1 ـ علماء الحديث حين تكلموا في كتب مصطلح الحديث على الاحتجاج بالحديث الحسن، فإنهم يقصدون الحسن بنوعيه (الحسن لذاته) و (الحسن لغيره)، و أما من ناحية الاستعمال و الاصطلاح فإن لفظ الحسن يستعمل لدى علماء الحديث بأعم من ذلك و أكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ أحمد بن حنبل حين سئل عن حديث بسرة في نقض الوضوء بمس الذكر فقال فيه صحيح، ثم سئل عن حديث أن أم حبيبة فقال هو أصح شيء فيه، و مع ذلك فلما سئل في مرة أخرى على حديث أم حبيبة قال هو حديث حسن .. فهذا يدلك على أنه استعمل الحسن هنا بمعنى الصحيح، لا بمعنى الحسن الاصطلاحي الذي هو أقل درجة من الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ و إطلاق لفظ الحسن على الصحيح مستعمل لدى المتقدمين كما قاله ابن حجر في النكت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ معروف أن طلبة الحديث بل و نقاد الحديث قديما كانوا يقبلون على سماع الأحاديث الغرائب أكثر من إقبالهم على سماع الأحاديث المشهورة المعروفة، لأن المشهورة المعروفة يعرفها كل الناس، أما الغرائب فلا يعرفها إلا من كان رحّالة طلب العلم من القريب و البعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ سميت الغرائب (فوائد) لأن الناس يفيد بعضهم بعضا بها للمناظرة بها مثلا أو للمذاكرة، و لكن ليس هذا من شأن علماء الحديث، إنما هو من شأن عوام طلبة الحديث، أما علماء الحديث و نقاده فهم و إن كانوا يقبلون أيضا على سماع الغريب إلا أن لهم من ذلك مقصد آخر، و هو تمييزها و تحذير الناس منها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ المرسل الخفي طريق إثباته أدق و أغمض من طريق إثبات المرسل الجلي، فالمرسل الجلي إنما ندركه بالتاريخ، فهنا نقول انقطاع، أما المرسل الخفي فالراوي أدرك أو عاصر شيخه بل ربما التقى به لكنه لم يسمع منه، فنحن أثبتنا عدم السماع و عدم الاتصال بطريق غامض خفي، فطريق إثبات الواسطة في المرسل الخفي أخفى من طريق إثباتها في المرسل الجلي، و لكن في النهاية يتساوى النوعان في الانقطاع، و إنما الفرق بينهما في طريق إثبات الانقطاع و عدم الاتصال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ حول قول السيوطي:
وما ... كان لفسق أو يرى متهما
يرقى عن الإنكار بالتعدد ... بل ربما يصير كالذي بدي
يقول الشيخ طارق: و هذا الكلام طبعا في غاية الخطأ، و العلماء لم يقبلوا ذلك منه، حتى أن الشيخ أحمد شاكر قد رد عليه في شرحه على ألفية السيوطي بقوله: و بذلك يتبين خطأ المؤلف هنا، و خطؤه في كثير من كتبه في الحكم على أحاديث ضعاف بالحسن مع هذه العلل القوية
و انتقد ذلك أيضا الشيخ / محيي الدين عبد الحميد في شرحه على الألفية ...
و العلة طبعا واضحة في عدم التقوية، لأن دلالة كثرة هذه الطرق الواهية على ضعف الحديث أقوى من دلالتها على ثبوته .. ووجه ذلك أن هذه الكثرة للأسانيد الواهية حين تبلغ هذا المبلغ و لا يطلع عليها الثقات و لا يرويها الثقات، فهذا يدل على أن الحديث مختلق .. و أيضا كما أشار مسلم في مقدمة صحيحه أن الكذابين يسرق بعضهم من بعض ..
و هذا الرأي ـ كما ذكر السيوطي في التدريب ـ أخذه من الحافظ ابن حجر، و لكن عند التحقيق نرى أن الحافظ ابن حجر قد استعمل ذلك في أحاديث فضائل الأعمال، و أما السيوطي فأخذ القاعدة وعممها على كل الأحاديث، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أو في الأحكام،و نرى أن السخاوي حين نقل كلام ابن حجر قيده كما قيده ابن حجر بكونه في باب فضائل الأعمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 07:26 م]ـ
المجلس الثاني و العشرون //
1 ـ كبار التابعين هم من أدركوا عامة الصحابة
وصغار التابعين هم من أدركوا الواحد و الاثنين من الصحابة، و غالبا ما يكون هذا الصحابي صغيرا لأنه لو كان كبيرا لروى عنه غير صغار التابعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ إطلاق المرسل على كل ما سقط فيه الراوي قال بعضهم هو من استعمال الفقهاء
و لكن أقول / هو ليس قاصرا عليهم، بل هواستعمال موجود في كلام المحدثين أيضا ــ كما هو صنيع أبي داوود في المراسيل ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥