تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيخنا الجليل الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله وأدام عليه نعمته وتوفيقه

_ لقد توقعت أن أخانا صالحا حين سأل عمن أحل الربا غير المضاعف، توقعت أنه يسأل عن ربا النسيئة الذي تكون فيه الفائدة قليلة وهو ربا القروض البنكية غالبا، حيث تثار الشبهات دائما حوله بغرض محاولة إباحته، ولم أتوقع أنه يسأل عن ربا الفضل، فأجبت على حسب ما فهمت من السؤال، فمعذرة على ما في جواب العبد الفقير من القصور.

_ وأما الشيخ رشيد رضا فقد رجعت إلى كلامه الذي نقله عنه الدكتور عبدالله بن محمد بن حسن السعيدي في كتابه القيم (الربا في المعاملات المصرفية المعاصرة) فوجدت أنه أباح ربا النسيئة إذا كانت الفائدة مشترطة في عقد القرض، واعتبر هذه الصورة لا تدخل في ربا الأضعاف المضاعفة، وحرّم ربا النسيئة إذا لم تكن الفائدة مشترطة في العقد وكان الرجل قد أقرض صاحبه قرضا حسنا ولكن عندما حل الأجل قال المقترض للمقرض أخر لي وأزيدك.

وقد بين الدكتور عبدالله السعيدي، تهافت هذا الكلام، ومناقضته للنصوص وللإجماع، وأجاد الرد عليه في كتابه المذكور، فجزى الله الشيخ عبد الرحمن الفقيه خيرا، فقد ذكرني بالكتاب وهو من مقتنياتي، وكنت ذاهلا عن مراجعة الموضوع فيه.


أخي الفاضل النبيل الشيخ الملقب بالسيف الصقيل أحسن الله إليك وعفا عنا وعنك، جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم بأخيكم، ويعلم الله أني أحوج إلى الاستفادة من فضلكم وعلمكم.

وأما ما تكرمتم بالسؤال عنه فالوصف الكاشف (أو الصفة الكاشفة) هو وصف موجود دائما في الموصوف، وبذكره يتميز الموصوف ويتضح المراد به للمخاطب، ولكنه ليس مؤثرا في الحكم أي لو حذفته لما تغير الحكم
والقسيم للوصف الكاشف هو الوصف المؤثر ويقال له أيضا الوصف المنشئ، وهو ذلك الوصف الذي يؤثر في الحكم وإذا حذف من الكلام تغير الحكم
أمثلة توضيحية:

1 ـ قوله تعالى: "ولا طائر يطير بجناحيه" (الأنعام: 38)، يقول المفسرون إن قوله تعالى (يطير بجناحيه) وصف كاشف فليس هناك طائر يطير بجناحيه، وآخر لا يطير بهما، ولو أنك قلت ولا طائر إلا أمم لما تغير الحكم المذكور في الآية، وإنما لذكر هذا الوصف فوائد بلاغية يرجع إليها في كتب التفسير.
2ـ (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة) فقوله «الذين لا يؤتون الزكاة» صفة كاشفة، أي المشركون لهم الويل سواءٌ آتوا الزكاة أي زكاة النفس أو لم يؤتوها، ولا يوجد مشرك يؤتي الزكاة
3ـ عن ابن مسعود قال: (قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله إلا اللّه وأني رسول اللّه إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه الجماعة.
قال الشوكاني في النيل: قوله: (يشهد أن لا إله إلا اللّه) الخ هذا وصف كاشف لأن المسلم لا يكون مسلمًا إلا إذا كان يشهد تلك الشهادة.اهـ
4ـ في الحديث السابق في قوله "التارك لدينه المفارق للجماعة" كلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ؛ فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
5 ـ لفظ الأولى في قوله تعالى: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فوصف الجاهلية بالأولى وصف كاشف فليس هناك جاهلية أولى وأخرى ثانية، وإذا حذف لفظ الأولى لم يتغير الحكم.

_ وقال الشيخ بكر أبو زيد في حلية طالب العلم:
الصفة الكاشفة: هذه من مصطلحات كتب المواد لـ”لسان العرب”.
ومنه ما في مادة (ظبأ) من ”القاموس”، قال الزبيدى في ”تاج العروس” (1/ 332):” الظبأة هي: الضبع (العرجاء) صفة كاشفة” اهـ.
وهذا الوجه من الصفة هو الذي يراد به تمييز الموصوف الذي لا يعلم، ليميز من سائر الأجناس بما يكشفه، انظر حرف الصاد من ”الكليات” (3/ 92). انتهى كلام الشيخ بكر حفظه الله.

أما القيد الأغلبي فهو يشترك مع الصفة الكاشفة من وجه ويخالفها من وجه، فوجه اتفاقهما أنه مثلها ليس مؤثرا في الحكم أي لو حذفته لما تغير الحكم
ووجه اختلافهما أنه ليس موجودا دائما في الموصوف، وإنما هو موجود غالبا، ويتصور وجود الموصوف بدون هذا القيد الأغلبي.
وقد سبقت بعض أمثلة القيد الأغلبي، ومن أمثلته أيضا
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير