ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 03, 07:18 م]ـ
قال الحاكم في المدخل إلى الإكليل
وقد ذكرنا وجوه صحة الأحاديث على عشرة أنواع على اختلاف بين أهله فيه لئلا يتوهم متوهم أنه ليس يصح من الحديث إلا ما أخرجه البخاري ومسلم،
فإنا نظرنا وتأملنا ووجدنا البخاري قد جمع كتابا في التاريخ على أسامي من روى عنهم الحديث من زمان الصحابة إلى سنة خمس ومائتين فبلغ عددهم قريبا من أربعين ألف رجل وامرأة المخرج منهم في الصحيحين للبخاري ومسلم،
وقد جمعت أنا أساميهم وما أختلفا فيه فاحتج به ألاخر فلم يبلغوا ألفي رجل وامرأة ثم جمعت من ظهر جرحه من جملة الاربعين ألف فبلغوا مائتين وستة وعشرين رجلا.
فليعلم طالب العلم أن أكثر الرواة للأخبار ثقات وأن الدرجة الأولى منهم محتج بهم في الكتابين وأن سائرهم أكثرهم ثقات، وإنما سقط أساميهم من الكتابين الصحيحين للوجوه التي قدمنا ذكرها لا يخرج منهم.
وأنا ذاكر بمشيئة الله وحسن توفيقه سبب الجرح وما يوهم أنه جرح وليس بجرح ليوقف على حقيقة الحال.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[27 - 12 - 03, 11:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 12 - 03, 09:59 ص]ـ
قال الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله في حاشيته على الرفع والتكميل ص 562
فائدة وتكلمة:
جرت عادة الأمام البخاري رحمه الله تعالى، في ((التاريخ الكبير)): أن يقول غالبا في آخر باب الاسم الواحد، الذي أورد فيه المسمين به، على تسلسل حروف الهجاء بالنظر لأسماء آبائهم: (باب من أفناء الناس)،أو (أفناء الناس)، أو (باب من أفناء الناس ممن لايعرف بأبيه).
ثم يورد فيه الراوي الذى عرف من اسمه (محمد) فقط كما 1/ 1: 269،أو (أبراهيم) فقط كما في 1/ 1: 377، أو (إسماعيل) فقط كما في 1/ 1: 378، أو (إسحاق) فقط كما في 1/ 1: 406، أو (الأسود) فقط كما في 1/ 1: 450، وهكذا في سائر الأبواب. وتارة يكون من أورده في (الأفناء)
واحدا، كما في 1/ 1: 378و406، وتارة يكون جماعة من الرواة، كما في مواضع كثيرة.
قال الجوهرى في ((الصحاح)) في فني: ((يقال: هو من أفناء الناس إذا لم يعلم ممن هو). وفي ((لسان العرب)) في (فني): ((ورجل من أفناء القبائل أي لايدرى من أي قبيلة هو)). وفي ((النهاية)) لابن الأثير في (فناء): ((وفي الحديث: رجل من أفناء الناس، أي لم يعلم ممن هو، الواحد: فنو)). انتهى.
وفي ((صحيح البخاري)) في أول باب من كتاب الجزية 6: 258 (( ... قال جبير بن حية: بعت عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين ... )) قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) 6: 264 ((الأفناء بالفاء والنون، ممدود، جمع فنو بكسر الفاء وسكون النون، يقال: فلان من أفناء الناس إذا لم تعين قبيلته)). انتهى.
و (باب الأفناء) هذا عند البخاري: غير (باب الواحد)، فإن (باب الواحد) هو لمن جاء اسمه علي صيغة مفردة، لامشارك له فيها من الرواة، مع معرفة نسبه وشيوخه والرواة عنه، أما (باب الأفناء) فهو شيء آخر كما بينته آنفا، وهو الذي يعبر عن ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) بقوله 1/ 1: 149 (باب تسمية إبراهيم الذين لاينسبون)، 1/ 1: 250 (باب اسماعيل الذين لاينسبون)، 1/ 1: 238 (تسمية إسحاق الذين لاينسبون)، 1/ 1: 262 (باب تسمية أيوب الذين لم ينسبوا) وهكذا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 03, 08:44 م]ـ
ولعبد الله الجديع في كتاب (تحرير علوم الحديث) كلام في مواضع متعددة حول التاريخ الكبير للبخاري
منها (1/ 506 حول سكوت البخاري عن الراوي)
ومنها (1/ 183 المسالة الثانية: يقول البخاري في تاريخه في كثير من التراجم: فلان سمع فلانا فهل هذا إثبات منه لسماعه؟ أم حكاية لما وقع في الإسناد من طريق ذلك الراوي قال (سمعت فلانا) وما معناه؟
ولعلي أنقل نص كلامه في هذه المواضع فيما بعد بإذن الله تعالى.
ـ[الساجي]ــــــــ[01 - 01 - 04, 11:12 م]ـ
قرأت كلم المشايخ الفضلاء حول قول البخاري فيه نظر وعندي بعض الملاحظات العامة:
1 - الذهبي لم يقل ان (فيه نظر) تقتضي الطعن الشديد مطلقا بل ان عبارته تظهر فيها الدقة والاستقراء_فيما يظهر لي_ففي ترجمة عبدالله الواسطي قال: قد قال البخاري فيه نظر ولا يقول هذا إلافيمن يتهمه (غالبا)
وقال في ترجمة عثمان بن فائد: (قلّ ان يكون) عند البخاري رجل فيه نظر إلا وهو متهم
وقال ايضا:وكذا عادته اذا قال فيه نظر (بمعنى انه متهم او ليس بثقة) فهو
عنده أسوأ حالا من الضعيف
فالذي يظهر لي ان القضية عند الذهبي اغلبية وليست مثلية ويدل على ذلك وجود بعض الرواة الذين قال فيهم البخاري ذلك وهم من الذين اختلف فيهم الائمة جرحا وتعديلا كأبي بلج الذي وثقه ابن سعد وابن معين والجوزجاني والنسائي والدارقطني والأزدي ومن تكلم فيه انما تكلم من جهة الضبط لاالعدالة
2 - في نظري ان القضية لا يعطى لها حكما نهائيا الا بعد التتبع للرواة الذين وصفهم البخاري بذلك والنظر في الأقوال الأخرى للأئمة ومنهم البخاري نفسه إن كان له اكثر من قول
لأني قد آتي مثلا بمائتين راويا أخلص فيهم الى نتيجة واحدة ويأتي الآخر بمثل ذلك لنتيجة اخرى مخالفة لما جئت به مع ان البخاري تكلم مثلا في ألف راو، فماذا تمثل المائتان بالنسبة للألف؟
وقد عملت دراسة لقول البخاري (سكتوا عنه) وهي للدكتور مسفر وتوصل الى ما ذكره الذهبي تقريبا فعلى غرارها تكون دراسة للفظ البخاري (فيه نظر) والله أعلم
¥