[ما هي الحكمة من السجود؟؟؟]
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[18 - 08 - 06, 07:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد جواب علمي على من يكثر في كلامه: الحكمة من كذا، مثل: أن الحكمة من السجود هو تفريغ الشحنات الكهربائية، أو الحكمة من وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن كذا، وغير ذلك من الاعجاز العلمي سواء في القرآن أو في السنة. وهل هذا يؤثر على الاخلاص.
ـ[أبو داود سليمان]ــــــــ[20 - 08 - 06, 11:44 م]ـ
أعلمي بارك الله فيكي يا أختي أم أنس الدوسي أنه لا ينبغي للمسلم أن يجعل عمله مبني على معرفة الحكمة, و لكن لا بأس أن يحرص على معرفة الحكمة, وذلك لا يؤثر في الإخلاص إن شاء الله, ولكنه لا بد ان ينوي أنه قام بهذا العمل من أجل أمر الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا من أجل هذه الحكمة, يقول الله تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
أما الحديث عن الإعجاز العلمي فإنه متى ما ثبت فيجعل من الأمور التي ترغب في العمل, و أنبه يجب التثبت منه فلا بنبغي نشره من دون يقين بثبوته، لأنه قد يثبت ضد ذلك فيكون ذلك الأمر فيه تكذيب لله ورسوله أو على الأقل يكون في القلب شك, لذلك ينبغي أن نتثبت من هذه الأمور و غيرها.
أسأل الله لكي و لكل مسلم و مسلمة التوفيق و السداد والله أعلم ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 08 - 06, 12:30 ص]ـ
العبادات لا تعلل ... و وجود قرينة تدل على خير هذا العمل في الدنيا و وجود منفعة منه يزيد نورا على نور.
والبعض غالى في قضية الاعجاز و لوى النصوص كي توافق بعض الاكتشافات العلمية أو نظريات حديثة.
وهذا مسلك غير صحيح ... فما يثبته العلم اليوم ... يحتمل أن ينفيه غداً, وبهذا نجد أن قضية الاعجاز والتي الأصل فيها أن تدعم النصوص القرآنية ... هي أول ممسك لأعداء الاسلام على الاسلام.
فالأصل في أمور الاعجاز أن يستأنس بها فقط ... ولا نجعل حول هذه القضية هالة كبيرة يستطيع من خلالها أعداء الاسلام أن يشككوا في صحة الاسلام.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
كنتُ قد سمعتُ شرح الشيخ ابن عثيمين على السفارينية قال فيه:"والحكمة نوعان: غائية ,وصورية.
الغائية: بمعنى أنّ الشئ إنّما كان لغاية حميدة
والصورية:بمعنى كون الشئ على صورة معيَّنة لحكمة.
الصلاة ,كونها على هذا الوجه من قيام وركوع وسجود ثم قيام ثم سجود ثم قعود هذا صورية مطابقة للحكمة تماماً , الغاية منها حكمة أيضاً؛ الغاية منها الثواب والأجر عند الله عزَّ وجلَّ ,وهكذا , أيضاً المخلوقات كون الشمس بهذا الحجم وبهذه الحرارة وبهذا الارتفاع هذا صورية هذا من أصل الحكمةتماماً ,الثمرات الناتجة عن الشمس غائيَّة ,فالحاصل أنّ حكمة الله عزَّ وجلَّ تتعلَّق بالشئ من حيث صورته ومن حيث غايته ,وكل ذلك مطابق للحكمة.
ولكن هل الحكمة معلومة للخلق؟
الجواب: قد تكون معلومة ,وقد تكون غير معلومة , لكن كونها غير معلومة لايعنى أنّها معدومة ,بل إنّها موجودة لكن لقصورنا أو تقصيرنا لم نصل إليها.
الأحكام الشرعيَّة إذا لم يعلم العلماء حكمتها سمَّوها بالأحكام التعبُّديَّة , ولهذا لو قال لك قائلٌ: ما الحكمة فى أن تكون صلاة الظهر أربعاً دون ثمانٍ؟
هذه تعبُّديَّة ليس فيها مجال , فهم يقولون (إن عُلِمَتْ حكمة الحكم فهو حكم معقول المعنى , وإن لم تعلم فهو حكم تعبُّدىٌّ) ليس لنا أمامه إلاّ التعبُّد.
وأيُّهما أقوى فى التعبد الامتثال للحكم التعبدى أو للحكم المعقول المعنى؟
الأوَّل أبلغ فى التذلل , أن تقبل الحكم وإن لم تعرف حكمته هذا أبلغ؛ لأنّ كون الإنسان لايقبل الحكم إلاّ إذا عرف حكمته فيه نوع شرك؛ وهو عبادة الهوى ,وأنّه إذا وافق الشئُ هواه ,وأدرك حكمته قَبِلَهُ واطمأنَّ إليه ورضى به ,وإن لم يكن كذلك صار عنده فيه تردد.
وانظروا إلى الناس اليوم تجدوا أنّ أكثرهم يطلبون العلَّة العقليَّة حتى إنّ بعضهم تقول: قال الله ورسوله , يقول: وما هى حكمته؟
أنت مأمور إن كنت مؤمناً أن تكون الحكمة عندك قول الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,ولهذا لمَّا سُئِلت عائشة أمُّ المؤمنين _رضى الله عنها_ (ما بال الحائض تقضى الصوم ولاتقضى الصلاة؟) قالت: (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ,ولانؤمر بقضاء الصلاة)
إذن هذه هى الحكمة.
إذا أجبنا بهذه الحكمة لايمكن لأحد أن يتكلَّم ,لكن إذا ذهبنا لنأتى بعللٍ معقولة قد تكون مقصودة للشرع , وقد لاتكون , أعرضوا عنها ونقضوها؛لأنّ هؤلاء إنّما يريدون الجدل , فكل ما أتيت بعلَّة نقضوها.
ولهذا كل من سأل ما الحكمة فى هذا؟ نقول: الحكمة قول الله ورسوله إن كنت مؤمناً؛لأنّ الله يقول ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)).
لكن معرفة الحكمة قد تزيد الإنسان إيماناً , لاشك , إذا عرف أسرار الشريعة وحِكَمَها ازداد رغبة فيها وطمأنينة بها ودفاعاً عنها ودعوة إليها." اهـ.
¥