تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طلب الدعاء من غيرك]

ـ[ابن رباح الاسدي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:58 م]ـ

قال بعض العلماء الطالب للدعاء من غيره نوعان: أحداهما أن يكون سؤاله على وجه الحاجة إليه فهذا بمنزلة أن يسأل الناس قضاء حوائجه، والثاني أنه يطلب منه الدعاء لينتفع الداعي والمدعو له.

ولم أجد لهذا التقسيم دليلا استأنس به يدل على وجه الشبه بين طلب الدعاء من الغير وطلب المتاع من أمور الدنيا, ولعل ذكر العلماء له لكي يسهل على الناس فهم وتأصيل مسألة الدعاء.

فان تبث هذا فالوجه الأول مكروه لقول الصحابة بايعنا رسول الله على أن لا نسأل الناس شيئا, فكما روي عنهم أن احدهم إذا وقع سوطه ينزل عن بعيره ليأخذه ولا يسأل الشخص الذي بجواره, وربما كانوا لا يسألون إلا عندما يعجزون عن القيام بذلك الأمر كما في قصة عمر رضي الله عنه عندما خرج مع أسلم ووجدوا المرآة وأطفالها الجياع والشاهد هو قول عمر عندما أراد أن يجلب لهم عدلاً فيه كبة شحم " أحمله على ظهري. قال أسلم أنا أحمله عنك - مرتين أو ثلاثاً فقال آخر ذلك: أنت تحمل عني وِزْرِي يوم القيامة لا أم لك ".

فلقد طلب عمر من أسلم مالا يقدر عليه وهو وضع الكيس فوق ظهره ولم يرضى أن يحمله عنه إلى الصبية وأمهم.

وأما الثاني فمستحب لما فيه من جلب المصلحة للمسلمين.

وهذا كله في حالة ثبوت التقسيم على هذا الوجه.

ذكر الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد:

قال العلماء: الأصل في ذلك الكراهة، والمتأمل فيما روي عن الصحابة وعن التابعين الذين طلب منهم الدعاء أنهم كرهوا ذلك، ونهوا الطالب، وربما قالوا له أنحن أنبياء كما قال ذلك حذيفة، ومعاذ، وغيرهما رضي الله عنهم، وكان إمام دار الهجرة أنس بن مالك إذا طلب منه الدعاء نهى الطالب، خشية أن يلتفت الناس إليه، وتتعلق قلوبهم به، وإنما يتعلق في طلب الدعاء بالأنبياء، أما من دونهم فلا يتعلق بهم في هذا الأمر؛ لهذا اختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن طلب الدعاء من المسلم الحي يكون مشروعا إذا قصد به نفع الداعي ونفع المدعو له، فإذا قصد الطالب أن ينفع الجهتين يعني: ينفع نفسه، وينفع الداعي فهذا من المشروع. ا هـ

قلت كل الأحاديث التي ذكرت في هذا هي أحاديث تدل على الخصوصية كما في قصة أويس, أو أحاديث ضعيفة لا حجة فيها.

وللشيخ ابن العثيمين استدلال طيب ذكره في شرحه لرياض الصالحين باب زيارة أهل الخير قال " لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحدا من أحد أن يدعو له مع إنه أفضل من أويس فأبوبكر أفضل من أويس بلا شك وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يقول أجعلوا أبويكر أجعلوا عمر أو ما أشبه ذلك يدعوا لكم فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب الدعاء من غيره ولو كان رجل صالحا وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين أما إذا كان الدعاء عاما

يعني تريد أن تطلب من هدا الرجل الصالح أن يدعوا بدعاء عام كأن تطلب منه أن يدعو الله بالغيب أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك فلا بأس لأن هذا من مصلحة غيرك كما لو سألت المال لفقير فإنك لا تلام على هذا ولا تذم وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فأن سؤال الصحابة له من خصوصياته" ا هـ.

أشار الشيخ إلى حديث أويس القرني الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر قال إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.

لقد نفى الشيخ ابن العثيمين أن تكون العلة في الحديث هي رجاء الاستجابة من الله لأن في ذلك الزمن من هم خير من أويس ودعائهم خير من دعائه ليس في ذلك شك, فعلى هذا لا يمكن طلب الدعاء من الغير في حال يكون دعائه أقرب للاستجابة من دعائك مثلا أن تقول له أدعو الله لي وأنت ساجد أو أدعو الله لي عند دخولك مكة.

فالأصل في العبادة التوقف حتى يرد الدليل والله الموفق.

ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:34 م]ـ

جزاك الله خيرا أفدتنا بفائدة جديدة وقد تم بحث هذه المسألة فى مشاركة بعنوان (هل طلب الدعاء من الغير ينافى كمال الإيمان)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير