تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:09 ص]ـ

= إكمال

ولقد وجدت أن "الانحياز" الذي اقتطعته من "المصطلح السياسي" قد يكون مفيدا في استعرته إلى ما أنا فيه من العلم.

لقد وجدت أن المؤلفين في الدراسات الإنسانية لم يسلموا مما يعمُر أنفسهم فكرًا وسلوكًا مما ابتلوا به خيرًا كان أم شرًّا؛ فأنت ترى الدارسين في الأدب ممن أوحي إليه مثلا أن العامل الديني يفرق بين الناس هنا وهناك.

فذهبوا إلى بعض من "علمانية" لم يصرحوا بها، يظهر فيما يكتبون، إن عرضوا لمسألة أو مشكلة اجتماعية، فيذهبون فيها بعيدًا عن الحيز الديني، وإن كان للأديان صلة بها.

وقل الشيء نفسه لمن اطمأن في نفسه إيمان بالدين؛ لأنه لا بد أن يعرض لما هو فيه، فيتمثل له ما قيل في التعاليم الدينية.

وأنت درك هذا لدى أهل الفكر السياسي فيما يكتبون، فتدرك أن صاحبك الذي تقرأ ما يكتب من أصحاب اليمين ينادي بـ"القومية" شعارًا ومصيرًا، كما تدرك أن هذه القومية "ليست عروبية" بل إنها تجنح إلى يسار سموها "اليسار البعثي" ولكنه "عربي-اشتراكي".

وأنت تستشف اليسار معتدلا كان أم بعيدا في انتسابه إلى شوعية صريحة أو مغلفة.

---

وأخرج من هذا التمهيد لأعرض إلى كتاب الأغاني الذي شغل به الدارسون للأدب القديم، الذي أكبره القدماء والمحدثون؛ حمد هذا الكتاب الوزير الصاحب بن عباد حتى جعله رفيقه في حله وترحاله، كما حمده طه حسين في عصره فجعل منه مادة كتابه الذي دعاه "حديث الأربعاء".

ولكن هذا الكتاب - أو قُل صاحبه أبا الفرج الأصفهاني - لم يسلم من نقد الأدباء الدارسين، ولاسيما من عرفوا بسيرة خاصة في أخذهم قولا وعملا بالإسلام في عصرنا، وكأن هؤلاء قد استعاروا ما كان للمسلمين من النقد في العلوم الإسلامية، ولاسبما النبوية الشريفة، فقاسوا بميزان السنة وما عرف بـ"الجرح والتعديل"، المعارف الأدبية والفنية

[قريبا الحلقة ((2))]

ـ[الرايه]ــــــــ[01 - 01 - 09, 01:29 م]ـ

وللإضافة

ألف د. علي الصلابي كتاب عن عن الغزالي وتحدث ضمن مباحثه عن كتاب (إحياء علوم الدين)

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[02 - 01 - 09, 10:54 ص]ـ

والأستاذ انور الجندي الكاتب والمؤرخ الإسلامي تناول في كثير من كتبه ومقالاته هذا الكتاب وصاحبه و ومنها كتاب خصائص الأدب العربي ص67 وما بعدها قائلا:

" من أكبر الاخطار التي واجهت الادب العربي عبر النظريات والمذاهب الغريبة الوافدة على ايدي دعاتها المروجين لها، قضية الاعتماد على المصادر الزائفة لتصوير شخصية الادب العربي، وكان ابرز من تزعم هذه الحملة التزويرية الظالمة هو المتغرب طه حسين الذي سار على خطى المستشرقين وجلهم من اليهود الحاقدين على الاسلام والمسلمين، ومن اهم هذه المصادر الزائفة المعتمدة الكتب التي تجمع اخبار الندماء والجلساء والمغنين والمضحكين امثال كتب اسحق بن ابراهيم الموصلي وابن خردا دله والمروزي وابن المرزبان وبعض مؤلفات الثعالبي والاغاني لابي الفرج الاصفهاني وغيرها. وكان لكتاب الف ليلة وليلة نفس الاثر اذ اهتم به عدد كبير من المستشرقين وقالوا عنه انه اكبر مصدر لتصوير المجتمع الاسلامي، يقول احد الباحثين: «عجبت من جعل كتب الادب التي يراد بها عادة الفكاهة ميزاناً يوزن به رجال التاريخ وتؤخذ به تراجم العظماء ودهشت من جعل ما كان يفعله خلفاء العرب وقضاتهم دليلاً على تجرد العرب من الحضارة، ولو جعل دليلاً على تجرد اولئك الخلفاء والقضاة انفسهم من الفضيلة لكان اقوم سبيلاً».

مثل هذه المصادر غير صالحة لانذار احكام عامة حاسمة على النحو الذي اندفع اليه طه حسين لاعتماده على مصدر واحد هو كتاب الاغاني وعلى ما جاء فيه من عدد من شعراء المجون امثال ابي نواس وبشار والضحاك وحماد عجرد، فهو يقول ان القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون وقال عن هؤلاء الشعراء انهم يمثلون عصرهم حقاً اكثر مما يمثله الفقهاء والمحدثون واصحاب الكلام، هذا الكاتب كان يستمد اراءه هنا من مصدرين اولهما كتاب الاغاني وثانيهما شعر الماجنين من الشعراء، والواقع انه لا كتاب الاغاني ولا اخبار هؤلاء المجان قادرة على تمثيل عصر بأكمله في بيئاته وفي اتجاهاته ومذاهبه الاجتماعية والفكرية، وقد توصل طه حسين الى حكمه هذا بأستقراء حال طائفة من الادباء والشعراء المترفين فرأى فيهم الشاك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير