[شيخ الإسلام وصدر الأئمة الأعلام أبي عثمان سعيد بن ابراهيم الجزائري]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[30 - 07 - 08, 01:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه ترجمة لأحد علماء الجزائر الذين كان لهم باع كبير في الحديث الشريف رواية و دراية، و الفتيا و الفقه و الأدب، حتى لقب بشيخ الإسلام، والإمام، هذا الذي حلاه الأفراني صاحب " صفوة من انتشر ": ((بالعالم المتفنن الزاهد الورع الموصوف بالصلاح، وله الفتوى بالجزائر فأحسن فيها)).
ووصفه العالمين المحدثين المسندين الفلاني، و شاه ولي الله الدهلوي " بشيخ الإسلام وصدر الأئمة الأعلام أبي عثمان سعيد بن ابراهيم الجزائري مفتيها عرف بقدورة " [قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر ج1/ ص21].
و أنظر [الإرشاد إلى مهمات علم الإسناد لشاه ولي الله الدهلوي] نشره أبو عبد الرحمن الطاهر – حفظه الله - في موقع أهل الحديث.
أصله و نسبه و مولده:
يرجع أصل أسرة مترجمنا سعيد قدورة إلى مدينة قدورة القريبة من جزيرة جربة على الساحل التونسي، هاجرت أسرته في القرن العاشر الى الجزائر و أستقرت بعاصمتها، إسمه سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن و شهرته قدورة، و الجزائري، كان يكنى بأبي عثمان و بأبي محمد، ولد بمدينة الجزائر حوالي سنة 979 هـ.
الجزائر في عصر المؤلف:
لقد كانت الجزائر في القرن الحادي عشر الهجري حاضرة للعلم والفقه، ومكانا يقرأ و يحفظ و يدرس فيه القرآن الكريم، و يعتنى فيه بالسنة النبوية الشريفة رواية و دراية و خاصة الصحيحين، وتحفظ فيه تعاليم الإسلام السمحة، و الفقه على المذهبين المالكي و الحنفي، وكانت مدن الجزائر و حواضرها كالعاصمة و قسنطينة و تلمسان و بجاية قبلة للعلم تشد إليها الرحال من داخل الجزائر وخارجها، و الكتب التي كانت تدرس للطلاب يومئذ تمثل معظم جوانب الثقافة الإسلامية، وقسطا كبيرا من العلوم العقلية والنقلية من المنطق والحساب، والنحو والصرف والعروض، والتوحيد، وعلوم القرآن والحديث، وغيرها. أما طرائق التدريس في الجزائر آنذاك، فوصفها المؤرخون بأنها تتمثل في ملازمة الطالب شيوخه سنوات طويلة يحضر الجلسات، يشارك في الحلقات، ويجمع الشارد والوارد ويبرهن على الطاعة والإعجاب ليُتوج في النهاية بالإجازات وهي ما يقابل اليوم الشهادات الجامعية.
طلبه العلم و شيوخه:
أورد الدكتور أبو القاسم سعد الله – حفظه الله – في موسوعته [تاريخ الجزائر الثقافي ج 1]:" ... أنه عثر على أوراق كتبها سعيد قدورة بنفسه ترجم فيها لحياته وقد ذكر فيها انه تلقى العلم على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم المطماطي، و ذكر أن هذا الخير سافر إلى الحج مع أبي علي ابهلول المجاجي و هو في سن المراهقة (سنة 993 هـ)، كما ذكر أن والديه توفيا سنة 1001 هـ، و لا يفصل بين تاريخ وفاتهما أكثر من أسبوعين
و أنه سافر بعدها الى زاوية الشيخ " العارف بالله " كما يسميه محمد و اخيه ابي علي بن ابهلول المجاجي الواقعة قرب مدينة تنس، و قد ذكر في أوراقة أن ابني ابهلول (علي و محمد): " كانا شديدي الاعتناء بالعلم و فنونه كالتفسير و الحديث و الأصول و المنطق و البيان والفقه و التوحيد و غيرهما ... ".
و بعد ثلاث سنوات من الدراسة في الزاوية أي سنة 1008 هـ، يقع حادث مؤلم اثر أيما تأثير في حياة مترجمنا إذ قام رجل نقم من فتوى لمحمد ابهلول يحرم فيها عليه الزواج من سيدة غاب زوجها، فطعنه بخنجر ظل حيا بضع ساعات لفظ أنفاسه بعدها بين يدي تلميذه سعيد قدورة، فتأثر كما قلنا من هذا الحادث، فرثى شيخه بقصيدة اعتبره فيها شهيد العلم، تابع بعدها دروسه على يد الأخ الآخر لشيخه علي قبل أن يعود إلى الجزائر ليتصل بشيخه المطماطي الذي عاد من الحجاز يدرس في الجامع الكبير فدرس عليه مختصر خليل و ابن الحاجب في الفقه و الفرائض و التوحيد.
¥