تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الاجل يزيد وينقص؟]

ـ[ابوراشد]ــــــــ[19 - 08 - 06, 09:02 ص]ـ

اخواني في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:

انا اخوكم في الله ابو راشد عضو جديد في منتداكم وارجو ان تقبلوني كتلميذ عندكم

لاني قليل علم وارجو ان اتعلم من علمكم اثابكم الله.

لدي استفسار حولة جملة سمعتها من احد الشيوخ في لقاء تلفزيوني وبما اني قليل

علم رجوت من الله ثم منكم اخواني في الله الفائده وارجو ان تعذروا لي قلة علمي

وركاكة لغتي.

قال الشيخ ان الاجل يزيد وينقص , وان المقتول قتل قبل ان يحين اجله , ولهذا السبب

يقتل قاتله وان المنتحر يعاقبه الله لانه انهى اجله قبل وقته.

هل هذا الكلام صحيح؟ اليس اجل الانسان مقدر سلفاً؟ هذا حسب فهمي الضعيف

وربما اكون مخطئاً

افيدونا جزاكم الله خير الجزاء.

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[19 - 08 - 06, 09:48 ص]ـ

قال ابن أبي العز الحنفي:

... قوله: «وضرب لهم آجالاً» ..

يعني: أن الله سبحانه وتعالى قدر آجال الخلائق، بحيث إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، قال تعالى: ?فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون? وقال تعالى: ?وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا? وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم ”قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبركان خيرا وأفضل“، فالمقتول ميت بأجله، فعلم الله تعالى وقدّر وقضى أن هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بسبب الحرق وهذا بالغرق إلى غير ذلك من الأسباب، والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة، وعند المعتزلة: المقتول مقطوع عليه أجله ولو لم يقتل لعاش إلى أجله، فكأن له أجلان! وهذا باطل لأنه لا يليق أن ينسب إلى الله تعالى أنه جعل له أجلاً يعلم أنه لا يعيش إليه البتة أو يجعل أجله أحد الأمرين كفعل الجاهل بالعواقب، ووجوب القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه ومباشرته السبب المحظور وعلى هذا يخرج قوله صلى الله عليه وسلم: ”صلة الرحم تزيد في العمر“ أي: سبب طول العمر وقد قدّر الله أن هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية ولولا ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية ولكن قدر هذا السبب وقضاه وكذلك قدر أن هذا يقطع رحمه فيعيش إلى كذا كما قلنا في القتل وعدمه ..

فإن قيل: هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه تأثير الدعاء في ذلك أم لا؟

فالجواب: أن ذلك غير لازم، لقوله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة رضي الله عنها: ”قد سألت الله تعالى لآجال مضروبة ... “ الحديث كما تقدم، فعلم أن الأعمار مقدرة لم يشرع الدعاء بتغييرها بخلاف النجاة من عذاب الآخرة: فإن الدعاء مشروع له نافع فيه، ألا ترى أن الدعاء بتغيير العمر لما تضمن النفع الآخروي شُرِع كما في الدعاء رواه النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي“ إلى آخر الدعاء، ويؤيد هذا ما رواه الحاكم في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه“ وفي الحديث رد على من يظن أن النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن النذر وقال: ”إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل“ ..

واعلم أن الدعاء يكون مشروعا نافعا في بعض الأشياء دون بعض وكذلك هو وكذلك لا يجيب الله المعتدين في الدعاء وكان الإمام أحمد رحمه الله يكره أن يدعى له بطول العمر ويقول: (هذا أمر قد فرغ منه) ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير