ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 05:27 ص]ـ
لعل الأخ محمد الشافعي يريد حديث أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
أخرجه البخاري في صحيحه في مواضع، وكذلك مسلم في صحيحه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 04 - 05, 09:26 م]ـ
4 -
ليس في القرآن خبر صريح كما يدعي الأشقر بأن الله أوحى إلى ذي القرنين.
- نعم ليس فيه نصٌّ قاطع، لكن هناك ما يقرِّب ويشير إلى نبوَّته، وذلك قوله تعالى: ((قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)).
فهذا خطاب بين الله وبين هذا الرجل الصالح.
- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (6/ 383): "وكونه كان نبيَّاً هو الذي عليه ظاهر القرآن".
- وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 346) من طريق وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: "ذو القرنين نبيٌّ ".
- ولعلَّه هو اختيار الإمام البخاري في جامعه؛ فقد بوَّب رحمه الله تعالى في جامعه للأنبياء أبواباً على استقلال؛ وترجم الأنبياء نبيَّاً نبيَّاً على الترتيب الزماني، ثم ذكر فيهم ذا القرنين؛ لأنَّه عنده نبيٌّ، وأنه قبل إبراهيم، ولهذا ترجمه بعد ترجمة إبراهيم ".
- وانظر: مقدمة الفتح للحافظ ابن حجر (1/ 471).
- وأما الحديث الذي فيه توقُّف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الجزم بنبوَّة ذي القرنين ففيه مقال.
وهو حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ما أدري تُبَّعُ لعينٌ هو أم لا؟
وما أدري ذو القرنين نبياً كان أم ملكاً؟)).
- أخرجه أبو داود (4674) والحاكم في المستدرك (2/ 17) والبيهقي في الكبرى (8/ 329) وابن عساكر في تأريخ دمشق وابن أبي حاتم [كما في تفسير ابن كثير 4/ 145] وابن حزمٍ في المحلى (11/ 125) وأبوالقاسم الحنائي في فوائده [كما في الضعيفة للألباني 2217] والديليمي في الفردوس (5/ 177) كلهم من طريق عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - به.
- تنبيه: الذي وقع في سنن أبي داود في لفظ هذا الحديث (عزير)، والذي في بقية المراجع كلها (ذو القرنين)؟!
@ قال الحاكم عقبه: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
@ وقد أُعلَّ هذا الحديث بالإرسال، وأنَّه هو الصواب.
@ قال الإمام الدارقطني [كما في تأريخ ابن عساكر]: "تفرَّد به عبد الرزاق".
- قلت: يعني في رفع هذا الحديث إلى رسول الله.
@ وقال الإمام البيهقي عقب الحديث: "هكذا رواه عبد الرزاق عن معمر، ورواه هشام الصنعاني عن معمر عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن النبي مرسلاً.
قال البخاري: وهو أصحُّ، ولا يثبت هذا عن النبي؛ لأن النبي قال الحدود كفارة".
@ وقال أبو القاسم الحنائي عقبه: "غريبٌ! ورواه هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن أبي ذئبٍ عن الزهري عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرسلاً، وهو الأصحُّ".
@ وقد أجيب عن هذا التفرُّد بأنَّ عبدالرزَّاق لم يتفرَّد به، بل توبع بما أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 488) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (8/ 329) من طريق إبراهيم بن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بمثله مرفوعاً.
@ وقال عقبه: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ".
@ لذا صحَّحه الألباني في الصحيحة (2217)، فقال: "هشام ثقة، وقد خالفه معمر كما تقدَّم، وكذلك خالفه آدم بن أبي إياس ... فقد اتفق الثقتان على وصله عن ابن أبي ذئب عن المقبري به.
فإما أن يُقال ما اتفقا عليه أرجح مما تفرَّد به هشام من الإرسال.
وإما أن يُقال: كلٌّ صحيحٌ، وابن أبي ذئبٍ له سندان، أحدهما عن المقبري عن أبي هريرة، والآخر عن الزهري مرسلاً، وكلٌّ حفظ عنه ما سمِعَ منه، وكلٌّ ثقةٌ، والله أعلم"!!