تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسافر مع السلطان الناصر فرج بن برقوق في سنة 810 هـ - 1407 م إلى دمشق ثم ما لبث أن عاد إلى القاهرة بعد مكوثه بها فترة من الزمن، وترددبعدذلك على دمشق مرات عديدة وتولى فيها أعمال عدة منها النظر في الوقف القلانسي والبيمارستان النوري وباشر أيضا بتدريس الحديث الشريف في مدرستي الاقبالية, والاشرفية بدمشق وعرض عليها قضائها من قبل الناصر فرج فرفض ذلك مرارا. ثم عاد إلى القاهرة بعد مكوثه في دمشق عشر سنوات، واثر التفرغ للعلم والدرس حتى اشتهر ذكره وبعد صيته، بعد أن سئم الوظائف الحكومية. ولكن بعد ذلك ترك القاهرةإلى مكة لغرض الحج, ومكث هناك خمس سنوات، ظل فيها يدرس ويصنف الكتب ثم رجع بعدها إلى القاهرة وسكن في حارته وهي حارة برجوان التي نشا وترعرع فيها، وأضحت داره ندوة للعلم ومقصد الطلاب والعلماء. وفي هذه الفترة انكب المقريزي على التأليف وتعدهذه الفترة من أخصب فترات حياته في أنجاز الكتب الكبيرة مثل المواعظ والاعتبار، والسلوك لمعرفة دول الملوك، وكتاب

المقفى الكبير، وغيرهامن الكتب.

و. وفاته:

توفي المقريزي وله من العمر ثمانين سنة في القاهرة عصريوم الخميس السادس عشر من شهر رمضان المبارك سنة 845 هـ - 1441 م الا أن السيوطي ذكر انه توفي سنة 840 هـ - 1436 وهذا يخالف ما أشار إليه. لان المعاصرين للمقريزي اجمعوا على الرواية الأولى وهي الاوثق ودفن في مقبرة الصوفية البيبرسية خارج باب النصروقال عنه السخاوي:

ما زلت تلهج بالأموات تكتبها حتى رايتك في الأموات مكتوبا

ثانيا. مكانته العلمية:

أ. آراء العلماءفيه:

يعدالمقريزي واحدا من العلماء البارزين الذين انجبتهم المائةالتاسعة، إذ بلغ بعلمه وذكائه وجده منزلة فريدة ومكانة محسودة، وأشاد به كبارالعلماء ومنهم:

ابن حجرالعسقلاني (ت، 852 هـ - 1448 م) الذي قال عنه ((كان إماما عالما بارعا متفننا ضابطاخيرا محبا لأهل السنة يميل إلى الحديث)) , واثني عليه المؤرخ العيني (855 هـ - 1451م) بقوله ((كان مشتغلا بكتابة التواريخ))

ومدحه ابن تغري بردي (ت، 874 هـ - 1469 م) بقوله ((شيخنا الامام العالم العلامة المتقن رأس المحدثين وعمدة المؤرخين تقي الدين المقريزي الشافعي وأتقن من حررتاريخ الزمانواضبط من ألف في هذا الشأن ... )) , وقال عنه كذلك ((هو أعظم من رأيناه وأدركناه فيعلم التاريخ وضروبه مع معرفتي لمن عاصره من علماء مؤرخين والفرق بينهم الظاهر، وليسفي التعصب فائدة))

أما السخاوي (ت,931هـ1526م) فقد اثني عليه مرة وذمه في أخرى، أما في مدحه قال ((وله النظم الفائق. والنشرالرائق, والتصانيف الباهرة ... وكان حسن الصحبة حلو المحاضرة)) , أما في ذمه قال ((وكان في أسرار التاريخ ومحاسنه غير ماهر, وكانت له معرفة قليلة بالفقه والحديثوالنحو وإطلاع على أقوال السلف)) , واتهمه أيضا بأنه نسب كتاب الاوحدي في خطط مصرله.

وانبرى العديد من الكتاب في الدفاع عن المقريزي.

ب. شيوخه:

سمع المقريزي من كبار علماء عصره من أهل التاريخ والفقه والحديث والأدب، وقال السخاوي عنه ((وطاف على الشيوخ ولقي الكبار وجالس الأئمة فاخذ عنهم) وأشارت المصادر أن شيوخه بلغوا ستمائة عالم ومن ابرز هؤلاء:

2. أبو محمد جمال الدين عبد الرحيم الاسنوي الشافعي (ت، 776 هـ - 1374 م)

3. شمس الدين محمد بن الصائغ النحوي (ت، 776 هـ - 1374 م)

4. محمد بن عبد البر السبكي الشافعي (ت، 777 هـ - 1375 م)

ج. تلاميذه:

لقد كان المقريزي عارفاً بالتاريخ, والفقه, والحديث وغيره, فضلا عن ذلك فقد تبوأ مكان رفيعة والمنزلة إذ اكتملت علومه, وانتشر تأليفه وذاع صيته بين طلبة العلم، فرحلوا من كل حدب وصوب ينهلون من هذا المعين الثر الذيلا ينضب. ومن ابرز تلاميذه:

1.يوسف بن تغري بردي (874 هـ - 1469 م) الذي كان من ابرزتلاميذه والذي احتل بعد وفاة أستاذه والمؤرخ العيني مركز الصدارة بين مؤرخي عصره.

2.ابن ظهير احمد بن محمد بن محمد القرشي المكي (ت، 885 هـ - 1480 م) الذي خدمته منه علم العقائد وألفية ابن مالك.

5.قاسم بن قطلوبغا (ت، 895 هـ - 1490 م) واخذ منه الفقه والعربية.

د. مصنفاته:

يعد المقريزي من المؤلفين الموسوعيين الذين كتبوافي جميع المجالات والذي قاربت مؤلفاته على مائتي مصنف بين كتاب ورسالة, والغالب على مصنفاته هوالتاريخ، الا أن المصادر لم تفصح الا عن ست وثلاثين كتابا ورسالة ومن هذه المصنفات:

1. المصنفات التي اهتم فيها بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل كتاب أمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع, وهو مطبوع.

2.المصنفات التي اهتمت بالتاريخ العام مثل كتاب الدررالمضيئة في تاريخ الدولة الإسلامية , وكتاب الخبر عن البشر.

3.المؤلفات التي اختصت بالتراجم مثل كتاب: المقفىالكبير , وكتاب درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة.

4.وألف المقريزي ثلاثة كتب كبيرة في تاريخ مصر السياسي الأول كتاب عقد جواهر الاسفاط في تاريخ مدينةالفسطاط ,و تناول فيه تاريخ مصر الإسلامية منذ الفتح العربي حتىبداية العصر الإسلامي، والثاني كتاب اتعاظ الحنفا بإخبار الفاطميين الخلفا ,وتحدث فيه عن تاريخ مصر في العصر الفاطمي وأوردفيه معلومات عن الحياة الاقتصادية مثل الأسواق وحدوث المجاعات آنذاك، أما الكتاب الثالث فهوكتاب السلوك لمعرفة دول الملوك , والذي أرخ فيه تاريخ مصر منذ بداية الدولة الأيوبية إلى قبيل وفاته سنة 845 هـ/1441 م. وغيرها من التصنيف المختلفة.

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1623

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير