وجواب الشق الثاني: نعم يمكن أن يعد ابن خلدون فيلسوفا ... وعلى هذا عامة من كتب حول ابن خلدون من المعاصرين وخاصة الغربيين منهم ... بل يرى الدكتور الوردي أنه فيلسوف من الطراز الأول ... بناءا على التعريفات الحديثة للفلسفة ... التي لُبها أنها: كل محاولة عقلية يأتي بها مفكر لتفسير الكون ومكان الإنسان فيه ... والذي أراه أن ابن خلدون استعمل روح الفلسفة في دراساته وأعني العقل ... والنقد ... والتحليل ... والتعليل ... ليصل إلى نظرياته المبتكرة حول العمران البشري وعلم الإجتماع الإنساني ... وابتعد عن المصطلحات الفلسفية القديمة وطرائقها الطوباوية البالية في الوصول إلى المعرفة ... والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 08 - 06, 10:14 ص]ـ
قال ابن خلدون: "وأما الفرس، فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيماً، ونطاقها متسعاً، لما كانت عليه دولتهم من الضخامة واتصال الملك. ولقد يقال: إن هذه العلوم، إنما وصلت إلى يونان منهم، حين قتل الإسكندر دارا وغلب على مملكة الكينية، فاستولى على كتبهم وعلومهم. إلأ أن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس، وأصابوا من كتبهم وصحائف علومهم، ما لا يأخذه الحصر كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين. فكتب إليه عمرأن اطرحوها في الماء. فإن يكن ما فيها هدًى، فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يكن ضلالاً فقد كفاناه الله. فطرحوها في الماء أو في النار، وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا."
إن سيرة الخليفه عمر نفسها تناقض هذا الجهل وعدم السماحة اللذين نسبتهما اإليه تلك المقولة الظالمة المختلفة. وكأن ابن خلدون يريد تصوير العرب بمظهر الهمج البرابرة السذج أعداء العلم والحضارة.
ازاء هذه السماحة والانفتاح العالمى للغرف من المعرفة، مهما كان مصدرها،تتضح بلاهة الادعاء المخترع للأمر بحرق الكتب، بحجة أنة ان (كان فيها ما يوافق كتاب اللة فلا حاجةالية)!!! وعى المسلمون طلب النبى اليهم مسارعين العلم اخلاصا وشغفا، وقد جاء في القرآن (وقل ربي زدني علما) سورة طه الآية أربع عشرة ومائة.
والاسلام يشكل الحياة منذ النشأة حتى في المنتهى في كافة المجالات، غير غافل عن أى من تفاصيلها، وهو نفسه الذى أصدر أولى تعاليمة الى كل انسان للسعى الى طلب العلم. أية أعباء ألقيت على عاتق الدولة الوليدة! وأى فقة على كل عاقل مكلف أن يلم بة ليؤدى الفرائض اليومية؟ الصلوات وأحكامها وأركانها والصوم والافطار والقبلة وغير ذلك مما يتطلب الماما فلكيا ومعرفة بالقياس والحساب ومايتعلق بذلك .....
لاشك أن العبادات والفرائض أوالواجبات اليومية التى يحرص على أدائها المؤمن المكلف لاتكاد تحصى: مثلا الطهارة والتطهير، وعلاج المرضى والوقاية لمنع انتشار الأوبئة بين ملايين الناس فىالمدن،والبحث عن أدوية جديدة ناجعة في العلاج،والدأب على تطويرها أو تحسين صنعها وانتاجها، وطريقة استخدامها وتبيين آثارها .... كل ذلك مرتبط بلا شك بالتزام المسلم للشرع، أوما أمره به النبى من السعى في طلب العلم.
التعليق ليس لي، لكن ما جاء فيه صحيح. والذي أحرق كتب الفرس هو الاسكندر نفسه فقد أمر بترجمة كل كتبهم إلى اليونانية ثم إحراق الأصل، بحيث تكون اليونانية فقط هي لغة العلم. ولذلك فقد وصلت علوم الفرس للعرب عن طريق ترجمة كتب اليونان فقط. ولا يعرف أن العرب قد أحرقوا كتباً علمية لا في فارس ولا في مصر ولا في غيرها.
ـ[أبو جبير]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخونا -الفهم الصحيح- على إجابتكم