[العلامة ابن العلامة أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي.]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 08, 07:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[العلامة ابن العلامة أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي.]
هذه ترجمة لعالم جزائري من أبناء زواوة عاش في القرن التاسع (9) هجري الخامس عشر ميلادي (15) و هو بدون شك عصر ضعف سياسي عرفه العالم الإسلامي بجناحيه، يشهد له سقوط آخر معاقل المسلمين وانحسار سلطانهم في الأندلس، و سيطرة الأسبان الصليبيين الحاقدين على معظم موانئ المغرب العربي، و تقاتل الحكام المسلمين على الفتات و كثرة المكائد و التنازع على الصغائر وعدوهم يتربص بهم الدوائر، و كانت مدينته بجاية الناصرية تعيش في ظل الحكم الحفصي الذي مقره تونس و يمثلهم فيها والي تتبع له مع مدينتي قسنطينة و عنابة، و من فضل الله وحكمته أن مترجمنا نشأ في عصر حاكم حفصي عادل هو أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور بن عبد العزيز (821 - 893) اشتهر بالحزم و العدل و حب العلم و العلماء، و ساد الأمن و الرخاء في إمارته معظم الوقت، فقد ذكر المؤرخون انه اشتغل ببناء المدارس و الزوايا و تأسيس العقيونى المائية، و قرب العلماء و أهتم بهم، وشيد دار للكتب هامة [أنظر تاريخ الدولتين للزركشي]
أما في المشرق فان مصر و الشام كانت تحت حكم المماليك الجراكسة وغيرهم.
عرف عن مترجمنا أنه كان موسوعة في العلوم و المعارف عرف بسعة العلم و بشدة الذكاء و حدة الذهن و الحافظة العجيبة، كما عرف بكثرة أسفاره فقد جاب المدن و القرى و ركب البر و البحر لطلب العلم و ملاقاة الشيوخ، برع في فنون عدة ذكرها كتاب التراجم و الطبقات منها التفسير و الحديث و الفقه و الفرائض و اللغة و البيان و النحو و الصرف و الحساب، وهو ما شهد له به الإمام جلال الدين السيوطي حيث وصفه في ((نظم العقبان في أعيان الأعيان: 1/ 160)) ب:" الإمام العلامة نادرة الزمان أبو الفضل المغربي، ابن العلامة الصالح أبي عبد الله الشهير في المغرب بابن أبي القاسم" وأضاف قائلا في نفس الصفحة بأنه العالم الذي: " اتسعت معارفه، وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه، وشاع ذكره، وملأ اسمه الإسماع، وصار كلمة إجماع، وكان أعجوبة الزمان، في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن ".
كنيته واسمه ونسبه:
أبو الفضل، محمد بن محمد بن أبي القاسم (بن أبي القسم) بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن المشدالي البجائي، البخاري، المالكي، من منطقة مشدالة التي تنتمي إلى قبائل زواوة (غرب مدينة بجاية)، ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم و الفقه والجاه، فوالده هو العلامة الورع الزاهد أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم (ت 866 هـ) صاحب تكملة حاشية المدونة للوانوغي.
وجده هو العلامة الفقيه بلقاسم بن محمد بن عبد الصمد الزواوي المشدالي البجائي (ت حوالي 858 هـ) و كان موصوفا بحفظ المذهب المالكي وهو في بجاية كالبرزلي بتونس.
وأخوه الأكبر الحاج محمد بن محمد بن أبي القاسم (859هـ) الإمام الفقيه كان متقدماً في العلم تصدر في بجاية وانتفع به جماعة.
وجده الأعلى لأمه أبو علي ناصر الدين المشدالي (731 ه) العالم المتفنن الحافظ المجتهد.
ومن أخوال أمه أيضا عمران بن موسى المشدالي البجائي (745 هـ) الإمام المقرئ الحافظ المحقق.
نشأته ودراسته:
نشأ مترجمنا في أسرة أشتهر كثير من رجالها بالعلم و الفقه كما ذكرنا آنفا، كما أنها تنتمي إلى قبيلة كثيرة العدد معروفة بشدتها في الحروب و المعارك اكتسبت سمعة وجاه فكان السلاطين و الحكام يسترضونها و يحسبون لها ألف حساب، بدأ حفظ القرآن الكريم في سن الخامسة، وانتهى من حفظه بعد سنتين ونصف كما ذكر ذلك بنفسه،وهو ما أثبته الإمام السيوطي في ترجمته لأبي الفضل مما أملاه عليه البقاعي، كما تعلم العربية ومبادئ الرسم و اللغة على يد والده و أخيه الأكبر، ثم انتقل إلى حفظ المتون والدواوين " ... وحفظ الشاطبيتين ورجز الخرازي في الرسم والكافية الشافية ولامية الأفعال لابن ملك في النحو والصرف وغالب التسهيل وجميع ألفيته وابن الحاجب الفرعي والرسالة وأرجوزة التلمساني في الفرائض ونحو الربع من مدونة سحنون وطوالع الأنوار في أصول الدين للبيضاوي وابن الحاجب الأصلي وجمل الخونجي والخزرجية في العروض وتلخيص
¥