تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قوله تعالى: ?وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب? فقد قيل في الضمير المذكور في قوله تعالى: ?من عمره? أنه بمنزلة قولهم: عندي درهم ونصفه أي: ونصف درهم آخر فيكون المعنى: ولا ينقص من عمر معمر آخر وقيل: الزيادة والنقصان في الصحف التي في أيدي الملائكة وحمل قوله تعالى: ?لكل أجل كتاب * يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب? على أن المحو والاثبات من الصحف التي في أيدي الملائكة وأن قوله: ?وعنده أم الكتاب? اللوح المحفوظ ويدل على هذا الوجه سياق الآية وهو قوله: ?لكل أجل كتاب? ثم قال: ?يمحو الله ما يشاء ويثبت? أي: من ذلك الكتاب ?وعنده أم الكتاب? أي: أصله وهو اللوح المحفوظ وقيل: يمحو الله ما يشاء من الشرائع وينسخه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه والسياق أدل على هذا الوجه من الوجه الأول وهو قوله تعالى: ?وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب? فأخبر تعالى أن الرسول لا يأتي بالآيات من قبل نفسه بل من عند الله ثم قال: ?لكل أجل كتاب * يمحو الله ما يشاء ويثبت? أي: أن الشرائع لها أجل وغاية تنتهي إليها ثم تنسخ بالشريعة الأخرى فينسخ الله ما يشاء من الشرائع عند انقضاء الأجل ويثبت ما يشاء وفي الآية أقوال آخرى والله أعلم بالصواب، انتهى كلام ابن أبي العز ..

وقال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية:

... قوله: ?وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره? فقد قيل إن المراد الجنس، أي ما يعمر من عمر إنسان ولا ينقص من عمر إنسان ..

ثم التعمير والتقصير يراد به شيئان:

أحدهما: أن هذا يطول عمره وهذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصا له بالنسبة إلى غيره كما أن المعمر يطول عمره وهذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصا له بالنسبة إلى غيره كما أن التعمير زيادة بالنسبة إلى آخر ..

وقد يراد بالنقص النقص من العمر المكتوب كما يراد بالزيادة الزيادة في العمر المكتوب، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه“ وقد قال بعض الناس: إن المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الكثير قالوا: لأن الرزق والأجل مقدران مكتوبان، فيقال لهؤلاء تلك البركة -وهي الزيادة في العمل والنفع- هي أيضا مقدرة مكتوبة وتتناول لجميع الأشياء ..

والجواب المحقق: أن الله يكتب للعبد أجلاً في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب، وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب، ونظير هذا ما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ”أن آدم لما طلب من الله أن يريه صورة الأنبياء من ذريته فأراه إياهم فرأى فيهم رجلا له بصيص فقال من هذا يا رب؟ فقال: ابنك داود، قال: فكم عمره؟ قال أربعون سنة، قال: وكم عمري؟ قال: ألف سنة، قال فقد وهبت له من عمري ستين سنة، فكتب عليه كتاب وشهدت عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة قال قد بقي من عمري ستون سنة، قالوا: وهبتها لابنك داود، فأنكر ذلك فأخرجوا الكتاب“، قال النبي صلى الله عليه وسل: ”فنسي آدم فنسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته“ وروي أنه كمل لآدم عمره ولداود عمره، فهذا داود كان عمره المكتوب أربعين سنة ثم جعله ستين وهذا معنى ما روي عن عمر أنه قال: اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، والله سبحانه عالم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فهو يعلم ما كتبه له وما يزيده إياه بعد ذلك، والملائكة لا علم لهم إلا ما علمهم الله والله يعلم الأشياء قبل كونها وبعد كونها، فلهذا قال العلماء: إن المحو والإثبات في صحف الملائكة، وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له ما لم يكن عالما به فلا محو فيه ولا إثبات، وأما اللوح المحفوظ فهل فيه محو وإثبات؟ على قولين، انتهى كلام شيخ الإسلام رضي الله عنه ..

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[19 - 08 - 06, 09:52 ص]ـ

وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام:

وسئل عن المقتول: هل مات بأجله؟ أم قطع القاتل أجله؟

الجواب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير