وقال في رواية عباس الدوري: "رأيت يحيى بن معين ليس له في صالح المري كبير رأي" ().
وقال أيضاً في رواية أخرى للدوري: "صالح المري ليس به بأس" ().
ومن خلال أقوال النقاد الآخرين نجد أنهم قد أجمعوا على تضعيف صالح المري القاص في الحديث وروايته، وأثنوا على دينه وعبادته وخشيته من الله، وبخاصة في وعظه وتذكيره.
لذلك قال أبو حفص ابن شاهين البغدادي (ت 385ه) بعد أن أورد توثيق ابن معين له وتضعيفه في (الثقات) و (الضعفاء) و (المختلف فيهم): "وهذا الكلام من يحيى بن معين في صالح المري يحتمل أن يكون وصف صلاحه وديانته ووعظه؛ وذلك أنه كان قاصّاً، ولم يكن يعرف صحيح الحديث من سقيمه، وما رأيت أحداً مدحه بالثقة، والله أعلم بالحق فيما هو" ().
وقال ابن حبان (ت 354ه): "كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه" ()
وقال الخطيب (ت 463ه) بعد روايته لقوله عن طريق الدوري: "ليس به بأس": "روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح" ().
وقال الذهبي بعد نقله رواية الدوري عن ابن معين: "لكن روى خمسة عن يحيى جرحه" (). وقال في تاريخ الإسلام: "قلت: روى خمسةٌ عن يحيى تليين صالح المُريّ، وما في ضَعْفه نزاع، إنما الخلاف هل يُترك حديثه أو لا" ().
ومما قيل فيه قول أبي حاتم الرازي (ت 277ه): "منكر الحديث يكتب حديثه، وكان من المتعبدين، ولم يكن في الحديث بذاك القوي" ().
وقول ابن عدي (ت365ه): "قاص حسن الصوت، عامة أحاديثه منكرة، أُتي مِنْ قلة معرفته بالأسانيد، وعندي أنه لا يتعمد" ().
الخاتمة
1 - ضرورة الجمع الشامل لألفاظ الجرح والتعديل الخاصة بأئمة النقد من المصادر المطبوعة والمخطوطة وتصنيفها وتوثيق نسبتها لكل واحد منهم.
2 - اختيار بعض طلاب مرحلة الدكتوراه المتميّزين لدراسة الأقوال المختلفة في الراوي الواحد لكل ناقد على حدة، ومحاولة التوفيق بين المتعارض منها على ضوء أقوالهم وقواعدهم التي اصطلحوا عليها أو المستنبطة من خلال البحث والدراسة.
3 - لا تعارض بين أقوال ابن معين المختلفة في الراوي، وذلك إذا ما جمعت عن رواة أقواله كافة، وما ظاهرها التعارض، فهي تمثل اجتهاداته في أولئك الرواة بعد ثبوت عدالتهم وتوثيقهم أو العكس، أو يكون قد خص طائفة من الرواة بحكمين يمثل الأول حالة خاصة به، والثاني وصفه العام في جميع مروياته الأخرى.
4 - ضرورة الاستعانة – أحيانا – بمرويات الراوي المتكلم فيه والموازنة بينها وبين الروايات الأخرى المتماثلة، وتنزيلها على أقوال ابن معين فيه، ومن ثم الخروج بالقول المناسب وحالة ذلك الراوي.
الحواشي بالترتيب:
() العلل الصغير 5/ 756 الملحق مع الجامع.
() رفع الملام عن الأئمة الأعلام ص7.
() ضعيف في حفظه (بخ د ت ق)، (ت156ه).
() صدوق سيئ الحفظ وكان عابداً مجاهداً (خت ت ق) (ت 160ه)، التقريب رقم (1895).
() صدوق سيئ الحفظ جداً (4) (ت148ه)، التقريب رقم (6081).
() كذبوه (د) التقريب، رقم (5815).
() ضعيف (د ق) من السادسة، التقريب رقم (4949).
() وانظر مقدمة ابن الصلاح ص224، والكفاية 1/ 333، الاقتراح ص337، الخلاصة ص89، شرح ألفية العراقي ص151، نكت الزركشي 3/ 355، النكت الوفية (ل/1202)، فتح المغيث 1/ 306، تدريب الراوي 1/ 309، توضيح الأفكار 2/ 158، المغيث 1/ 306.
() حققه طارق عوض الله محمد عام 1410هـ القاهرة، و د. عبد الرحيم القشقري عام 1420هـ الرشد، وحققه الشيخ حماد الأنصاري، ونشره د. عبد الباري الأنصاري ط أضواء السلف 1419هـ.
() (1/ 292).
() (6/ 27).
() (الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين وأعادهم في الثقات) للدكتور مبارك سيف الهاري ط1421هـ / 2000م.
() المصدر السابق ص 8.
() الترغيب والترهيب 4/ 567 - 581.
() صدوق يخطئ قليلاً/ع، التقريب رقم (445).
() العلل رقم (3273)، الضعفاء للعقيلي (84)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 570، الكامل لابن عدي 1/ 311، وتهذيب الكمال 3/ 93، الميزان 1/ 228، بحر الدم ص70.
() سؤالات الميموني رقم (475)، بحر الدم ص70.
() الكامل 1/ 311، إكمال التهذيب لمغلطاي 1/ 171، الميزان 1/ 228، تهذيب التهذيب 1/ 298.
() سؤالات أبي داود ص366 رقم (571)، تاريخ بغداد 6/ 216، تهذيب الكمال 3/ 94، الميزان 1/ 228، بحر الدم ص70.
() المعرفة والتاريخ 2/ 170، الكامل 1/ 312، تاريخ بغداد 6/ 217.
¥