تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله: ((لأن التوقيف لم يرد به)): يبطله ما تقدم من ذكر ثبوت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرق صحيحة لا مطعن فيها، وإذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وجب العمل به والقول بموجبه، سواء كان في مسائل الاعتقاد أو في العمليات، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم إطلاق هذا الاسم - أعني: الشخص - على الله تعالى، فيجب اتباعه في ذلك على من يؤمن بأنه رسول الله، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم بربه وبما يجب له وما يمتنع عليه تعالى من غيره من سائر البشر.

وتقدم أنَّ الشخص في اللغة: ما شخص وارتفع وظهر؛ قال في ((اللسان)): ((الشخص كل جسم له ارتفاع وظهور))، والله تعالى أظهر من كل شيء وأعظم وأكبر، وليس في إطلاق الشخص عليه محذورٌ على أصل أهل السنة الذين يتقيدون

بما قاله الله ورسوله)) اهـ.

وقال أيضا في صفة " الشيء " لله (ص 188 - 189):

- شَيْءٌ

يصح إطلاق لفظة (شيء) على الله عَزَّ وجَلَّ أو على صفة من صفاته، لكن لا يقال: (الشيء) اسم من أسمائه تعالى.

• الدليل من الكتاب:

1 - قوله تعالى: ?قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ? [الأنعام: 19].

2 - وقوله: ?كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ? [القصص: 88].والوجه صفةٌ ذاتيةٌ لله تعالى.

3 - وقوله: ?أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ?. [الأنعام: 93]، والقرآن كلام الله، وهو صفةٌ من صفاته، والقول في الصفة كالقول في الذات.

• الدليل من السنة:

حديث سهل بن سعد رضي الله عنه؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: ((أمعك من القرآن شيْءٌ؟)).قال: نعم. سورة كذا وسورة كذا؛ لسُوَرٍ سمَّاها. رواه البخاري (7417).

قال البخاري في كتاب التوحيد من ((صحيحه)): ((باب: ?قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللهُ?، فسمى الله تعالى نفسه شيئاً، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً، وهو صفةٌ من صفات الله، وقال: ?كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ? (ثم أورد حديثَ سهلٍ السابق)).

قال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/ 343): ((يريد بهذا أنه يطلق على الله تعالى أنه شيء، وكذلك صفاته، وليس معنى ذلك أن الشيء من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه تعالى بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته بأنها شيء؛ لأن كل موجود يصح أن يقال: إنه شيء)).اهـ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) ((6/ 142)): ((ويفرق بين دعائه والإخبار عنه؛ فلا يدعى إلاَّ بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه؛ فلا يكون باسم سيء، لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيء، وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل اسم شيء، وذات، وموجود000)).

وانظر ((مجموع الفتاوى)) أيضاً (9/ 300 - 301).

وقال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/ 162): ((000 ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً؛ كالقديم، والشيء، والموجود000)).

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[02 - 05 - 03, 07:08 م]ـ

واما اطلاق كلمة (ذات الله) بمعنى:نفسه،و حقيقته،و يقال؛ هذا وصف ذاتي ـ فهذا خطا لغوي شائع واليكم هذه البديعة من بدائع الفوائد لابن القيم وقد نقل فيها كلام بعض ائمة اللغة واقره: ((((بدائع الفوائد

وأما قوله تعالى تجري بأعيننا واصنع الفلك بأعيننا فليس فيه من الإختصاص ما في صنع موسى على عينه سبحانه وتعالى واصطناعه إياه لنفسه وما يسنده سبحانه إلى نفسه بصيغة ضمير الجمع قد يريد به ملائكته كقوله تعالى فإذا قرأناه فاتبع قرآنه القيامة 18 وقوله نحن نقص عليك يوسف 3 ونظائره فتأمله

قال وأما النفس فعلى أصل موضوعها إنما هي عبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد وقد استعمل أيضا من لفظها النفاسة والشيء النفيس فصلحت للتعبير عنه سبحانه وتعالى بخلاف ما تقدم من الألفاظ المجازية

وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس ولا سيما المتكلمين القول فيها أنها في معنى النفس والحقيقة

ويقولون ذات الباري هي نفسه ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله في قصة إبراهيم ثلاث كذبات كلهن في ذات الله. رواه البخاري ومسلم. وقول خبيب

وذلك في ذات الإله قال وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا ولو كان كذلك لجاز أن يقال عند ذات الله واحذر ذات الله كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه آل عمران 28 وذلك غير مسموع ولا يقال إلا بحرف في الجارة وحرف في للوعاء وهو معنى مستحيل على نفس الباري تعالى إذا قلت جاهدت في الله تعالى وأحببتك في الله تعالى محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته فيكون الحرف على بابه كأنك قلت هذا محبوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته وأما أن تدع اللفظ على ظاهرة فمحال

وإذا ثبت هذا فقوله في ذات الله أو في ذات الإله إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله فذات وصف للديانة وكذلك هي في الأصل موضوعها نعت لمؤنث

ألا ترى أن فيها تاء التأنيث وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تشرف .....

كتاب بدائع الفوائد، الجزء 2، صفحة 245.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير