تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- بالإضافة إلى أبناء عمومته وأولادهم النجباء المشهورون في طلب الحديث الشريف والأدب والعلم والفضل منهم القاسم بن علي بن معاوية الطبني الراوية المحدث، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن زيادة الله بن أبي مضر الطبني، أشعر بني الطبني، وغيرهم.

طلبه العلم ورحلاته:

كما رأينا فإن مترجمنا نشأ في بيت علم وشرف، وفي كنف أسرة مباركة، كل أفرادها يتعاطى العلم والأدب، فحفظ القرءان الكريم وقرأ مبادئ العلوم والعربية والفنون، وحفظ المتون، فكان والده أول شيوخه، واستفاد أيضا من علم وأدب أعمامه وأبناء عمومته، وبعد أن بلغ سن الطلب أرسله والده إلى مجالس العلم بقرطبة التي كانت حاضرة ومنتدى للعلم والأدب في ذلك الوقت، كما أرتاد مكتباتها التي تزخر بأمهات الكتب والمصنفات، فكان يغشى مجالس العلماء والشيوخ والأدباء فتمكن من علوم وفنون عصره من لغة وشعر وفقه وتفسير للقرآن الكريم وتجويده، وبرع في الحديث الشريف ((وقد حبب إليه منذ صغره حب الحديث الشريف - ومن شاغف قلبه حب الحديث الشريف يصعب عليه تركه))، لذلك نراه يشمر عن ساق جهده واجتهاده ويبدأ بالسماع من أسند شيوخ مصره، فسمع من مسند قرطبة والأندلس الشيخ المعمر حكم بن محمد، ومن محدث قرطبة والأندلس أبو حفص القرطبي الزهراوي، ومن الحافظ الثقة عمر بن القاضي القرطبيّ وغيرهم، ثم طاف بمدن الأندلس للسماع والأخذ والكتابة عن علمائها ومسنديها فزار مالقة والمرية ومرسية و سرقسطة وإشبيلية، وكعادة جهابذة المحدثين الذين يحرصون على الرحلة في طلب الحديث فقد كانت له رحلات متعددة إلى المشرق التقى وكتب فيها عن جماعة من أهل العلم بدأ رحلته الأولى في بداية سنة 418 هـ بالتوجه إلى الجزائر فزار مدينته طبنة، ومنها انتقل إلى بونة (عنابة) حيث التقى المحدث الأديب أبو حفص عمر بن عبيد الله بن زاهر وقرأ عليه وأجازه وأثنى عليه، ثم انتقل بعدها إلى تونس التي أخذ عن علمائها في كل من القيروان التي أعجب بها واستقر فيها فترة في إحدى رحلاته، والمنستير والمهدية، ثم توجه إلى مصر فأخذ عن علمائها بالقاهرة، والإسكندرية والفسطاط، ثم توجه إلى الحجاز حيث أدى فريضة الحج وسمع وأخذ عن علماء مكة المكرمة والمدينة النبوية، وعن العلماء الذين تعرف عليهم في موسم الحج، كما زار صقلية وأخذ بها عن الفقيه عبد المنعم بن الحسين الجرشي العتقي الذي ذكره أبو مروان الطبني في فهرسته وقال عنه:" ... لقيته بالمدينة من صقلية وناهيك به تماما وفضلا، وعلقت عنه فوائد عجيبة ونكتا حسانا ". [9]

وتعددت رحلاته بعدها وزياراته لأرض الحجاز لأداء فريضة الحج وطلب العلم، ومن المدن التي ذكر أنه أخذ فيها عن الشيوخ بغداد ودمشق والموصل وهذه تراجم موجزة لأهم شيوخه مرتبة حسب تاريخ الوفاة.

شيوخه:

1 - عبد الرحمن أبو المطرف بن مروان بن عبد الرحمن القنازعي (ت 413 هـ): قرطبي فقيه زاهد ورع متقشف مجاب الدعوة، رحل وحج وسمع بمصر، وكان أقرأ من بقي وله تفسير في الموطأ مشهور مفيد حسن التأليف واختصار كتاب بن سلام في تفسير القرآن، روى عنه بن عتاب وابن عبد البر وابن الطبني وغيرهم. [10]

2 - أحمد بن عبد الله بن بدر القرطبي النحوي (ت 423هـ) أبو مروان مولى الحكم المستنصر، روى عن أبي بكر بن هذيل وغيره، وعنه أبو مروان الطبني، وكان نحوياً لغوياً عروضياً شاعراً. [11]

3 - هاشم بن محمد بن هاشم (423 هـ): من أهل قرطبة؛ يكنى أبا خالد، ذكره أبو مروان الطبني في الأدباء الذين أخذ عنهم الأدب. [12]

4 - أبي بكر إسماعيل بن إسحاق بن عزرة الأزدي (ت حوالي سنة 424 هـ) القيرواني المالكي، فقيه فاضل زاهد قيرواني من أصحاب أبي محمد بن أبي زيد القرواني وطبقته، سمع منه الناس روى عنه حاتم الطرابلسي وأبو مروان الطبني وأثني عليه ابن أبي زيد في شيبته. [13]

5 - مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني الأديب (426 هـ): من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخيار، حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: كان صاحبي عند جماعة من شيوخي وقال أنشدني هذا البيت وهو من أبيات كثيرة نفعاً:

نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئاً عمله. [14]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير