تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثامناً: عبر الإذاعة: كان للشيخ رحمه الله وجود في هذا الميدان، وقد ساهم في بعضها، واستقل بشيء منها، ومن ذلك: «نور على الدرب»، «سؤال على الهاتف»، و «من أحكام القرآن»، و «برامج موسمية عن الحج والصوم» ونحوها.

تاسعاً: عبر بعض الصحف والمجلات: كان له رحمه الله ركن للإفتاء في بعض الصحف والمجلات.

عاشراً: عبر الشريط: ولِمَا للشريط من سهولة في التداول والاستماع فقد أوْلى رحمه الله الشريط عناية خاصة؛ حيث إن جميع دروسه وفتاواه السابق ذكرها قد سجلت إلا ما ندر حتى إنه خص إحدى دور التسجيل بإخراج دروسه وفتاواه لتتوحد العناية بها وهي مؤسسة الاستقامة الإسلامية بعنيزة.

الحادي عشر: الإنترنت: وهذا المجال وإن كان لم ينسق مع الشيخ فيه إلا متأخراً إلا أنه رحمه الله قد أوْلى العناية بذلك في كل ما يتعلق بالإنترنت إلى لجنة خاصة تعنى بشؤونه.

وأخيراً: فإن ما كتبته عن شيخنا رحمه الله في هذا الموضوع لا أدعي فيه الكمال لا من حيث التقسيم ولا الحصر ولا الوصف؛ فقد فاتني منه ما هو من عادة البشر، والكمال لله سبحانه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، والحمد لله رب العالمين.


(*) أستاذ في معهد عنيزة العلمي، ومن خواص تلاميذ الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
(1) أخرجه البخاري، ح/ 3461.
(2) أخرجه البخاري، ح/ 4210، مسلم، ح/ 3406.
(3) أخرجه البخاري، ح/ 6464، مسلم، ح/ 2818.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جهود الشيخ ابن عثيمين في بيان العقيدة
ومنهجه في تقريرها
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد [1]: فإن الله سبحانه وتعالى بمنِّه وفضله نزَّل الذكر على عبده، وتكفل بحفظه، فـ[لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ] (فصلت: 42)، وطمأن عباده المؤمنين فقال: [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (الحجر: 9)، وكان من مظاهر حفظ الدين وأسبابه أن قيض الله من كل خَلَف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وهم بقايا أهل العلم والإيمان، ورثة محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه في أمته بالعلم النافع والعمل الصالح.
فلم يزل الله سبحانه وتعالى يصنع لهذه الأمة، ويجدد لها ما اندرس من أمر دينها، وما اندثر من سنة نبيها صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، كما بشر بذلك صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» [2]، وهؤلاء المجددون يستعملهم الله في إقامة الدين؛ أصوله وفروعه، وردِّ الناس إلى الجادة الصحيحة، والمَهْيَع الرشيد، حين ينحرفون عنه أو يهجرونه، وربما انتدب الله لهذا الأمر جماعة من المجددين على رأس كل قرن، بل هو الواقع، فلا تقتضي دلالة الحديث السابق أن يكون المجدد فرداً، قال ابن الأثير رحمه الله: «والأَوْلى أن يحمل الحديث على العموم ...
ولا يلزم منه أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً، وإنما قد يكون واحداً، وقد يكون أكثر منه؛ فإن لفظة «من» تقع على الواحد والجمع» [3].
كما ذكر العلماء أن من صفة هذا المجدد وشرطه أن يأتي عليه رأس القرن وهو أوله وهو حي عالم مشهور بنصر السنة وقمع البدعة [4].
وأحسب أن شيخنا الإمام الفقيه المفسر الأصولي الداعي إلى الله على بصيرة محمد بن صالح العثيمين [5] قدس الله روحه، ونوَّر ضريحه ممن ينطبق عليه هذا الشرط، وذلك الوصف، في طائفة من أهل العلم والإيمان على رأس القرن الخامس عشر الهجري.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير