام السخاوي (رحمه الله) عن ابن العطار قوله: كانت أسرة النووي أسرة بسيطة تعيش حياة عادية، فأبوه كان يتعيش على دشكان يبيع ويشتري فيه، وكان النووي يساعده فيه قبل أن يخرج لطلب العلم، فهذا يدل على أنَّ أسرته كانت متواضعة كباقي الأسر العربية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير