ـ[أبو العباس]ــــــــ[07 - 12 - 08, 01:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
وتابع .. وأنا متابع ..
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 12 - 08, 01:53 ص]ـ
شرح النووي علي صحيح مسلم:
(كتاب الإمارة)
(باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش)
قوله صلى الله عليه و سلم: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم) وفي رواية:" الناس تبع لقريش في الخير والشر" وفي رواية:" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"، وفي رواية البخاري "ما بقي منهم اثنان".
هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الاجماع في زمن الصحابة فكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع أو عرض بخلاف من غيرهم فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة، قال القاضي: اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافة، قال: وقد احتج به أبو بكر وعمر رضي الله عنهم على الأنصار يوم السقيفة فلم ينكره أحد، قال القاضي:وقد عدها العلماء في مسائل الإجماع ولم ينقل عن أحد من السلف فيها قول ولا فعل يخالف ما ذكرنا، وكذلك من بعدهم في جميع الأعصار، قال:ولا اعتداد بقول النظام ومن وافقه من الخوارج وأهل البدع أنه يجوز كونه من غير قريش، ولا بسخافة ضرار بن عمرو في قوله أن غير القرشي من النبط وغيرهم يقدم على القرشي لهوان خلعه إن عرض منه أمر! وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ماهو عليه من مخالفة إجماع المسلمين والله أعلم. ا.هـ
=يتبع ==
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 12 - 08, 02:53 ص]ـ
أبو العباس
جزاك الله خيراً ..
وتابع .. وأنا متابع
وجزاكم خيرا ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج (5/ 346):
وقد ذكر غير واحد مثل منصور بن عبد الجبار السمعاني وغيره إجماع أهل العلم على أن الصديق أعلم الأمة. وهذا بيِّن فإن الأمة لم تختلف في ولايته في مسألة إلا فصَّلها هو بعلم يبينه لهم وحجة يذكرها لهم من الكتاب والسنة، كما بين لهم موت النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتهم على الإيمان، وقراءته عليهم الآية ثم بين لهم موضع دفنه، وبين لهم قتال مانعي الزكاة لما استراب فيه عمر، وبيَّن لهم أن الخلافة في قريش في سقيفة بني ساعدة لما ظنَّ مِنْ ظنَّ أنها تكون في غير قريش. ا.هـ
وقال في المنهاج (5/ 360):
وأما كون الخلافة في قريش فلما كان هذا من شرعه ودينه كانت النصوص بذلك معروفة منقولة مأثورة يذكرها الصحابة.ا. هـ
_وقال ابن القيم في حادي الأرواح (1/ 289):
و لا نشهد على أحد من أهل القبلة انه في النار لذنب عمله و لا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء في حديث ولا بنص الشهادة، و لا نشهد لأحد انه في الجنة بصالح عمله و لا لخير أتاه إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي و لا بنص الشهادة، و الخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان و ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها و لا نخرج عليهم و لا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة. ا.هـ
والأمر فيهم إذا ما تمسكوا بالمنهج، أما في حال الإنحراف عن المنهج، فقال صلى الله عليه وسلم كما في السلسلة الصحيحة:
1552 - " أما بعد يا معشر قريش! فإنكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا الله، فإذا عصيتموه بعث إليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب - لقضيب في يده ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 69:
أخرجه أحمد (1/ 458): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة أن عبد الله بن مسعود قال: " بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش، ليس فيهم إلا قرشي، لا و الله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء، فتحدثوا فيهن، فتحدث معهم، حتى أحببت أن يسكت، قال: ثم أتيته فتشهد، ثم قال: (فذكره)، ثم لحى قضيبه، فإذا هو أبيض يصلد ".
قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5/ 192): " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أحمد رجال الصحيح، و رجال أبي يعلى ثقات ". و رواه القاسم بن الحارث عن عبيد الله فقال: عن أبي مسعود الأنصاري. أخرجه أحمد (4/ 118 و 5/ 274 و 274 - 275) و ابن أبي عاصم في " السنة " (1118 و 1119 - بتحقيقي). و القاسم هذا مجهول كما بينته في " تخريج السنة " فقوله: " أبي مسعود " مكان " ابن مسعود "، وهم منهم لا يلتفت إليه.
(يلحى): أي يقشر. و هذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم،فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون، ثم دالت دولتهم، بعصيانهم لربهم،و اتباعهم لأهوائهم، فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم و ذل المسلمون من بعدهم، إلا ما شاء الله. و لذلك فعلى المسلمين إذا كانوا صادقين في سعيهم لإعادة الدولة الإسلامية أن يتوبوا إلى ربهم، و يرجعوا إلى دينهم،و يتبعوا أحكام شريعتهم، و من ذلك أن الخلافة في قريش بالشروط المعروفة في كتب الحديث و الفقه، و لا يحكموا آراءهم و أهواءهم، و ما وجدوا عليه أباءهم وأجدادهم، و إلا فسيظلون محكومين من غيرهم، و صدق الله إذ قال: * (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) *. و العاقبة للمتقين.ا. هـ
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (هود:57)
وفقكم الله.
¥