تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1ـ كان ابن الأثير يشرح معنى اللفظة الغريبة بعبارة قريبة مأنوسة، فحديث"خيرُ المال مُهْرَةٌ مأمورة وسِكَّةٌ مأبورةٌ" () يورده تحت مادة (أبر) ويقول:"السِّكة: الطريقة المصطفَّة من النخل، والمأبورة: هي الملقَّحة. يقال: أبَرْتُ النخلة وأبَّرْتُها، فهي مأبورة ومُؤَبَّرة، أراد: خيرُ المال نِتاجٌ أو زرعٌ". وفي قوله:"إذا سافرتم في الخِصْب فأعطوا الرُّكُبَ أسِنَّتها () ". يقول:"الرُكُب جمع رِكاب وهي الرَّواحل من الإبل. وقيل: جمع رَكُوب، وهو ما يُرْكَبُ من كل دابَّة، فَعُول بمعنى مفعول".

ويُعنى بضبط الفعل في الماضي والمضارع، ويُورد مصدره، كقوله () في حديث أبي الأسود:"إن سُئِل أرَزَ"أي: "تقبَّض مِنْ بخله، يقال: أرَزَ يأرِِزُ أرْزاً فهو أرُوزٌ"، وكقوله في حديث ():"أنَّ عبداً لابن عمر أَبَقَ فلحق بالروم".

فيورده تحت مادة (أَبق) ويقول:"أبَقَ العبدُ يأبَقُ ويأبِقُ إباقاً إذا هرب، وتأبَّق إذا استتر".

ويقول في حديث () "فجعل المشركون يُؤَبِّسون به العباس"أي: يُعَيِّرونه، يُقال: أَبَسْتُه أَبْسَاً وأَبَّسْتُه تَأْبِيساً".

وقد يرى مناسبة لذكر لغات الفعل، ففي الحديث ():"لمَّا قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناسُ قِبَلَه يقول:"أي: ذهبوا مسرعين نحوه. يُقال: جَفَلَ وأَجْفَلَ وانجَفَل".

وفي حديث ():"أنَّ عجوزاً دخلت عليه فسألها فأَحْفَى يقول:"أَحْفَى فلانٌ بصاحبه، وحَفِي به، وتَحَفَّى، أي: بالغ في بِرِّه، والسؤال عن حاله".

ويُعْنى ابنُ الأثير بضبط الغريب الوارد في المادة، والنصُّ على هذا الضبط، كأن يقول () في حديث": إنكم سَتَلْقَوْنَ بعدي أَثَرَة"."الأَثَرة -بفتح الهمزة والثاء- الاسم من: آثَرَ يُؤْثِر إيثاراً، إذا أعطى، والاستئثار: الانفراد بالشيء". وقد يكون ثمة أقوال في تفسير الغريب الوارد في الشاهد، فيجمع ابن الأثير هذه الأقوال، ففي حديث ():"لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أسيفاً"."الأسيف: الشيخُ الفاني، وقيل: العبد، وقيل: الأسير".

وقد يرى حاجةً إلى بيان لغات قبائل العرب ونسبةِ كلِّ لغة إلى قبيلةٍ بعينها، وذلك في سياق بيان المادة اللغوية المتصلة بغريب الحديث، وقد كان اللغويون مَعْنِيِّين بتصنيف قبائل العرب، ومعرفة بطونها وأفخاذها، لتمييز الفصيح من غير الفصيح منها، وعَزْوِ ما وَرَدَ من شواهد السماع العربي إلى أصولها من القبائل العربية.

وقد يُبدي ابنُ الأثير في"نهايته"حِرْصاً على تعيين اسم القبيلة التي تجري على لسانها اللهجة الواردة في غريبه، أو تراه ينقل أقوال اللغويين في المسألة. من ذلك قوله في الحديث (): "أَصْبح بحمد الله بارئاً أي: مُعافى. يقال: بَرَأتُ من المرض أبْرَأُ بَرْءاً بالفتح، فأنا بارِئٌ، وأبرأني الله من المرض. وغير أهل الحجاز يقولون بَرِئْتُ - بالكسر- بُرْءاً".

ومن ذلك قولُه في حديث صلاة الحائض ():"قد كُنَّ نساءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يَحِضْنَ فأَمَرَهُنَّ أن يَجْزِين"، أي: يَقْضِين". قال الجوهري (): "وبنو تميم يقولون: أجزَأَتْ عنه شاةٌ، بالهمز. أي: قَضَتْ".

وعَرَض لحديث: "واغفر لنا حَوْبَنا" أي: إثمنا وتفتح الحاءُ وتضم. وقال (): "وقيل: الفتح لغة الحجاز، والضم لغة تميم".

وفي حديث ابن عباس (): "أجاز لها العِِيَرات"جمع عِير. قال سيبويه (): "اجتمعوا فيها على لغة هُذَيل"يعني تحريك الياء والقياس التسكين.

وقد يَحْكُمُ بغير الفصاحة على بعض اللغات التي قيلت إزاء لغة الحديث، من دون أن ينسبَ هذه اللغة إلى قبيلة بعينها. يقول في حديث (7) "آمِرُوا النساءَ في أنفسهن"أي: "شاوِروهُنَّ في تزويجهن. ويقال فيه:"وامَرْتُه"، وليس بفصيح".

ويقول في حديث ():"أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الآهِلَ حَظَّيْن، والأعزب حَظَّّاً": "الآهلِ: الذي له زوجة وعِيال، والأعزب: الذي لا زوجة له. وهي لغة رديئة، واللغة الفصحى عَزَب".

وفي الحديث (): "ما إخالُك سَرَقْتَ أي: "ما أظنك. تقول: خِلْتُ إخال بالكسر والفتح، والكسر أفصح وأكثر استعمالاً، والفتح القياس".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير