والدراسة من حيث الزمان في صيف كل عام؛ حيث إن الشيخ يقف في نهاية الإجازة ثم يكمل في العام التالي.
أما مدة الدراسة فهي طيلة أيام الأسبوع ما عدا يومي الثلاثاء والجمعة على طريقة شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي، ثم لما كثر الطلاب رأى حاجتهم تقتضي الاستمرار طوال الأسبوع ما عدا الجمعة.
ولضبط الوقت وحتى لا يطغى وقت درس على آخر جعل رحمه الله منبهاً قبل خمس دقائق من نهاية كل درس ليكون للأسئلة، ثم الانتقال إلى الدرس الذي بعده، دون فاصل بين الدروس وهو مستمر في جلسته، أما الوقت الزمني فيبدأ من الساعة الثامنة حتى العاشرة والنصف أو الحادية عشرة أحياناً.
أما المنهج العلمي فهو كما يلي: 1 - التفسير وقد اعتمد في شرحه متناً بين يدي الطلاب وهو تفسير الجلالين، إلا أن التسجيل الصوتي لهذه الدروس بدأ متأخراً.
2 - الحديث: وقد اعتمد في شرحه «المنتقى من أحاديث الأحكام»، وكان له أحياناً اختيارات لبعض الأحاديث يمليها على أحد طلابه.
3 - الفقه: وقد اعتمد متن «زاد المستقنع»، وهذه دراسة مستقلة عن دراسة المساء.
4 - العقيدة: وقد تعددت كتبها؛ فمنها السفارينية، وكتاب التوحيد، والواسطية، والقواعد المثلى.
وهذه الدروس الأربعة ثابتة كل يوم في الغالب ويزاد أحياناً درس خامس لبعض الفنون ومنها: - الفرائض: البرهانية.
النحو: ألفية ابن مالك.
القواعد الفقهية: قواعد ابن رجب، ومختصر التحرير.
مصطلح الحديث، والوصول من علم الأصول.
هذا ومع ما نرى من كثرة الكتب المقررة في الفترة المسائية والصباحية؛ إلا أنه رحمه الله غالباً ما يكون اختياره الكتاب من حيث المتن والوقت شورى بينه وبين طلابه.
وإن المتأمل في حاله رحمه الله يراه جامعة مستقلة؛ فتدريسه طوال العام.
وفي الإجازة الصيفية في مختلف الفنون مع ما نرى حال استعداد كثير من المدن بالدروس والدورات العلمية الصيفية التي يجندون لها الأعداد الكثيرة من العلماء وطلبة العلم لتدريس سائر الفنون، ربما يجد المنظمون لهذه الدروس والدورات الحرج في تأمين من يقوم بها، بينما نجد مجلس شيخنا أبي عبد الله في دورة علمية متكاملة لا في الصيف وحده بل في سائر العام وفي فترة واحدة وجلسة واحدة متنقلاً من فن إلى فن.
ثانياً: الدروس العامة والمحاضرات: أ - الدروس العامة وهي على ما يلي: 1 - دروس ما بعد صلاة العصر: وكان يقرأ عليه خلال هذا الوقت في كل من رياض الصالحين أو بلوغ المرام أو مشكاة المصابيح ويعلق على ذلك بما يفتح الله عليه.
وكان هذا طيلة أيام الأسبوع في المسجد الكبير ما عدا يوم الجمعة.
وإذا سافر إلى الرياض أو الطائف فغالباً ما يستغل هذا الوقت.
2 - درس ما بعد أذان العشاء حتى الإقامة، وهذا كان إلى حوالي عام 1400هـ، وكان مما يدرس فيه مشكاة المصابيح، أو بلوغ المرام، ثم انقطع هذا الدرس وخصص هذا الوقت بدرس للطلاب على ما سبق تفصيله في الدروس العلمية.
ب - دروس المسجد الحرام: 1 - درس ما بعد صلاة الفجر في الحرم المكي في رمضان، وكان في عمدة الأحكام.
2 - درس ما بعد صلاة التراويح في الحرم المكي، وغالباًَ ما يكون تعليقاً على بعض الآيات التي تليت تلك الليلة أو كلمة مناسبة لتلك الليلة، ثم الإجابة على الأسئلة الواردة، ووقت هذا اللقاء من بعد صلاة التراويح ويستمر قرابة ساعة ونصف في العُشرَيْن الأولين من رمضان، وبعد دخول العشر الأواخر يكون الدرس ما بين التراويح والقيام في الغالب.
ج - المحاضرات: وهذه كان له فيها نصيب أوفى في أماكن كثيرة؛ فحيثما دعي لبَّى النداء رحمه الله حسبما يسمح له وقته، وهي على نوعين: النوع الأول: محاضرات مباشرة، ومن أبرزها تنظيمه لمحاضرة في الجامع الكبير وهو اللقاء الشهري بعد العشاء من أول ليلة أحد من كل شهر، وغيرها من المحاضرات الدورية في الجامعات والمجمعات.
¥