14 - "ما يساوي نواة".
15 - "صالح الحديث".
وتتضح من خلالها صورة الاختلاف والتناقض، لذا ذهب عدد من النقاد والحفاظ إلى القول باختلاف رأي ابن معين فيه:
1 - فقال محمد بن حبان البستي (ت 354ه) في ترجمة أبي أويس: "وكان يحيى بن معين يوثقه مَرّة ويُضَعِّفه أخرى" ().
2 - وذكر ابن شاهين (ت 385ه) عبد الله بن عبد الله أبو أويس في الضعفاء حيث نقل فيه قول ابن معين: "ضعيف" وكذا ذكره في الثقات نقلاً عن ابن معين: "ثقة" ().
3 - وقال ابن عبد البر في ترجمته: "اضطرب فيه قول ابن معين ... " وذكر أقواله فيه ... ثم قال: "وهذا من ابن معين رحمه الله تساهل في الغيبة. وقد روى عنه أنه قيل له: ما وجه كلامك في أبي أويس؟ فقال: روى عن ابن شهاب حديث المجامع في رمضان " () فقال فيه: ويقضي يوماً مكانه، ولم يقل ذلك مالك في هذا الحديث، وكان سماعه وسماع مالك من الزهري في وقت واحد. قال أبو عمر: " وأبو أويس لا يحكي عنه أحد جرحة في دينه وأمانته، وإنما عابوه لسوء حفظه وأنه يُخالف في حديثه" ().
4 - وأشار الذهبي (ت 748ه) إلى اختلاف يحيى فيه فقال: "قال يحيى مرة: ليس بثقة. وقال مرة: لا بأس به. وقال مرة: صدوق، وليس بحجة". ثم ختم أقواله بـ: "وقال ابن معين أيضاً: هو مثل فُليح، في حديثه ضَعْف. وهو دون الدراوردي، وليس بحجة؛ هذه رواية معاوية عن ابن معين" ().
5 - وكذا السخاوي (ت 902ه) حيث قال: "ووثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى، وجمع بينهما بقوله صدوق وليس بحجة" ().
ولعل أرجح الأقوال ما تتبعه فيها عباس الدوري، حيث روى عنه أقواله فيه: "ثقة"، "صدوق وليس بحجة"، "مثل فُليح - صدوق كثير الخطأ - وفي حديثه ضعف"، ويوافقه في بعض أقواله ابن أبي خيثمة حيث روى عنه فيه: "ثقة"، "صالح ولكنه ليس بذاك الجائز". وتؤيدهما رواية الغلابي عنه فيه: "ليس به بأس" ويؤيد ذلك اختيار الحافظ الذهبي حيث ذكره في "من تكلم فيه وهو موثق" واختار قول ابن معين فيه: "صالح الحديث" ()، إضافة إلى قول ابن
عبد البر السابق، وما ترجح عند أبي زرعة: "صالح صدوق كأنه لين" (). وما ذهب إليه ابن عدي حيث قال بعد ذكره بعض الأحاديث التي انتقدها عليه: "ولأبي أويس غير ما ذكرت من الحديث، وفي أحاديثه ما يصح ويوافقه الثقات عليه، وفيها ما لا يوافقه عليه أحد وهو ممن يكتب حديثه" (). وقال أبو أحمد الحاكم: "يخالف في بعض حديثه" ().
وقال الخليلي: "منهم من رضي حفظه، ومنهم من يضعفه وهو مقارب
الأمر ... " ().
وخرَّج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم وأبو علي الطوسي، والدارمي ().
ولعل أنسب الأقوال فيه قول الحافظ ابن حجر: "صدوق يهم" () والله أعلم.
وذهب أ. د. أحمد محمد نور سيف إلى أن: "النقول تشير إلى أنه كان سيئ الرأي فيه ثم حسن الرأي فيه؛ وذلك لأن البغداديين من الرواة نقل بعضهم عنه توثيقه فقط كالدوري، وابن الغلابي، ونقل ابن أبي خيثمة ذلك عنه كما نقل عنه تضعيفه، ونقل غيرهم تضعيفه فقط، والبغداديون أكثر ملازمة له، وبخاصة الدوري مما يشير إلى أن الرأي الأخير ليحيى فيه حسن،
والله أعلم" ().
وذكر الأستاذ نور سيف أيضاً أهمية أقوال ابن معين التي يرويها البغداديون: "نظراً لأنهم وقفوا على رأيه الأخير في بعض الرواة الذين تختلف فيهم أقوال يحيى؛ ولذا فمن الأهمية أن يؤخذ بقولهم عند الاتفاق على راوٍ في رأي يخالفهم فيه غيرهم" ().
حادي عشر: يحمل قول ابن معين في توثيق بعض الرواة وتعديلهم على شهادته بدين الراوي لا روايته:
فمثلاً: صالح بن بشير بن وادع المري، أبو بشر البصري القاص الزاهد (ت 172ه) ().
قال عنه في رواية جعفر بن أبي عثمان - ثقة ثبت (ت: 282ه) -: "صالح المري كان قاصاً، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطل" ().
وقال في روايات ابن مُحْرِز البغدادي ومحمد الصغاني - ثقة ثبت
(ت 270ه) - والدقاق بن الهيثم (ت 284ه): "ليس بشيء" وزاد الدقاق: "قاصٌّ" ()، وقال في روايات الغلابي - ثقة (ت 256ه) -ومحمد بن أبي شيبة - الحافظ المفيد (ت 297ه) -، ومعاوية الدمشقي (ت 263ه) -: "ضعيف"، وقال في رواية أحمد بن أبي خيثمة - ثقة متقن (ت 279ه) -: "ضعيف الحديث" ().
وقال عنه في رواية عبد الله الدورقي - ثقة (ت 276ه) -: "صالح المري ضعيف أو قال: ليس بشيء" ().
¥