تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل من الأصوب لكتب التراجم المعاصرة أن تبدأ من الصفر أم ... للأخ أبي عبدالرحمن الدرعمي]

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 06, 12:55 ص]ـ

من المواضيع المفقودة

ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام

هل من الأصوب لكتب التراجم المعاصرة أن تبدأ من الصفر أم تتخصص في المعاصرين (للمناقشة)؟

02/ 07/06, 11:20 11:20:09 AM

أبوعبدالرحمن الدرعمي

عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 10/ 07/05

محل السكن: مصر

المشاركات: 2,052

هل من الأصوب لكتب التراجم المعاصرة أن تبدأ من الصفر أم تتخصص في المعاصرين (للمناقشة)؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
فقد أثارني لطرح هذا الموضوع إشارة الشيخ الفاضل عبد الله الطريقي، صاحب "معجم مصنفات الحنابلة " -حفظه الله تعالى وأمتع المسلمين به وجزاه عنا خيرا - إلى عزمه على تصنيف كتاب جامع لتراجم الحنابلة على ترتيب الطبقات:

أما المشروع الثالث فهو طبقات الحنابلة من وفايات 241ه وحتى هذا العصر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26643)

فجزى الله الشيخ خير الجزاء فالامة في حاجة إلى مثل هذه المشروعات الببليوجرافية الهامة التي تأخرت كثيرا والتي هي عماد البحث العلمي، بالإضافة إلى عظيم فائدتها في تثبيت هوية المسلم وتعريفه بتاريخه وتراثه وأسلافه العظام ....

وكنت قد وقفتُ على كلام نفيس للدكتور عبد الستار الحلوجي، أستاذ علم المكتبات وعالم المخطوطات المعروف ينتقد فيه ظاهرة التكرار في كتب التاريخ العربية، فيقول:
جلها يبدأ ببدء الخليقة، وهو عصر يعرف بعصر ما قبل التأريخ، ولا سبيل للتثبت من صحة تواريخها. ولو أستبعدت نلك الفترة كان أفضل، ولو أن كل كتاب بدأ من حيث انتهى سابقه لكان أجدى وأنفع، ولو أن ابن الأثير -مثلا - اقتصر في كتابه الكامل على التأريخ للفترة التي تلت تلك التي أرّخ لها الطبري في كتابه، وفصّل في حديثه عن الحروب الصليبية وأحداث عصره التي سمع بها وشارك فيها لتجنب كثيرا من التكرار الذي لا يفيد، ولتضاعفت قيمة كتابه أضعافا كثيرة.

وما فعله المؤخون العرب فعله مؤلفو كتب التراجم، فكانوا يبدأون من الصفر ... (وذكر أمثلة من كتب تراجم الشعراء وتراجم النحويين واللغويين) ثم قال: ولو أن كل واحد منهم حاول أن يتمم ما بدأه سابقه لما ترجم الأنباري لمن جاء بعد الزبيدي، ولترجم القفطي لمن جاء بعد الانباري، ولما ترجم السيوطي لعلماء اللغة والنحو على مدى ثمانية قرون أو يزيد.
وقد تمخضت (وهذا هو بيت القصيد) هذه الظاهرة عن ثلاثة أمور سلبية:

أولها: التكرار في تراجم من سبقت الترجمة لهم من الكتب المتقدمة. (وهذا في نظري لا عيب فيه إلا تضخم حجم الكتاب، بل هو مزية، لو أحسن جمع وترتيب وتوثيق معلومات من قبل، وخلا من بقية المحاذير).
وثانيها: افتقاد الأصالة في معظم ما يقدمه الكتاب من معلومات نتيجة الاعتماد على المصادر السابقة والنقل عنها، باستثناء المعاصرين الذين يعدّ المؤلف مصدرا أصيلا لتراجمهم. (وهذا مردود علي فيما سيأتي، مع تسجيل أن مجال التاريخ والتراجم يختلف عن مجال الفقه مثلا)
وثالثها: الاختصار الذي فرضه تضخم عدد من يترجم لهم. وفي هذا الاختصار ظلم لمن عاصرهم المؤلف أو كانوا قريبين من عصره، لانه لم يقدم عنهم إلا معلومات مبسترة أسوة بما قدمه عن غيرهم من القدماء، وكان يمكن لهذه المعلومات أن تتضاعف وأن تطول، وأن تمدنا بزاد ثري افتقدناه لسبب غير مقبول. (وهذه هو العيب الحقيقي في نظري، ولو تجاوز فلا نعيب تكرار الأقدمين، أما المحدثين فلهم كلام أخر)

انتهى بتصرف من كتاب (نحو علم مخطوطات عربي) ص ص 91 - 93 - نشر دا رالقاهرة - ط. 1 - 2004 م، وما بين قوسين من كلامي، كما هو واضح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير