_
فائدة: ذكر الألباني (هذيل) شيخ أبي قيس بالذال، و كذلك ورد في بعض (السنن). غير أن البخاري ذكره الزاي (هزيل) قال الحافظ: و هو الصحيح. و كذلك ذكره في (التهذيب).) انتهى كلامه.
قلت (الأزهري الأصلي): دلل الشيخ الألباني على صحته بنقل كلام الإمام ابن دقيق العيد في الإمام:" ومن يصححه يعتمد بعد تعديل أبي قيس (راويه عن هذيل) على كونه ليس مخالفا لرواية الجمهور مخالفة معارضة ? بل هو أمر زائد على ما رووه ? ولا يعارضه ? ولا سيما أنه طريق مستقل برواية هذيل عن المغيرة لم يشارك المشهورات في سندها ".
ثم قال: وهذا هو تحقيق القول في الحديث حسبما تقتضيه قواعد علم الحديث ? فلا تغتر بما ينقل عن بعض العلماء من تضعيفه ? فإنه مبني على علة غير قادحة كما بينا.
قلت (الأزهري الأصلي):قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي) تعليقا على كلام ابن دقيق العيد:
(قلت: قوله بل هو أمر زائد على ما رووه إلخ فيه نظر، فإن الناس كلهم رووا عن المغيرة بلفظ مسح على الخفين، وأبو قيس يخالفهم جميعاً، فيروي عن هزيل عن المغيرة بلفظ مسح على الجوربين والنعلين فلم يزد على ما رووا بل خالف ما رووا، نعم لو روى بلفظ مسح على الخفين والجوربين والنعلين لصح أن يقال إنه روى أمراً زائداً على ما رووه، وإذ ليس فليس فتفكر. فإذا عرفت هذا كله ظهر لك أن أكثر الأئمة من أهل الحديث حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف، مع أنهم لم يكونوا غافلين عن مسألة زيادة الثقة، فحكمهم عندي والله تعالى أعلم مقدم على حكم الترمذي بأنه حسن صحيح).
قلت (الأزهري الأصلي): ويدلل على ما ذكره المباركفوري قول علي بن المديني: حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة، إلا أنه قال: "ومسح على الجوربين" وخالف الناس. وقال الفضل بن عتبان: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث؟ فقال: الناس كلهم يروونه "على الخفين" غير أبي قيس.
_
13 - و قوله (ص: 113) تعقيبا على قول الشيخ السيد سابق: " أن المسح على الجوربين كان هو المقصود، و جاء المسح على النعلين تبعا ":-
(قد صح عنه صلى الله عليه و سلم المسح على النعلين استقلالا دون ذكر الجوربين ' من حديث علي و أوس و ابن عمر، وصححه ابن القطان كما في " شرح علوم الحديث " للعراقي (? 12) ... ).
قال الشيخ مهية:
(أما حديث علي فأخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) و ترجم عليه: (باب ذكر الدليل على أن مسح النبي صلى الله عليه و سلم على النعلين كان في وضوء تطوع، لا من حدث)، ثم ذكر الحديث عن علي:
" أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا و مسح على نعليه، ثم قال: هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم للطاهر ما لم يحدث "
و على ذّلك يحمل حديث (أوس). قال ابن حبان، راويه،: " هذا إنما كان في وضوء النفل ".
قلت: هذا على تقدير سلامة الحديث و صحته، فقد قال ابن عبد البر: " في إسناده ضعف ". و قال في (عون المعبود 1/ 63): حديث أوس فيه اضطراب سندا و متنا ...
و قد ورد عند أبي داود بلفظ: " فتوضأ و مسح على نعليه و قدميه "
و أما حديث ابن عمر فرواه البزار و استغربه، بلفظ:" كان يتوضأ و نعلاه في رجليه و يمسح عليهما "
و رواه البخاري بلفظ: " يلبس النعل ... و يتوضأ فيها "، و ترجم عليه: (باب غسل الرجلين في النعلين و لا يمسح على النعلين) إشارة منه إلى ضعف رواية المسح).انتهى كلامه.
14 - خطأ غريب:
قال الشيخ الألباني ? 117 عن حديث علي-رضي الله عنه-حين قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ? ثم قرأ شيئا من القرآن ? ثم قال: " هكذا لمن ليس بجنب ? فأما الجنب فلا ? ولا آية ".
رواه أحمد وأبو يعلى وهذا لفظه ? قال الهيثمي: رجاله موثقون ".
قلت (أي الألباني):" فإن لهذه الطريق علتين: الضعف ? والوقف.
أما الضعف فسببه أن في سنده عامر بن السمط أبا الغريف ولم يوثقه غير ابن حبان ? وهو مشهور بالتساهل في التوثيق كما بينته في " المقدمة " ? وقد خالفه من هو أعرف بالرجال منه ? وهو أبو حاتم الرازي ? فقال في أبي الغريف هذا: " ليس بالمشهور. . قد تكلموا فيه ? من نظراء أصبغ بن نباتة ".
¥